التخدير يومين في الأسبوع فقط! … مشفى القدموس الوطني يعمل على المولدات ومن دون طبيب أشعة

في منطقة تعد الأشد حاجة وبعداً جغرافياً يقبع مشفى القدموس الوطني في منطقة القدموس بمحافظة طرطوس، الذي يلبي الآلاف من المرضى في منطقة القدموس وريف بانياس الذين لولا وجوده لاحتاجوا إلى عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مشفى.

هذا الوضع الاستثنائي لم يشفع له للتعامل معه بشكل استثنائي أيضاً، بل يحاول سد رمق حاجات المرضى بأقل الإمكانيات، حيث أكد عدد من المرضى لـ«الوطن» أن عدد الأطباء قليل جداً والعيادات الخارجية في معظم الأوقات بلا أطباء، إضافة إلى عدم توفر جهاز الطبقي المحوري ما يسبب إرباكاً كبيراً في حوادث السير حيث يضطر أهل المصاب لنقله إلى أي مركز يوجد فيه جهاز طبقي محوري ومن ثم يعاد إلى مشفى القدموس، ولفت المرضى إلى عدم توفر بعض الأدوية الضرورية كالسيرومات، وقلة أيام عدد العمليات حيث يضطر مريض العملية الإسعافية للتوجه إلى مشفى آخر لعدم توفر أطباء التخدير.

ولمعرفة حقيقة الأمر تواصلت «الوطن» مع مدير مشفى القدموس الوطني د. سليمان بدر الذي أوضح أن المشفى لم يزود بطبقي محوري على الرغم من المطالبات المتكررة، وأن نقص الأطباء سببه بعد المشفى جغرافياً، إضافة إلى هجرة العديد من الأطباء الذين حصلوا على إجازة بلا أجر وسافروا خارج البلد ما سبب نقصاً ببعض الاختصاصات حيث لا يوجد طبيب أشعة والتخدير يوجد طبيب يأتي يوماً واحداً وتعاقد المشفى مع طبيبة متقاعدة تأتي يوماً واحداً حيث حصلنا على موافقة وزير الصحة بذلك، وعليه توجد عمليات في المشفى لمدة يومين فقط حيث تجرى أحياناً 14 عملية في اليوم.

ولتزيد المعاناة حملاً فإن كهرباء المشفى تعمل عن طريق المولدات على الرغم من المطالبة دائماً بخط ساخن للمشفى، إلا أن الأمر لم يلب وهذا يؤثر سلباً في عمل الأجهزة الطبية.

وعن سبب عدم توافر الكثير من المواد الطبية، أشار بدر إلى أن توافر الأدوية مرتبط بما تزوده مديرية الصحة به على اعتبار أن الاستجرار وزاري.

وبخصوص عدم وجود سوى سيارة صحية واحدة، لفت إلى أنه في السابق زود المشفى بسيارتين ولكن بسبب تقاعد أحد السائقين تم سحب سيارة من المشفى وبقيت واحدة.

يذكر أن المشفى يخدم يومياً من 100 إلى 200 مواطن من القدموس وريف بانياس وريف مصياف أيضاً، وتتوافر فيه أقسام كلية وداخلية وتوليد وحواضن وغيرها الكثير، ومن دون أي أجر يسند المشفى ولو بأقل المتطلبات الأساسية.