عربي ودولي

غالانت تفقد الحدود: سنعيد لبنان إلى العصر الحجري إن هوجمت إسرائيل! … الجيش اللبناني يستنفر قواته البحرية بعد خرق زوارق الاحتلال المياه الإقليمية

| وكالات

استنفر الجيش اللبناني في منطقة الناقورة اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة قواته البحرية في مقابل زوارق الاحتلال الإسرائيلي التي انتهكت السيادة اللبنانية، وبالتزامن أجرى وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت جولة على الحدود مع لبنان مهدداً بـ«إعادة لبنان إلى العصر الحجري» إن هوجمت إسرائيل.
ورصدت كاميرا «الميادين» مباشرة خرق الزوارق الإسرائيلية للمياه الإقليمية في منطقة الناقورة، ونظم الجيش اللبناني جولة لشرح وإظهار النقاط المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ومواكبة إعلامية.
وفي المقابل هدد غالانت «حزب الله» والحكومة اللبنانية بأن إسرائيل لن تتورع عن مهاجمة «كل متر من أصول الحزب وإعادة لبنان إلى العصر الحجري إذا هاجموا إسرائيل».
وفي محاولة للتغطية على إخفاقات جيش الاحتلال في «الشمال» وعدم جاهزيته التي وثقها العديد من التقارير الاستخبارية الإسرائيلية قال غالانت: «لا تخطئوا، إذا تطور هنا تصعيد أو صراع، سنعيد لبنان إلى العصر الحجري، لن نتردد في استخدام كل قوتنا، ونقضي على كل شبر من حزب اللـه ولبنان إذا اضطررنا لذلك»، حسب زعمه.
وأضاف: نحن لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لحماية مواطنينا وجنودنا وسيادتنا.
وفي وقت سابق أول من أمس، كشفت صحيفة «إسرائيل هيوم» سيناريو وصل إليها يرسم خريطة التهديدات في مواجهة محتملة مع حــزب الله، وتتحدث عن أضرار «دراماتيكية» سيواجهها كيان الاحتلال، مشيرة إلى أن جيش الأخير يستعد لإمكانية تصعيد على الحدود مع لبنان.
ونقلت الصحيفة، في مقالٍ لمراسلة الشؤون العسكرية، ليلاخ شوفال، إنه في ظل الصراعات الداخلية بشأن التعديل القضائي، فإن حوادث الحدود غير العادية بين إسرائيل وحزب اللـه في الأسابيع والأشهر الأخيرة تدل على ارتفاع ملحوظ في احتمال الحرب.
وقالت شوفال: إن التقدير هو أن آلاف القذائف الصاروخية ستُطلق نحو إسرائيل في الأيام الأولى، موضحةً أن تلك الصواريخ ستُحاول ضرب البنى التحتية للاتصالات.
ووفق السيناريو الـ«خطير– معقول» الذي نقلته شوفال، فإن كيان الاحتلال سيضطر في الأيام الأولى من القتال للتعامل مع إطلاق آلاف القذائف الصاروخية، حيث إنه ستُطلق نحو 6000 قذيفة صاروخية نحو العدو الإسرائيلي.
التقديرات وسط خبراء الأمن، هو أنه ستكون هناك نحو 1500 إصابة في اليوم مصنّفة كفعّالة في «إسرائيل»، من دون حساب القصف الذي سيسقط في مناطق مفتوحة والاعتراضات الناجحة لـ«القبة الحديدية»، حيث إن الأخيرة ستكون فرصها ضئيلة في تقديم نسب اعتراض مرتفعة جداً.
يأتي ذلك في وقت شهدت الحدود اللبنانية الفلسطينية توتراً مؤخراً، مع قيام الاحتلال بإقامة بلوكات إسمنتية قرب منطقة بعثائيل في تلال كفرشوبا، الشهر الفائت، خرقت ما يسمى «خط الانسحاب» غير المعترف به لبنانياً بنحو ثلاثة أمتار، وبعرض يزيد على 10 أمتار.
وفي 20 تموز الفائت، حصلت أعمال تجريف لبنانية في البلدة في مواجهة خروقات الاحتلال لشق طريق محاذية للحدود، في خطوة غير مسبوقة قام بها أهالي كفرشوبا منذ تحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي عزّز الجيش اللبناني إجراءاته.
جاء ذلك بعدما ألقى جنود الاحتلال الإسرائيلي قنبلتين دخانيتين على دورية للجيش اللبناني في خراج بلدة كفرشوبا الحدودية، حين كان فريق من الطوبوغرافيين في الجيش اللبناني، بمرافقة عناصر «اليونيفيل»، يقومون بمسح روتيني في تلال كفرشوبا قرب بركة بعثائيل بعد أعمال التجريف الإسرائيلية في المنطقة، ولم يسفر الاعتداء الإسرائيلي عن أي إصابات.
وفي 9 حزيران الفائت، نجح أهالي كفرشوبا والعرقوب في وقف عملية الجرف التي كان الاحتلال ينفذها في المنطقة.
وفي وقت لاحق، تمكن أهالي البلدة أيضاً من دخول أراضٍ لبنانية خلف «خط الانسحاب» واقعة تحت سيطرة الاحتلال، ورفعوا العلم اللبناني على تلّة مقابلة لموقع السماقة، في ظلّ استنفار لجنود الاحتلال الذين استقدموا تعزيزات وآليات إلى المكان.
وخلال الشهرين الفائتين أقدمت قوات الاحتلال على اتخاذ إجراءات عدوانية في القسم الشمالي من بلدة الغجر الحدودية المحتلة، وهو القسم اللبناني الذي تعترف به الأمم المتحدة باعتباره جزءاً من الأراضي اللبنانية لا نقاش فيه ولا نزاع حوله.
وتمثّلت إجراءات قوات الاحتلال بإنشاء سياج شائك وبناء جدار إسمنتي حول كامل البلدة شبيه بما تقوم به على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وعقب ذلك، أعلنت وسائل إعلام لبنانية تحطيم كاميرات المراقبة التي ثبّتها الجيش الإسرائيلي فوق السياج الفاصل عند بوابة فاطمة، لما تمثّله من انتهاك واضح للقوانين الدولية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إخفاق جنود الاحتلال في الشمال، قائلةً إن الجيش الإسرائيلي اكتشف متأخراً سرقة كاميرا عند الحدود مع لبنان.
وحاول الاحتلال الضغط من أجل إزالة خيمتين لحزب اللـه في منطقة ملاصقة لخط الانسحاب الإسرائيلي، وفشلت جميع جهوده حتى الآن في مقابل إصرار المقاومة على لبنانية الأراضي التي نصبت فيها الخيمتان، والتهديد بأن أي تعرّض لهما سيؤدي إلى ردّ مباشر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن