قضايا وآراء

هل يراهن الحزب الجمهوري على ترامب مرة أخرى؟

| دينا دخل الله

على الرغم من أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو الرئيس الذي وجهت له ثلاث تهم جنائية وخضع للعزل مرتين وهزم في الانتخابات الرئاسية للولاية الثانية، إلا أن لديه فرصة حقيقية للفوز في الانتخابات القادمة لعام ٢٠٢٤.

وفقاً للمعايير التقليدية كان يجب على دونالد ترامب أن يتقاعد منذ فترة طويلة إلا أنه بدلاً من ذلك يسعى لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويبدو أن لديه فرصة لا بأس بها في الوصول للبيت الأبيض مرة أخرى.

ليس هناك من شك في أن ترامب هو الخيار الانتخابي الأكثر خطورة للجمهوريين وخاصة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن أكثر من نصف الأميركيين يرون أن ترامب حاول البقاء في السلطة بشكل غير قانوني وأن أغلب الأميركيين يرون أن محاكمة ترامب هي الطريقة المثلى لحماية الديمقراطية وتطبيق القانون.

من ناحية أخرى يفضل الديمقراطيون حصول مواجهة أخرى بين بايدن وترامب تعيد أحداث انتخابات ٢٠٢٠، ما يعني فوز بايدن بولاية ثانية.

بالنسبة لدونالد ترامب مجرد الفوز بترشيح حزب كبير مثل الحزب الجمهوري يعني أن لديه فرصة للفوز في الانتخابات، ويعتبر مرشح الحزب، هو الوريث شبه التلقائي لكتلة انتخابية قوية تشكل نحو نصف البلاد أي ٤٥ بالمئة من الأصوات الشعبية و٢٠٠ صوت انتخابي، كتب رون براونشتاين: «أنشأ كل حزب الآن حصوناً منيعة عبر عدد كبير من الولايات التي يسيطرون فيها على الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس وانتخابات الولاية»، وربما يكون الدليل على ذلك أنه في السنوات الأربع الأخيرة ٤٠ ولاية صوتت للحزب نفسه والتزمت به بشكل مستمر.

ربما يكون من الصعب على دونالد ترامب الحصول على أصوات أكثر مما حصل عليها في انتخابات ٢٠٢٠ لكن بايدن خسر أيضاً بعض الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة، ففي الاستطلاع الأخير الذي أجرته «نيويورك تايمز» حصل بايدن على نسبة موافقة تبلغ ٣٩ بالمئة في حين ٤٢ بالمئة يعارضون بشدة الوظيفة التي يقوم بها.

يواجه بايدن مشكلات انتخابية كثيرة قد تؤثر في نتائج الانتخابات المقبلة لعل أهمها العمر وحالته الصحية التي ستزيد سوءاً مع الوقت، إضافة إلى التضخم وفضيحة الفساد التي تلاحق ابنه هانتر بايدن، فإذا دخل طرف ثالث الانتخابات سيقوم بسرقة نسبة لا بأس بها من ناخبي الديمقراطيين ما قد يؤدي إلى خسارة بايدن.

من ناحية أخرى سيدخل ترامب الانتخابات وهو يعاني عدم شعبية كبيرة، ويشير استطلاع الرأي الذي أجرته «نيويورك تايمز» أن ٥٥ بالمئة من الناس يرون أن ترامب ارتكب جرائم فيدرالية ويعتقد ٥٨ بالمئة من المستقلين أن سلوك ترامب يهدد الديمقراطية.

في حال أدين ترامب سيشكل ذلك مصيبة قاتلة سياسياً له، لكن لا يمكن أن نقلل من قدرة الإعلام الأميركي على استيعاب أي شيء وتحويله إلى أخبار قديمة، فإذا بقي الوضع الاقتصادي غير مرض فقد نرى تغييراً في توجه الناخب الأميركي.

يرى مراقبون أنه ربما كان الأفضل للجمهوريين أن يجدوا شخصاً جديداً وأصغر في السن وليس لديه تاريخ حافل من التهم وارتكاب الجرائم بدلاً من الرهان على شخص مثل دونالد ترامب.

وبالمقابل هناك من يؤكد أن الحزب الجمهوري سيعتمد على دونالد ترامب باعتباره شخصية غير مرفوضة بشكل مطلق ويأمل بالأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن