سورية

تحسباً من هجمات تستهدف قاعدة الاحتلال الأميركي غير الشرعية ولحماية ظهر «داعش» … مصادر لـ«الوطن»: المسلحون يتخذون مواقع دفاعية في منطقة الـ«٥٥ كم» بمحيط التنف

| حلب - خالد زنكلو

شهدت منطقة الـ«٥٥ كم» بريف حمص الشرقي، والتي تتحلق على شكل نصف دائرة بقاعدة الاحتلال الأميركي في منطقة التنف عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق، استنفاراً عسكرياً لمسلحي الاحتلال مما يسمى «جيش سورية الحرة» الذين اتخذوا مواقع دفاعية، تحسباً لأي هجوم محتمل ضد قاعدة الاحتلال، وعقب ذلك نفذ تنظيم «داعش» الإرهابي فجر أمس هجوماً من داخل المنطقة باتجاه إحدى نقاط انتشار الجيش العربي السوري شرقي محافظة الرقة قبل أن يعود إلى المنطقة.

وقالت مصادر محلية في البادية السورية، التي تصل أرياف السويداء بدير الزور مروراً بحمص والرقة، لـ«الوطن»: إن مسلحي «جيش سورية الحرة»، التابعين لجيش الاحتلال الأميركي ويناط بهم حماية قاعدته في التنف، نفذوا خلال الـ٧٢ ساعة الماضية عملية إعادة انتشار داخل منطقة «الـ٥٥ كم» التي يبلغ نصف قطرها ٥٥ كيلو متراً داخل البادية وتزنر القاعدة الواقعة في منتصفها.

وأشارت المصادر إلى أن مسلحي جيش الاحتلال الأميركي أقاموا خطوط دفاع في محيط المنطقة خشية شن هجمات باتجاه القاعدة العسكرية الأميركية، وليس إقامة نقاط ارتكاز لشن هجمات في عمق البادية باتجاه مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، سواء في السويداء أو في دير الزور، وبالتحديد في المنطقة الواقعة إلى الشرق من المحافظة، حيث تقع مدينة البوكمال ومعبر القائم الواقع على بعد ٨ كيلو مترات منها لجهة الشرق عند الحدود السورية العراقية، وهو الوحيد الذي يربط البلدين برياً.

ولفتت إلى أن الوقائع تشير إلى أن لا نية حالية لجيش الاحتلال الأميركي للتوجه من التنف إلى البوكمال لأنه غير قادر على ذلك من الناحية العملية لعدم توافر ما يلزمه من المسلحين لتنفيذ أجندته بإغلاق الحدود السورية العراقية، وبدليل اتخاذ مسلحيه في محيط التنف مواقع عسكرية جديدة لأغراض دفاعية لا هجومية.

المصادر كشفت أنه تبين أن تحرك مسلحي الاحتلال الأميركي في محيط قاعدته في التنف وداخل منطقة «الـ٥٥ كم» الهدف منها توفير منافذ لتسلل إرهابي «داعش» نحو مناطق انتشار نقاط الجيش العربي السوري داخل البادية السورية، ولتوفير ملاذات آمنة للتنظيم في المنطقة التي يدرب إرهابييه داخلها وينطلقون منها لشن هجمات ثم العودة إليها، وهو ما حدث فجر أمس خلال الهجوم على قرية معدان عتيق بريف الرقة الشرقي وعند الضفة اليمنى لنهر الفرات.

في ريف الرقة الشرقي، نفت مصادر أهلية ما أشاعته قنوات معارضة عن تمكنت مجموعة من فلول تنظمم داعش الإرهابي من السيطرة على قرية معدان عتيق، بغية إظهار قوة التنظيم وقدرته على التحرك لمسافات طويلة داخل البادية السورية، التي يتخذ من بعض أجزائها جيوبا يعمد الجيش السوري والقوات الرديفة على تمشيطها باستمرار بعد تكرار حوادث اغتيال جامعي الكمأة ورعاة الأغنام وسرقة قطعانها.

وبينت المصادر لـ«الوطن» أن القصة تلخصت بهجوم مسلحين من داعش على نقطة تفتيش للجيش العربي السوري شرقي الرقة قرب قرية معدان عتيق، خلال إخلاء الجنود للنقطة جراء قلة عددهم، ما أدى لاستشهاد أحدهم مع استشهاد أحد مقاتلي القوات الرديفة.

وأوضحت المصادر أن دورية أمنية سورية كانت على الطريق المار من المنطقة الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور، اشتبكت مع إرهابيي التنظيم، الذين أحرقوا الغرفة مسبقة الصنع التي يقيم فيها جنود نقطة التفتيش.

وأكدت مقتل أكثر من ٥ إرهابيين من «داعش» وجرح أكثر من ١٠ آخرين خلال تمشيط وحدة من الجيش السوري لمنطقة الاشتباك، إضافة إلى مصرع وإصابة عدد مماثل أثناء الاشتباك مع جنود نقطة التفتيش العسكرية والدورية الأمنية.

المصادر نوهت بأن مهاجمي «داعش» نقلوا قتلتهم وجرحاهم إلى منطقة «الـ٥٥ كم»، التي تضم مخيم الركبان للاجئين والتي يحتمون بها في كنف الاحتلال الأميركي الذي أنشأ التنظيم ويدعم هجماته ويمولها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن