ثقافة وفن

أمسية وترية لعاشق العود في أوبرا دمشق … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: أنا شخصياً اعتبره من أعظم عازفي العود في التاريخ

| آلاء الخطيب

برعاية وحضور الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة أقيمت أمسية موسيقية لفنان إحساسه سبق عزفه فترجمه بكتلة مشاعر عبر وتر، عوده الفنان كنان أدناوي العاشق لعوده والغارق بتفاصيل اللحن والمؤمن بموهبته أحيا يوم الثلاثاء 8 آب الجاري أمسية عزف على العود مع توليفة من آلات موسيقية متنوعة على خشبة مسرح دراما في دار الأوبرا احتفالاً بحصوله على العديد من الجوائز الدولية في العزف على العود.

فقدم المؤلف والعازف أدناوي مقطوعاته التي توزعت بين عزف منفرد على العود وبين مشاركته لمجموعة موسيقية تضم مزيجاً من الآلات الشرقية والغربية مثل البيانو والترومبيت والتشيللو والساكسفون والكمان والقانون والناي إضافة إلى الإيقاع.

برنامج الأمسية

بدأت الأمسية بعزف منفرد على العود من مؤلفات خاصة للعازف أدناوي منها كابريس، ومقطوعة من مقام الحجاز، ومعزوفات كلاسيكية تقليدية لآلة العود إضافة إلى بعض الارتجالات.

أما القسم الثاني من الأمسية فتميز بإضافة مجموعة من الآلات الموسيقية وبدأ العزف بافتتاحية «تموز» الملحمية الدرامية التي تروي أسطورة العشق الأبدي للإله دموزي المعروف بتموز لعشتار، وتبعها المقطوعات «تحية» وهي أولى المعزوفات التي كتبها بفرقة وجوه و«تريو» وهي مشروعه لنقل إحساس وأجواء السفر والترحال ورافق الساكسيفون والإيقاع العود في عزفها لتأتي«وتر» القطعة الموسيقية التي قدمها في دار الاوبرا عام2019 وحمل ألبومه الأخير اسمها وامتلأت بالعاطفة وتميزت بالعمق و«أوغاريت» و«مزاج» التي استطاع بها أدناوي رفع مزاج الجمهور وحماسه للتفاعل معه بجو خاص أضفاه الهارب وباقي الآلات التي مزجت بين موسيقا البلوز والجاز وتلاها عزف على طريقة التخت الشرقي ضمن «سماعي بيات» واختتمت الأمسية بمقطوعة حيوية ارتجالية مفعمة بالأمل والتفاؤل بعنوان Before and on time.

مستوى رفيع جداً

وفي تصرح خاص لـ«الوطن» قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح: إن كنان أدناوي شاب موسيقي سوري عازف عود من الدرجة الأرقى والأميز وأنا شخصياً اعتبره من أعظم عازفي العود في التاريخ وزيادة على ذلك هو موسيقي بارع جداً فأكاد أقول إنه موسيقار، وكما لاحظنا أن كل الحفل من تأليفه ومازال لديه المزيد وكل معزوفة لها لمسات خاصة وروح خاصة وأجواء خاصة كلها إبداع في مستوى رفيع جداً.

وفخورون جداً بكنان أدناوي وكل فرقته المبدعين فهم طلاب المعاهد الموسيقية في دمشق طلاب صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا ومنهم أساتذة بالمعهد وهم أعضاء في الفرقة الوطنية السمفونيه وأعضاء بالفرقة الوطنية للموسيقا العربية، سفراؤنا بالخارج بهؤلاء نرفع رؤوسنا وبهؤلاء يستمر الإبداع في سورية.

وأضافت: «أنا جداً فخورة بالمستوى الذي يضاهي أجمل الحفلات الموسيقية العالمية وهذا الدمج الرائع أن تعزف عدة نوطات موسيقية لكل آلة نوطة مختلفة ولكن كلها مندمجة في أصوات متآلفة ومنسجمة وهذا ما يسمى الهارموني بالأجنبي وهو غريب عن التخت الشرقي العربي وهو يرتقي بالموسيقا العربية التي نحب ونعشق إلى مصافي الموسيقا العالمية ويعلم الأذن العربية أن لكل آلة نغمة ولكل آلة نوطة ولكن الجمال بالانسجام.

مستقبل جديد للعود

وفي حوار «الوطن» مع الفنان كنان أدناوي عبر عن فرحته بتفاعل الجمهور معه بقوله إن الموسيقى وصلت بكل تفاصيلها لجميع الحاضرين والتفاعل المباشر بين الموسيقا والحضور أضاف حالة جمالية للحفلة بالعموم.

وبسؤالنا عن مواكبة التطور الموسيقي بشكل عام وعزف العود خصوصاً في سورية، أجاب أدناوي هناك مستقبل جديد لعزف العود في سورية وأنا متفائل جداً والعود أصبح موجوداً في كثير من التشكيلات الموسيقية الجديدة سواء في سورية أو العالم العربي أيضاً.

وأما عند السؤال عن الابتكار والتطوير في ألحانه وطريقة عزفه فقال: نجاح الحفلة هو نجاح للتجربة ووجود هذا النوع المحترف والمميز من العازفين يساعد على تنفيذ المعزوفات وتقديمها بأفضل شكل ممكن.

الموسيقيون المشاركون

عازف الكمان غطفان أدناوي والبيانو إياد جناوي والهارب رهف شيخاني، والفلوت آني ابراهيميان والقانون ديمة موازيني والساكسفون دلامة شهاب والتشيللو جواد حريتاني والكونترباص ليلى صالح وأخيراً على الإيقاع علي أحمد وسيمون مريش.

بعد مشاركاته العديدة على المسارح العالمية وحصده المركز الأول في مسابقة العود الدولية بلبنان والمركز الثاني ضمن مهرجان العود الدولي في الرياض ونجاحه بإيصال فنه المميز وموسيقاه إلى الجمهور العربي والعالمي، أحيا أمسية موسيقية أمتع بها الجمهور وسحرهم بأدائه المتمكن وقدم لهم البهجة والسعادة عبر مقطوعات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن