مدير منتخب السلة الدكتور علي درويش لـ«الوطن»: خسرنا أمام الإمارات بسبب الإرهاق والمجنس بيترسون سيكون معنا بالتصفيات وطموحنا كبير ببناء منتخب قوي

تنطلق مباريات التصفيات الآسيوية لكرة السلة المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 السبت القادم في صالة الفيحاء بدمشق بعد غربة طويلة عن استضافة البطولات، وقد تم تجهيز الصالة بكل مستلزماتها الفنية واللوجستية حتى أصبحت في قمة بهائها وبما يتطلبه الحضور المثالي للاستضافة، التصفيات تضم حسب المعلومات الواردة إلينا خمسة منتخبات قوية ومحضرة سيلعب بعضها مع بعضٍ على أن يتأهل منتخب واحد للدور الثاني من التصفيات، وقد بدأ منتخبنا تحضيراته منذ فترة ليست بالطويلة وتم استدعاء أفضل اللاعبين مستعيدي الجنسية إضافة للاعب مجنس من مستوى جيد وكادر فني وإداري جيدين، وهناك روح جديدة ضمن صفوف المنتخب الذي أصبح كالأسرة الواحدة، وهذا ما سيساهم في إحداث نقلة نوعية في مفاصل المنتخب، ومن أهم الخطوات التي نجح فيها اتحاد السلة هي تكليف الدكتور علي درويش بمهمة إدارة المنتخب حيث بدت بصماته واضحة على أمور المنتخب بعد أن نجح في خلق حالة من الانضباط الإداري ونظام جديد يسير عليه المنتخب خلال فترة التحضير.

فما حظوظنا بتقديم مستوى جيد وتحقيق نتيجة إيجابية في هذه التصفيات، وهل من لاعبين جدد بصفوف المنتخب؟

أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على مدير المنتخب الدكتور علي درويش من خلال الحوار التالي:

• بعد المشاركة في إندونيسيا كيف وجدت مستوى المنتخب؟

عند دخولنا تصفيات أولمبية أو تصفيات كأس العالم نبحث دائماً عن مباريات ودية قوية تحمل طابعاً رسمياً أكثر، دعانا الاتحاد الإندونيسي للمشاركة في البطولة، كنا ضمن الدول المدعوة وتمت الموافقة فوراً بعد استشارة المدير الفني للمنتخب الإسباني خافيير والمدرب الوطني عبود شكور، والدورة كانت فرصة جميلة جداً، وسفر المنتخب بعد المعسكر الداخلي، كان هناك حالة من الانضباط للاعبين وقد وجدنا أن فرصة المشاركة في هذه البطولة تجمعهم بعضهم مع بعضٍ من خلال التمارين الجماعية.

• ما سبب الخسارة في المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الإماراتي؟

خسرنا بسبب إرهاق السفر، لدينا سبعة عشر لاعباً ونحن مجبرون أن نختار اثني عشر لاعباً فقط، ويجب على المدرب خلال أربعة أو خمسة أيام أن يختار اثني عشر لاعباً، أيضاً تأخرنا في إرسال الأسماء، حيث اختار المدرب ثلاثة عشر لاعباً فقط وبسبب تأخر الفيزا اضطررنا إلى السفر على قسمين، القسم الثاني من اللاعبين وصل فجر المباراة ولا يوجد وقت كافٍ للراحة والتمارين، طلبنا من الاتحاد التأجيل لكن لم يوافقوا، مع العلم أن منتخب الإمارات قوي ومنضبط فنياً، ومدربهم ممتاز جداً، كانت مباراة جميلة وكان لدينا القوة حتى نربح لكن الإرهاق كان سبباً لخسارتنا، وأيضاً إصابة اللاعب سليم سفر في منتصف المباراة أثرت فينا بشكلٍ سلبي، كانت أول مباراة له ووصل عند الساعة الثامنة صباحاً قبل المباراة بثماني ساعات، وهذا وقت ضيق جداً عرضه للإصابة.

• شاهدنا تبديلات متسرعة وعصبية زائدة من قبل المدرب الإسباني خلال المباريات الدورة ما السبب؟

الكوتش خافيير يحب دائماً أن يعطي كل شيء بشكل صحيح، وهذه المشاركة بالنسبة له تحضيرية وهي ليست للفوز أو الخسارة، هو يطلب من اللاعب شيئاً معيناً ويفضل أن ينفذه على أرض الملعب ولو خسرنا، يهتم بأن يكون النظام واضحاً ومحدداً وهذا سيكون دافعاً للربح.

• ما الفائدة الفنية التي حصل عليها المنتخب بعد المشاركة في الدورة بإندونيسيا؟

منتخبا الإمارات وإندونيسيا يلعبان بمستوى جيد، نحن لعبنا وعرفنا مستوانا ومدى انسجام اللاعبين الأجانب مع المحليين، لدينا إصابات صغيرة لأندريه وسليم ولكن سوف يكونان جاهزين قبل التصفيات.

أما عن إيمليانو فهو لعب في المباراة الثالثة ودخل في الجو سريعاً وكأنه يلعب منذ فترة طويلة، لعب أمام منتخب إندونيسيا وبدا أن مستواه يتصاعد وهذا التطور نريده أن يحدث مع سليم وأندريه بالمباراتين، للأسف التعب والإصابات أبعدتهما.. لكن نأمل بأن يكونوا في التصفيات أقوى وأن ينسجموا مع المنتخب في التمارين، سوف نرى في التصفيات منتخباً يرفع الرأس في سورية بإذن الله.

• ماذا عن البطولة التي سوف نستضيفها يوم السبت وكم منتخباً تثبتت مشاركته؟

ثبتت ستة منتخبات: البحرين، كازاخستان، إندونيسيا، الهند، السعودية ومنتخبنا، سوف تلعب المنتخبات معاً بطريقة الدوري، وطلبنا أن يكون في الدور نصف النهائي الأول والرابع، والثالث مع الثاني، بعدها الفاينال.

• ما حظوظنا في التأهل للدور الثاني من التصفيات؟

بصراحة الطريق طويل جداً، ونحن اليوم ليس هدفنا النجاح فقط إنما تشكيل منتخب قوي يقاتل حتى النهاية ويترك بصمته الخاصة به، وإذا تأهلنا إلى أولمبياد باريس فسيكون هذا شيئاً عظيماً لسورية وإنجازاً كبيراً جداً.

نحن دائماً ننظر للأعلى ونرى أرض الملعب ونلعب أمام جمهورنا بحب كبير، استقدمنا لاعبين سوريين ومدرباً إسبانياً عالي المستوى، الكادر غني جداً والإدارة ملتفة حوله، والمنتخب يعيش أجواء أسرية مثالية ونتواصل مع الجمهور دائماً، ومتفائلون بحضورهم الرسمي والجماهيري الكبير جداً ودعمهم القوي.

• بالنسبة للاعب المجنس بيترسون سيبقى معكم في التصفيات؟

اللاعب بيترسون باق معنا، وهو خضع لفترة اختبار، كنا سنرفضه من أجل مسألة قانونية لأن أحد أعضاء الاتحاد نشر أنه لا يحق له المشاركة معنا، وبدورنا راسلنا «الفيبا» وتأكدنا أنه يستطيع اللعب معنا، بيترسون خضع بإندونيسيا للتجربة والاختبار من قبل المدرب، هو ليس لاعباً خارقاً ولكنه مكمل للفريق وأصبح لديه تجانس مع اللاعبين، ودخل في الكيمياء مع المدرب، وهذا شيء مهم جداً، يمكن لأي لاعب جيد أن يلعب لنفسه فقط ولأرقامه الخاصة به ولا يهتم للمنتخب إن ربح أو حتى إن خسر لكن بيترسون يلعب بروح الجماعة ويخدم المنتخب في المركزين (4-5)..

• تحدثنا في لقاء سابق عن نيتكم للعمل على منتخب أولمبي؟

هذا الكلام صحيح، لكننا تأخرنا في إنهاء الفاينال فور، لذلك تأجل المعسكر الأولمبي، الصالة في مرحلة الصيانة، نحن يجب أن نعطي اللاعبين فترةً للراحة، إذا شاركنا بآسيا لدينا قرار أن نستغني عن اللاعبين الذين أعمارهم كبيرة حتى نعطي الفرصة للاعبين الصغار لنحصل على فريق يخدم على الأقل عشرة سنوات، يوجد ثلاثة لاعبين وضعنا أعيننا عليهم سوف نخرطهم في المنتخب حتى يكونوا جاهزين بعد سنتين أو ثلاثة هم مستقبل سورية.

• ما سبب عدم مشاركة عبد الوهاب الحموي هل لمواقف شخصية مع المدرب؟

وجود هابو يخلق حالة إيجابية في المنتخب ويعطي روحاً جميلة، وطاقة كبيرة للجمهور ولو كان على دكة الاحتياط، هو من الأشخاص المريحين لأن روحه ومعنوياته جميلة ويكون مع المنتخب أسرة وكتلة واحدة وهذا ما يميزه.

• هل سيتقاضى اللاعبون مستعيدو الجنسية أمولاً جراء التحاقهم مع المنتخب؟

لديهم تكاليف سفر وإقامة، وسيتم تقديم مكافآت مالية لهم وهم يستحقون مقابل جهودهم مع المنتخب على الرغم أنهم لم يطلبوا ذلك ولكن الإدارة لن تنساهم.

• ماذا عن تنظيم المباريات مباريات البطولة في صالة الفيحاء؟

بدأنا في مرحلة التنظيم منذ شهرين، سوف يكون التنظيم عالي المستوى، هناك لجان تشكلت لهذا الموضوع، وليست أول مرة ننظم استضفنا تصفيات هنا، الأمور مريحة وسوف تعطي صورة رائعة عن سورية.

• هل يوجد بث تلفزيوني في القنوات السورية لمباريات التصفيات؟

لا أعلم بشكل نهائي، لكنِ أتوقع أن تكون القناة الفضائية حاضرة إضافة للمنصات والقنوات الخاصة.

• ماذا عن أسعار بطاقات الدخول هل ستكون مناسبة؟

أسعار البطاقات سيتم تحديدها من قبل الاتحاد، لكن من المتوقع أن يكون على البطاقة سعر بسيط ومناسب، مباريات منتخب سورية تستحق أن تكون مناسبة وجيدة.

• هل أنت راض عن عمل الكادرين الإداري والفني؟

راض جداً جداً، من ناحيتي سعيد بهم كثيراً، نحن يد واحدة، وأنا لست مدير منتخب، إنني جزء من مجموعة تعمل بكامل عناصرها يداً بيد متكاتفين، ابتداء من علي شاهين والدكتور علي سليمان والمعالج عدنان حلاق، والأستاذ يامن بالي أوجه له كل الشكر جميعهم يعملون بجهد جبار، نحن كادر واحد ويد واحدة نعمل بظهر بعضنا بنظام واحد، على الرغم أنها أول مشاركة لنا معاً، أتمنى أن نحافظ على روح المجموعة المريحة والإدارة الناجحة ونأمل أن يستمر هذا التعاون وهذا النظام.

• ما المنتخبات التي تخشونها في التصفيات؟

منتخبا كازاخستان والبحرين، إنهما منافسان قويان جداً، ربحنا عليهم وخسرنا أيضاً، أتوقع فرصة الربح عليهم مع وجود المنتخب الجديد ولا يوجد شيء مستحيل.

• كلمة أخيرة للناس والجمهور خاصةً؟

نستطيع أن نعدهم أن يلعب المنتخب بقلبه وروحه، وأن نصنع إنجازاً غير مسبوق لأجل الناس والجمهور، المنتخب مصمم على أن يصنعَ شيئاً يفرح قلوب الجميع لأنهم يستحقون هذا الفرح بغض النظر عن كل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا من أزمة حرب ومشاكل اقتصادية ونفسية خانقة، إن اللاعبين جزء من الشعب وهم يشعرون به وبحاجته لهذا الفرح.

نريد أن نخرج من هذه الطاقة السلبية وأن نسعد العالم بفرح سوري مستمر.