ثقافة وفن

طرحت موضوعات تعليمية وتثقيفية وتربوية … أعمال درامية سورية موجهة للأطفال

| مايا سلامي

حرصت الدراما السورية منذ بداياتها على تقديم موضوعات مختلفة تخاطب كل شرائح المجتمع على اختلاف أعمارهم، فلم تهمل الفئات الصغيرة وقدمت لهم في تسعينيات القرن الماضي باقة متنوعة من أجمل الأعمال الهادفة التي طرحت موضوعات تعليمية وتربوية وتثقيفية في قالب قصصي شائق استمدته من أشهر الحكايات العالمية.

ونجح صناع تلك الأعمال آنذاك في الدمج بين تلك القصص وأبرز المواقف الحياتية اليومية التي يتعرض لها الأطفال في تعاملهم مع الأوساط الاجتماعية المحيطة بهم سواء في البيت أم المدرسة، لتقدم لهم في نهاية كل منها عبرة ودرساً جديداً يرشدهم إلى الطريق الصحيح ويعلمهم مكارم الأخلاق والقيم النبيلة.

وتضمنت تلك الأعمال نخبة من عمالقة الفن السوري، كما شهدت بدايات بعض نجومه اليوم الذين أضافوا لها الكثير بإبداعهم وصدق تعاطيهم مع أدوارهم وشخصياتهم التي حملت رسائل مهمة أنشأت أجيالاً كاملة على الطيبة والصدق والمحبة، فعاشت تلك الأعمال في أذهانهم حتى يومنا هذا.

و«الوطن» ترصد أهم تلك الأعمال:

كان يا مكان

البداية كانت مع مسلسل الأطفال الشهير «كان يا مكان» الذي أنتج للمرة الأولى عام 1992 واستمد موضوعاته بشكل أساسي من حكايات الشعوب العربية والعالمية التي يقصها الجد أو الجدة على أحفادهما في كل حلقة، لتلقينهم درساً جديداً يبين لهم الخطأ من الصواب وتعليمهم حسن التصرف وكيفية اتخاذ القرارات السليمة والحكيمة.

صدر عن هذا العمل أربعة أجزاء كان آخرها في عام 2000 وقد حقق نسبة مشاهدات عالية بين الجماهير المحلية والعربية وحاز على جوائز عالمية، حيث كان صناعه من السباقين في عالم الفن العربي باستخدام تقنيات الغرافيك لتنفيذ الخدع السمعية والبصرية التي تفوق بها المسلسل وقدم حكاياته بأسلوب متفرد ومثير لم يسبق له مثيل، فكان واحداً من أهم وأضخم الإنتاجات الدرامية الموجهة للأطفال.

وكان الجزء الأول من تأليف سيف راجي وإخراج بسام الملا، على حين ألف داوود شيخاني أجزاءه التالية وأخرجها أيمن شيخاني، وجمع العمل على قائمة أبطاله مجموعة مهمة من عمالقة الفن السوري، منهم: سامية الجزائري، سعد الدين بقدونس، نورمان أسعد، وضاح حلوم، تيم حسن، سلافة معمار، نادين خوري، رندة مرعشلي، ميلاد يوسف، نضال سيجري، بشار إسماعيل، زهير عبد الكريم، ضحى الدبس، فاتن شاهين، جهاد الزغبي، وغيرهم.

الأمير النبيل

وفي سياق القصة والفانتازيا أيضاً جاء مسلسل «الأمير النبيل» الذي يروي حكاية المملكة السعيدة التي يحكمها ملك وملكة لديهم ثلاثة أولاد مختلفون في الأهواء والطباع، وفي يوم من الأيام تنقلب أحوال هذه المملكة رأساً على عقب بعد مرض الملكة الغريب الذي يعجز عنه أمهر الأطباء، وتدخل في غيبوبة لسنوات حتى يأتي شيخ إلى المملكة ويدلهم على علاج مرضها الذي يكمن في زهرة تسمى «زهرة قوس قزح»، موجودة في مكان بعيد تترصده ساحرة شريرة ولا يمكن الحصول عليها إلا بوساطة أحد الأمراء الثلاثة، فيجد الملك في ذلك فرصة لاختبار أولاده ليرى من الأجدر فيهم لتولي العرش بعده.

وتمتد هذه الحكاية على مدار حلقات العمل وتعلم الأطفال القيم الجميلة والسلوكيات الحميدة وأهم الصفات والخصال التي ينبغي على المرء التمتع بها كالنبل والشجاعة والصبر والذكاء، وتفضي إلى عبرة مفادها ضرورة أن يوازن الفرد بين كل تلك الصفات وعدم ترجيح إحداها على الأخرى حتى يصبح إنساناً ناجحاً ويحصل على هدفه ومراده.

العمل من تأليف عماد السمان، وإخراج عصام موسى، وبطولة: نبيلة النابلسي، بسام كوسا، زهير رمضان، فاتن شاهين، ضحى الدبس، إسكندر عزيز، فوزي بشارة، وغيرهم.

الرجل الآلي

وفي إطار الدراما العائلية التربوية أنتج مسلسل «الرجل الآلي» عام 1997 الذي تدور أحداثه حول اختراع «القلم الذكي» الذي يصممه عالم فيزياء ورياضيات وهو عم لفتاة وصبي يدعى عمار طالب في المرحلة الإعدادية يحصل على هذا القلم ويقوم بوساطته بالغش في الامتحان، وتتوالى فيما بعد جملة من المواقف المثيرة التي توجه دروساً أخلاقية مهمة للأطفال.

وما بين المدرسة والأسرة يسلط العمل الضوء على أبرز الموضوعات التي تدفع الأطفال أو الطلبة إلى سلوكيات خاطئة وأولها الرغبة في إرضاء الأهل وتحقيق آمالهم وطموحاتهم التي تتعارض في بعض الأحيان مع رغبات الطفل نفسه، كما يحمل بين طياته العديد من الرسائل والقيم التربوية التي توجه سلوك الطفل وتجعله قادراً على القيام بمحاكمة عقلية لتصرفاته وأفعاله.

العمل من تأليف نور الدين الهاشمي وإخراج محمد شيخ نجيب، وبطولة: حسان يونس، فوزي بشارة، توفيق إسكندر، نزار أبو حجر، محمد خير الجراح، محمد خاوندي، وغيرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن