رياضة

كرة القدم لا يبنيها شخص!

| غانم محمد

لم تعد العودة إلى ما تمّ تداوله في الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم مهمة كثيراً، وقد تمّ تقليبه من المتابعين، ولكن، ومن خلال ما سمعناه، فقد تمّ تكريس توجسنا وخوفنا على كرة القدم السورية، وأنها حتى الآن لم تهتدِ إلى طريق الرشد، وربما هي لا تريد ذلك.

أن يعتقد المرء أنه الشخص الوحيد الذي يفهم ماذا يحدث ويستوعبه، وأنه الوحيد القادر على التأثير فيه أو تحريكه، فهذا مرض عضال، ويحتاج إلى تدخّل جراحي، وإلا فستزداد المعاناة!

كرة القدم لا يبنيها شخص حتى لو كان مارادونا أو مورينيو، وهي لعبة جماعية بامتياز، وإن حلّ السوس بأي مفصل منها فإنه سيخربها، مهما كان الآخرون متميزين!

المشكلة أن العقلية التي تدير الكرة السورية غير منفتحة، ولا تبحث عن الأفكار التي تستطيع التطوير، ما دامت هذه الأفكار من غير إنتاجها، وهذا كارثي.

لا يمكننا أن نصدّق أنه لا يوجد في سورية مَن يفهم بكرة القدم، ومن يحبها ويغار عليها، فلماذا إذاً لا تتم الاستفادة من الجميع؟

هل تعتقدون أن برنامج التطوير الذي أطلق من قبلكم هو الذي سيحدث (الثورة المرجوة) في كرة القدم السورية؟

هل تظنّون أن مشيئتكم وحدها يمكن أن تنجح وتسري على الأندية، حتى لو كانت صحيحة؟

يضطر المرء لمناقشة أبنائه في أمور حياتية بسيطة، وإن لم يحصل على موافقتهم فقد يتعذب ويقلق، فكيف والأمر يتعلق ببناء لعبة، والبحث عما يشبه الإنجاز فيها؟

القصة تتعلّق بفكرة، فكرة جيدة، ونيّة صادقة، وعمل حقيقي، وهدف واضح، فحينها سنقول إننا بدأنا..

حرام أن نبقى متفرجين على الآخرين، ويكفي أن نتغنى بـ(فضية الدورة العربية) بمنتخب أول على حساب منتخب ناشئين!

صالحوا أنفسكم قبل أن تصالحونا، فنحن متصالحون مع أنفسنا، ونعرف (البيضة وقشرتها) في دهاليز كرة القدم السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن