قيادي في «حزب الله» توعد الاحتلال بتحويل مواقعه إلى مقابر.. ومسؤول في «الوطني الحر»: الحوار مع الحزب استعاد حرارته … نصر الله يستعرض مع وفد من «الشورى الإيراني» مستجدات المنطقة
| بيروت - سماهر الخطيب
بحث الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه أمس مع وفد من لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الإسلامي في إيران المستجدات في لبنان وفلسطين والمنطقة، في حين توعد قيادي في الحزب العدو الإسرائيلي بتحويل كل مواقعه إلى «مقابر» في أي حرب قادمة، ومن جهة أخرى أكد مسؤول العلاقة الوطنية مع الأحزاب الوطنية في «التيار الوطني الحر» رمزي دسوم أن الحوار مع حزب الله استعاد عافيته بالرغم من أنه «بطيء» وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة يجب أن تكون من كل الشرائح.
وذكرت العلاقات الإعلامية في حزب اللـه أن نصر اللـه استقبل وفداً من لجنة السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشورى الإسلامي في إيران برئاسة مسؤول اللجنة جلال زاده وضم عدداً من النواب في هذه اللجنة وبحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، حيث جرى استعراض آخر المستجدات والأوضاع في لبنان وفلسطين والمنطقة.
ويوم أول من أمس الجمعة، زار الوفد الإيراني نقطة مارون الراس الحدودية مع فلسطين المحتلة، ودعا رئيس الوفد إلى إنهاء احتلال فلسطين.
من جهة ثانية، أكد مسؤول العلاقة الوطنية مع الأحزاب الوطنية في «التيار الوطني الحر» رمزي دسوم أن الحوار مع حزب الله استعاد عافيته بالرغم من انه «بطيء» وان الحاضنة الشعبية للمقاومة يجب ان تكون من كل الشرائح
وفي تصريح لـ«الوطن» في بيروت أكد دسوم موقف «التيار الوطني الحر» الدائم الداعم للتلاقي والعيش المشترك وقال: «إننا في التيار الوطني الحر لم نكن يوماً إلا مع التلاقي والعيش الواحد ونبذ الفتن والمناطقية والخطاب الطائفي البغيض»، وأضاف: نحن كنا دائماً من دعاة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية حرصاً على مكامن القوة لدينا في ظل الظروف الدقيقة وغير الاعتيادية التي تمر بها المنطقة، متابعاً: «من هنا فإن الحاضنة الشعبية للمقاومة يجب أن تكون من كل شرائح الشعب اللبناني».
وبالنسبة للحوار مع حزب الله، أكد دسوم أن «التيار كان ولا يزال وسيبقى يؤمن بالحوار بين كل الأفرقاء اللبنانيين كخريطة طريق وحيدة للخروج من الأزمة الراهنة، علماً أن الحوار الوحيد حالياً على الساحة اللبنانية يجري بين التيار الوطني الحر وحزب الله».
وقال: «هذا الحوار الذي عادت الحرارة إليه منذ ما يقارب الشهر يسير ببطء ولكن بثبات وعلى أسس واضحة وصريحة ولا يقتصر فقط على الموضوع الرئاسي الذي بات معلوماً أن موافقة التيار الوطني الحر على رئيس للجمهورية معلقة على ثلاثة شروط أولها أن تنطبق عليه المواصفات التي حددناها سابقاً من حيث قدرته والتزامه بتطبيق البرنامج الإصلاحي والاقتصادي ومتابعة ما بدأ فعلياً في عهد الرئيس ميشال عون من محاربة الفساد والسهر على تنفيذ القوانين الإصلاحية من استعادة أموال مهربة إلى الخارج وكشف السرية المصرفية عن حسابات الذين يعملون في الشأن العام.
وأضاف: إن الشرط الثاني هو إقرار اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، بينما الشرط الثالث هو إقرار الصندوق الائتماني لإدارة أصول الدولة، وهذا الصندوق من شأنه كفّ يد الفاسدين عن أموال الدولة، والشرطان الثاني والثالث يجب أن يُقرّا في المجلس النيابي قبل انتخاب رئيس الجمهورية وإقرارهما يُعتبر مكسباً لكل الشعب اللبناني من دون أي استثناء وليس فقط للتيار الوطني الحر».
في سياق آخر، أكد «الضابط» في حزب اللـه الحاج جهاد في حديث لقناة «المنار» اللبنانية أن «الحزب أكمل التحضيرات والمعدات اللازمة لترجمة وعد أمينه العام نصر الله بأن يرى العالم على الهواء هزيمة الجيش الإسرائيلي في أي مواجهة قادمة».
وبينما كشفت المقاومة الوطنية اللبنانية في وقت سابق عن منظومة «ثأر الله» للصواريخ، قال الحاج جهاد: إن «العدو في الحرب القادمة لن يستطيع أن يخرج إذا دخل إلى الأرض اللبنانية»، متوعداً بأن «كل مواقع الاحتلال ستتحول إلى مقابر وستخرج عن الخدمة في الحرب القادمة، وستشهد هروب الجنود الإسرائيليين منها».
وأشار إلى حرب تموز والآثار المترتبة عليها، قائلاً: «لقد أعدنا الجيش الإسرائيلي إلى الوراء بدليل أننا اليوم أمام جيش فاقد للأهلية القتالية»، مشدداً بالقول: «اليوم نحن أمام مقاومة تمتلك موثوقية عالية بإمكانية تحقيق النصر».
وقال الحاج جهاد: «نحن نتحدث عن 17 سنة كان فيها سياق التحضير شبه يومي، فمعركتنا ستكون معركة الجليل، وتحضيرات العدو تؤكد أنه يخطط لكيفية الحماية من الدخول إلى الجليل، أما إذا فكر العدو في الدخول إلى أرضنا فلن يستطيع أن يخرج».
وكشف الحاج جهاد أن المقاومة الإسلامية استطاعت الحفاظ على سر امتلاكها سلاح الكورنيت لثلاث سنوات قبل حدوث عدوان 2006 وهو ما شكل مفاجأة لدى العدو خلال الحرب.
وأردف بالقول: نحن اليوم أمام مقاومة تمتلك موثوقية عالية بإمكانية تحقيق النصر، أما العدو فهو أصلاً لا يثق بقدراته على تحقيق النصر مقابل المقاومة، بالتالي الآثار المترتبة على الحرب إذا أردنا أن نتحدث عن كل شيء يحصل في الكيان كان باكورته الـ2006 أولاً هي التي زرعت في قلب العدو أنه لا يستطيع تحقيق النصر، وثانياً في عقل جماهيرنا وعقلنا وشعبنا وأمتنا على أن هذا العدو قابل للهزيمة.
واعتبر أن الأبعاد الإستراتيجية لحرب تموز تتلخص في أن الحرب أكدت تفوق المعنويات على العناصر المادية وهذا دليلنا الذي نتحدث به منذ سنوات طوال، إذ أثبتت الحرب أن القدرة المادية لا تساوي شيئاً أمام المعنويات، وقال: إن أصل ثقافة المقاومة الإسلامية ومحور المقاومة قائم على عنصر المعنويات، والبعد الثاني هو القلة التي تغلب الكثرة، لقد أثبتت حرب 2006 أن القلة تغلب الكثرة عبر انتصار الذكاء والإرادة على التكنولوجيا والقدرات المادية التي يتحدث عنها العدو.
وأضاف الحاج جهاد: لقد زج العدو بكل مقدراته حتى وصل إلى يوم أصبحت فيه هذه المقدرات التي تحدث عنها هي ساعة العمل واللحظة، وبالتالي أثبتت التجربة أن الذكاء الذي اعتمدته تشكيلاتنا قدم أنموذجاً جديداً من الحروب التي تؤكد أننا نستطيع باعتماد أساليب معينة أن نهزم جيشاً مهما امتلك من مقدرات، وفي البعد الآخر فإن حرب تموز شكلت هزيمة للكيان بعد الـ48 بكل ما للكلمة من معنى وبالتالي أسست هذه الهزيمة إلى مشروع إزالة إسرائيل من الوجود.
وقال: نحن دائماً نقول للعدو إن التجربة أثبتت أن المقاومة دائماً في عصر التطور والمواكبة والمفاجآت وهذا من الثوابت التي يتم العمل عليها ليس في النوع فقط وإنما في النوع والكيف والكم وهذه المفاجأة التي يجب أن يعمل عليها العدو وبالتالي سلاح الكورنيت كان في هذا المضمار.
وقبل ذلك، كشفت المقاومة الإسلامية عن منظومة «ثأر الله» وهي عبارة عن منصة مزدوجة للصواريخ الموجهة. وأوضح الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية أن المنظومة هي سلاح ضد الدروع، مخصصة لرماية صواريخ «الكورنيت».
وتتألف المنظومة من منصتي إطلاق، وتتمتع بدقة إصابة الأهداف بتوقيت متزامن وتدميرها، وتستخدم في الرماية النهارية والليلية، وتتميز هذه المنظومة بسهولة التحرك والمناورة.
ودخلت هذه المنظومة العمل في تشكيلات المقاومة الإسلامية عام 2015 وأظهرت نتائج ممتازة خلال استخدامها في أكثر من ميدان.