عربي ودولي

30 قتيلاً وعشرات المصابين بأعمال عنف في جنوب دارفور … اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في مناطق بالخرطوم

| وكالات

بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم، تحدثت تقارير صحفية عن أن ولاية جنوب دارفور تأثرت بالقتال العنيف بين الجانبين، حيث شهدت مدينة نيالا معارك ضارية بين الطرفين خلفت عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
وحسب وسائل إعلام سودانية، صعّد الجيش السوداني هجماته على مواقع لـ«الدعم السريع» بالخرطوم مستخدماً سلاح مدفعيته الثقيلة من مقر قيادته تجاه نقاط انتشارهم بضاحية بري وحي الشاطئ والصفاء شرقي العاصمة.
وفي جنوب الخرطوم، تبادل الطرفان إطلاق النار بشكل كثيف بينهما في منطقة الصحافة في تصعيد جديد للقتال الدائر بالقرب من المناطق والأحياء المتاخمة لسلاح المدرعات التابع للجيش.
وقال شهود: إن قوات «الدعم السريع» استهدفت بقذائف الهاون أحياء الدروشاب والكدرو شمال شرق جسر الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، في حين تصاعدت أعمدة دخانية كثيفة من مدينة الخرطوم بحري بالقرب من محيط المنطقة الصناعية وحي كوبر.
على الصعيد السياسي، قالت وزارة الخارجية السودانية في تصريحات لوكالة أنباء السودان «سونا»: إن خروج «الدعم السريع» من منازل المدنيين هو شرط أساسي للعودة إلى التفاوض من جديد، ونفت الأخيرة مراراً وجود قوات تابعة لها داخل المساكن والمشافي ومراكز الخدمات العامة.
من جهة ثانية، قال خالد الشيخ وهو متحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، أول من أمس الجمعة: إن تصرفات رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى بلاده فولكر بيرتس أحد الأسباب التي أدت لنشوب الحرب، متهماً إياه بالتعاون مع بعض الجهات دون غيرها «بشكل متحيز».
وقال المتحدث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP): إن المبعوث الأممي «أقصى بعض الجهات في الدولة التي تبحث عن حلول للأزمة، وركز فقط على جهات أخرى تعنتت في آرائها».
وأضاف: «بيرتس كان يتعاون مع بعض الجهات المحددة دون غيرها في السودان بشكل متحيز وخارج نطاق الصلاحيات الممنوحة للبعثة الأممية في البلاد، التي من المفترض أن تكون حيادية وتتواصل مع جميع الأطراف».
ودعا الشيخ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «تعيين مبعوث جديد للسودان ليكون رئيساً للبعثة الأممية، وخاصة في هذا الوقت الحساس».
في سياق متصل، قال رئيس قوى الحراك الوطني، القيادي بالكتلة الديمقراطية د. التجاني سيسي: إن الحد الأدنى من التوافق بين أصحاب المصلحة حول برنامج لإدارة الفترة الانتقالية يُشكل المدخل الصحيح لإنهاء الأزمة السودانية.
في الغضون، قالت صحيفة «سودان تربيون» السودانية: إن ولاية جنوب دارفور تأثرت بالقتال العنيف بين «الجيش» وقوات «الدعم السريع»، الذي بدأ في العاصمة الخرطوم وتمدد ليشمل 4 من أصل خمس ولايات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في دارفور، قولهم: إن ولاية جنوب دارفور تأثرت بالقتال العنيف بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، الذي بدأ في العاصمة الخرطوم، وتمدد ليشمل 4 من أصل خمس ولايات في دارفور، حيث شهدت مدينة نيالا ومناطق كاس وأم دافوق ومرشنج قتالاً ضارياً بين القوتين خلف أعداداً كبيرة من الضحايا المدنيين».
وأوضحت الصحيفة أنه على «مدى الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت مناطق واسعة في محلية كبم والوحدة الإدارية أم لباسة الواقعتين جنوب غرب نيالا، أعمال عنف ذات طابع قبلي بين السلامات والبني هلبة، وهما من القبائل العربية بولاية جنوب دارفور، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً وإصابة العشرات».
السكرتيرة الإعلامية للجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان رزان الدوري قالت حسب موقع قناة «الميادين»: إن «أغلب مستشفيات أم درمان باتت في مرمى النيران، وسط انقطاع كامل في شبكة الاتصالات، ونقص في المواد التموينية».
وأضافت الدوري: إن «هذه الحرب العبثية تؤدي إلى انهيار كبير للوضع الصحي في السودان، ما انعكس كارثة إنسانية على البلاد». وأكدت أنه «إذا لم يتم التوصل إلى حل فالمستقبل سيكون مظلماً، وعلى الأطراف السعي لاتفاق، من أجل الحفاظ على ما تبقّى من هذا البلد».
وقبل هذا التصريح، حذّرت منظمة إغاثة من خطر تفشي الأمراض نتيجة تحلّل جثث القتلى في شوارع الخرطوم التي مزّقتها حربٌ بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، مستمرة منذ أربعة أشهر.
وتتواصل، منذ نحو أربعة أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن