قضايا وآراء

واشنطن.. إلى أين هي ذاهبة؟

| رزوق الغاوي

هل تدرك الإدارة الأميركية حقاً، أبعاد مشروعها الراهن لتوسيع نطاق احتلالها لمزيد من الأرض السورية، وخلطها مجدداً لأوراق المسألة السورية بأوراق مسائل أخرى، عبر مغامرات عسكرية غير معروفة التداعيات والأبعاد؟

في استعراض سريع لبعض فصول السياسة الخارجية الأميركية تجاه المسألة السورية ومواقف أصدقاء سورية منها وخاصة الموقف الروسي، وما آلت إليه المسألة الأوكرانية من تعقيدات انعكست وبالاً على نظام كييف النازي، يجعلنا نقف على جملة من الحقائق المتصلة بالسلوك السياسي والعسكري الأميركي في التعاطي مع المسألتين السورية والأوكرانية، والذهاب عبر هذا السلوك في ممارسة عمليات ضغطٍ عسكري جديد على سورية بنشر قوات إضافية في الأراضي السورية المتاخمة للحدود مع العراق تمهيداً لعمل عسكري عدواني ضدها، بالتزامن مع حشد عسكري بحري شرق المتوسط تمثل بنشر أكثر من ثلاثة آلاف بحار وعنصر من مشاة البحرية الأميركية من مجموعة باتان البرمائية والوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين مدعمة بعشرين طائرة، وصلوا قبل أيام إلى شرق المتوسط، عبر قناة السويس، في إطار خطة سابقة أعلنها البنتاغونً، ما يوفر قدراً أكبر من المرونة والقدرات البحرية للأسطول الخامس الأميركي، يُضافُ إلى هذا السلوك قيام واشنطن بدفع بولندا لنقل عشرة آلاف جندي إضافي إلى الحدود مع بلاروس، تحت ذريعة «ردع المعتدي لكيلا يجرؤ على مهاجمتنا»، على حد قول وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك.

هذه المقدمات ترافقت مع ضغط دبلوماسي أميركي على روسيا عبر طرح مقترحات تنال من الدور الروسي في منظمة الأمم المتحدة تتضمن، خلافاً لميثاقها، العمل على تحييد روسيا في مجلس الأمن، واستغلال وجود المنظمة الدولية على الأرض الأميركية ومنع إعطاء تأشيرات دخول لبعض أعضاء البعثات المعتمدين في المنظمة الدولية للأراضي الأميركية والذهاب لطرح زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن بإدخال بلدان جديدة إليه موالية للسياسة الأميركية بما يضمن لواشنطن حضوراً أقوى داخل المجلس الذي يقضي ميثاقه بتحمل المسؤولية الرئيسة عن صون السلم والأمن الدوليين.

على ضوء ما تقدم، تتضح بجلاء حقيقة مفادها أن الإدارة الأميركية التي أخفقت في تعاطيها مع المسألتين السورية والأوكرانية عبر ممارسة الضغط الاقتصادي والابتزاز العسكري والنفاق السياسي، ذهبت باتجاه خلط الأوراق بعضها ببعض لعلها تبقي على اليسر اليسير من ماء وجهها المراق في أوحال البلدان التي تعاني من الاحتلال الأميركي، ومن صلف السياسات الأميركية الرعناء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن