النظافة في شوارع وأحياء طرطوس سيئة! … مدير النظافة لـ«الوطن»: عدد كبير من عمال النظافة تركوا عملهم
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
إن واقع النظافة في أحياء مدينة طرطوس غير مقبول فأينما تذهب تر القمامة منتشرة و(مفلوشة) على الأرصفة أو أمام مداخل الأبنية أو في منصفات الشوارع على مدار اليوم كما أن الحاويات تفيض بالقمامة ومرمية بشكل عشوائي على الأرض حولها ويبدو أن أسباب هذا الواقع تعود في قسم منها للمواطنين غير الملتزمين بمواعيد رمي أكياس القمامة أمام أبنيتهم إضافة لفوضى الكثير من أصحاب المحال ورميهم المخلفات والقمامة بشكل عشوائي ومن دون أكياس مغلقة ومن دون مواعيد محددة، كما تعود في القسم الأكبر منها للتقصير في ترحيل القمامة يومياً وفي تنظيف الشوارع وحول الحاويات وفي المراقبة والمتابعة ومحاسبة المخالفين وفق القانون من المدينة.
مدير النظافة مدحت زيدو ورداً على أسئلة «الوطن» قال: تقوم مديرية النظافة في مجلس مدينة طرطوس بجمع وترحيل القمامة وكنس وتنظيف كل الشوارع والأحياء في المدينة إلا أن المديرية بإمكانياتها الحالية تعاني مشكلات عديدة تحول دون الوصول إلى مستوى نظافة يليق بجمالية هذه المدينة السياحية، أهمها: نقص في عدد العمال الناتج عن خروج عدد منهم من الخدمة (لبلوغهم السن القانونية للتعاقد، الوفاة…) علماً أن هذا النقص الكبير في عدد العمال لم يتم تعويضه فمنذ عام 2010 وحتى تاريخه لم يتم تعيين عمال نظافة في مجلس مدينة طرطوس إلا مرة واحدة بموجب مسابقة عام 2018 وترك الكثير منهم العمل بعد تعيينهم، في حين لم يعين عمال بعقود موسمية هذا العام مع بداية الموسم السياحي، ناهيك عن ضعف الأجور والحوافز المادية التي يتقاضاها عمال المديرية مقارنة بطبيعة عملهم الشاقة وفي ظل الغلاء المعيشي الحالي، وعدم وجود سيارات مبيت لنقل العمال من أماكن إقامتهم إلى مكان عملهم وبالعكس وخاصة في ظل ارتفاع أجور المواصلات ولاسيما أن القسم الأكبر من عمال المديرية هم من الأرياف البعيدة عن مركز المدينة، مقارنة بالمساحة الكبيرة التي تخدمها المدينة (أربعة آلاف هكتار) بإمكانياتها الحالية إضافة للزيادة الكبيرة جداً في أعداد الوافدين إلى المحافظة وخاصة في فترة الموسم السياحي وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة كمية القمامة لأكثر من 400 طن يومياً.
ناهيك عن قدم الآليات العاملة في المديرية والكلف الكبيرة جداً لصيانتها وإصلاحها وخروج قسم كبير منها من الخدمة لعدم الجدوى الاقتصادية من صيانتها وإصلاحها إضافة لقلة الاعتمادات التي تخصص سنوياً للأعمال الخدمية من ضمن الموارد الذاتية للمدينة، وعدم تخصيص المديرية بآليات جديدة تساعد في تحسين مستوى الخدمات التي تقدمها المدينة، إضافة لكثرة الأعطال الطارئة للآليات والمتكررة بشكل يومي نتيجة قدم هذه الآليات وعملها على أكثر من ورديتي عمل خلال اليوم الواحد مما ينتج عنه التأخر أحياناً بترحيل القمامة.
وأضاف: كذلك عدم الالتزام من المواطنين بأماكن ومواعيد إلقاء القمامة التي حددتها المدينة من الساعة السادسة وحتى الثامنة مساء إضافة لعدم وضع القمامة بأكياس محكمة الإغلاق وبطريقة عشوائية أحياناً مما يشكل عبئاً إضافياً على عمال المديرية.
وقال زيدو: في ضوء ما تقدم تعمل المديرية وفق أقصى الطاقات والإمكانات من أجل المحافظة على الحد الأدنى الجيد لنظافة المدينة وذلك من خلال القيام منذ بداية شهر نيسان من هذا العام وبمشاركة جميع الدوائر الخدمية في المدنية وبدعم من أعضاء مجلس المدينة والمجتمع المحلي بتشكيل ورشة نظافة لتنظيف وكنس الشوارع والأحياء وإزالة الأعشاب والردميات من كل أحياء المدينة ومازال العمل مستمراً في هذه الورشة حتى تاريخه.. كما تسعى المديرية وبمشاركة الفرق الشبابية والمجتمع المحلي في المدينة وبمبادرات تطوعية لتحسين واقع النظافة وتوعية المواطنين بضرورة الالتزام بأماكن ومواعيد إلقاء القمامة ونشر ثقافة العمل التطوعي وأيضاً تعمل على زيادة الاعتمادات المالية في المدينة المخصصة لقطاع النظافة بهدف تنظيم عقد نظافة لجزء من المدينة مع بداية العام القادم الأمر الذي سيساهم في تحسين واقع النظافة في المدينة.. وتقوم المدينة حالياً بإجراءات التعاقد على تصنيع حاويات قمامة معدنية بهدف استبدال الحاويات القديمة وزيادة عدد الحوايا المنتشرة في المدينة.