عربي ودولي

اجتماع في أديس أبابا اليوم لبحث سبل إنهاء الصراع في السودان … تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش و«الدعم السريع» في ثلاث مناطق

| وكالات

بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدن الخرطوم وأم درمان ونيالا، أعلنت قوى «الحرية والتغيير»‏ عقد اجتماع في إثيوبيا اليوم الإثنين لبحث سبل وقف الصراع الذي يعصف بالسودان منذ ما يقرب من أربعة اشهر.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع في ثلاث مناطق، وقال شهود: إن اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وقعت في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة الخرطوم. وأضافوا إن الجيش السوداني قصف بالمدفعية موقعاً لقوات الدعم السريع في مدينة أم درمان في ولاية الخرطوم.
وفي ولاية جنوب دارفور، يستمر القتال بين الجانبين، لليوم الرابع على التوالي، في مدينة نيالا عاصمة الولاية.
وفي السياق، قال الخبير السوداني المقيم في دارفور أبو ذر مسعود: إن الصراع القبلي في دارفور قديم ومعقد بين عدد من قبائل دارفور، مثل بني حلبة والحبانية وقبائل أخرى.
وأشار في حديث لـ«راديو سبوتنيك»، أمس إلى أن «القتال الذي تجدد مؤخراً، منذ نحو أسبوع، بين هذه القبائل راح ضحيته 173 شخصاً تقريباً حسب الإحصاءات الصحفية», وأضاف مسعود: إن «الاشتباكات تجددت في نيالا، وما زاد حدتها هذه المرة أنها تأثرت بالصراع الدائر في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث انضمت بعض القبائل إلى أحد طرفي النزاع وانضم البعض الآخر إلى الطرف المقابل، فضلاً عن غياب القانون وانتشار السلاح وغياب الشرطة والجهات الأمنية وانفراط عقد الإقليم الغربي في السودان».
ولفت مسعود إلى أن «هناك محاولات لاحتواء الموقف من خلال عدد من المبادرات منها مبادرات سياسية واجتماعية وعسكرية، وهناك مبادرة لوجهاء نيالا من التجار والأعيان، وهناك مبادرة قام بها صحفيو نيالا، لكنها مبادرات لم تؤت أكلها، نظراً لأن المنخرطين في هذه الصراعات مرتبطون بالصراع في الخرطوم».
وتشهد ولايات دارفور منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اشتباكات مسلحة خاصة في مدن نيالا، والجنينة، وزالنجي وكاس وأم دافوق وكتم.
في الغضون، قالت «قوى الحرية والتغيير» السودانية إنه سيتم عقد اجتماع للقوى المدنية الموقعة على «الاتفاق ‏الإطاري»، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم الإثنين، «لبحث سبل وقف الحرب في السودان». ‏
وأوضح المتحدث باسم « الحرية والتغيير»، جعفر حسن عثمان، في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية، أن «قيادات القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري ستعقد اجتماعاً في أديس أبابا، لمناقشة الوضع الإنساني وسبل وقف الحرب في السودان».
وقال: إن «الاجتماع سيناقش أجندة سياسية لتطوير رؤية لإنهاء الحرب وعودة المسار المدني الديمقراطي للبلاد».
والشهر الماضي، دعت «قوى الحرية والتغيير» إلى «تشكيل جبهة مدنية موحدة من أجل إيقاف الصراع» المستمر في السودان، منذ نيسان الماضي.
في سياق متصل، أعلن قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف أيضاً بـ«حميدتي»، إنشاء «الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية».
وقال دقلو في بيان حسب قناة «سكاي نيوز عربية»: إن إنشاء الوكالة الإغاثية جاء «نظراً للأوضاع الإنسانية المأساوية والكوارث الناتجة عن الحرب والحاجة الماسة إلى تيسير العمليات الإنسانية في المناطق التي تدور فيها العمليات العسكرية أو تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع».
وأضاف: من بين الأسباب أيضاً «التزام قيادة قوات الدعم السريع بتمكين المدنيين من الحصول على المساعدات الإنسانية من دون أي إعاقة أو عرقلة، والمساهمة في حمايتهم والالتزام بالقانون الإنساني».
وقال: إن الوكالة ستسعى إلى تحقيق عدة أهداف تتمثل في توفير الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة من الحرب وخاصة الخرطوم ودارفور وكردفان، ومناطق النازحين، إضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع المجتمعات المنكوبة وتوزيعها على نحو عادل وشامل، والحيلولة دون استخدامها لأي أغراض تتعارض والأنظمة والمبادئ العالمية للعمل الإنساني.
ومن بين الأهداف حسب دقلو «التنسيق مع المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان والعون الدولي الإنساني بغية تخفيف المعاناة الإنسانية بتوفير المساعدات الغذائية والرعاية الصحية والطبية والمساعدة في إصلاح وصيانة المرافق الخدمية الضرورية، وذلك من دون تمييز على أي أساس من الأسس المحرمة دولياً».
وتتواصل، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن