البوارج الروسية قصفت مواقع التنظيم في عمق باديتي حماة وحمص ودمرت أحد مقاره … الجيش يعزز في بادية الميادين لمواجهة تحركات الاحتلال الأميركي و«داعش»
| حلب - خالد زنكلو
عزز الجيش العربي السوري مواقعه في بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي بجنود وعتاد عسكري لمواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي ينشط في المنطقة بدعم لوجستي من الاحتلال الأميركي، وتحسباً لأي عمل عسكري قد يشنه الاحتلال وميليشياته من الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى نظيرتها الغربية باتجاه المنطقة ومدينة البوكمال، حيث معبر القائم الوحيد الذي يربط الحدود بين سورية والعراق.
وذكرت مصادر محلية في الميادين أن رتلاً عسكرياً ضخماً للجيش العربي السوري وصل مساء أمس إلى بادية الميادين على طريق حمص دير الزور وشرق الأخيرة، ويتألف من حافلات وعربات جند إضافة إلى مدافع ميدانية وهاون ودبابات حديثة.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن التعزيزات العسكرية لوحدات الجيش العربي السوري جاءت بعد يومين من هجوم مسلحي «داعش» الإرهابي على باص مبيت عسكري مساء الخميس الماضي أدى إلى استشهاد كوكبة من جنود الجيش العربي السوري ضمن بادية الميادين على طريق المحطة الثانية جنوب شرق دير الزور، بعدما درج إرهابيو التنظيم على نصب كمائن وتنفيذ هجمات، مثل الهجوم الذي شنوه الأربعاء الماضي على نقطة تفتيش للجيش العربي السوري قرب قرية معدان عتيق شرق الرقة، مستفيدين من الدعم اللامتناهي والتدريب الذي يتلقونه من جيش الاحتلال الأميركي داخل قاعدة التنف العسكرية غير الشرعية عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق.
كما ربطت المصادر بين زيادة عديد وعتاد الجيش العربي السوري، وهي الثانية في غضون شهر إلى المنطقة، برفع جهوزية جيش الاحتلال الأميركي داخل قواعده العسكرية غير الشرعية شرق نهر الفرات وإرساله تعزيزات إليها، بالتزامن مع تدريب ميليشياته التي تسمى «جيش سورية الحرة» داخل قاعدة التنف وانتشارها في محيط «منطقة الـ55 كم»، التي تحيط بالقاعدة وتؤمن الحماية لها، وذلك على خلفية الأنباء المتواترة حول نية جيش الاحتلال القيام بعملية عسكرية من شرق الفرات ومن التنف نحو البوكمال لإغلاق الحدود السورية- العراقية، وإن خبت لهجة الوعيد والتهديد في الأيام الأخيرة نتيجة معطيات سياسية وميدانية جديدة.
ولم تؤكد المصادر وصول تعزيزات عسكرية لحلفاء الجيش العربي السوري إلى ريف دير الزور الشرقي أمس، لكنها رجحت ذلك مع تحليق مكثف للطيران المروحي التابع للجيش العربي السوري فوق المنطقة وفي سماء الميادين.
وبالتوازي مع الغارات الجوية التي تنفذها المقاتلات الروسية ضد فلول إرهابيي «داعش» منذ الخميس الفائت في البادية السورية، حيث يتخذ التنظيم من مغارات وكهوف جحوراً له لشن هجمات ضد الجيش العربي السوري، بين مصدر ميداني في المنطقة لـ«الوطن» أن البوارج الحربية الروسية التي ترسو قبالة السواحل السورية، أطلقت فجر أمس مجموعة من الصواريخ الدقيقة الشديدة التدمير نحو مواقع التنظيم في باديتي حماة وحمص والمنطقة الواقعة بينهما، ما أدى إلى تدمير أحد المواقع بشكل كامل ومقتل من فيه من الإرهابيين، وذلك بناء على معلومات استخباراتية دقيقة من عمليات الاستطلاع الواسعة للقوات الجوية الروسية.
في غضون ذلك، أكد مركز المصالحة الروسي في سورية أن طائرات التحالف الدولي، الذي تتزعمه أميركا خرقت بروتوكولات تفادي التصادم في سورية 14 مرة.
وصرح نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية فاديم كوليت في إفادة صحفية بأن «طيران التحالف الذي يدعي مكافحة الإرهاب وتتزعمه الولايات المتحدة، يواصل خلق أوضاع خطيرة في سماء سورية، حيث يقوم برحلات جوية تتعارض مع بروتوكولات تفادي التصادم وتخالف الأجواء السورية».
وأضاف: تم توثيق 14 حالة انتهاك لبروتوكولات تفادي التصادم نتيجة لرحلات جوية لطائرات مسيّرة لم يتم التنسيق بها مع الجانب الروسي.
وأكد كوليت أنه «في سماء مدينة التنف، التي تمر عبرها الخطوط الجوية الدولية، تم تسجيل 18 انتهاكاً من 4 مقاتلات F35 ومقاتلتين تايفون، وطائرتي رافال، ومسيرتين من طراز MQ-1C».