ثقافة وفن

أحببت التجربة في برنامج «The voice kids» وأحبّ للأطفال تجربتهم أيضاً … زين عبيد لـ«الوطن»: أتمنى السلام لسورية لتظهر مواهب الأطفال أكثر

| عامر فؤاد عامر – تصوير: طارق السعدوني

الطفل «زين عبيد»، البالغ من العمر 12 عاماً، المولود في دمشق، هو أحد أهمّ المواهب التي تشارك في برنامج «The voice kids» الذي جمع نخبة مميزة من الأصوات البريئة، ويقدّم بطريقة إخراجيّة لافتة للانتباه في مساء كلّ يوم سبت. ومن اللافت للانتباه أنه وفي بثّ الحلقة الأولى والثانية من البرنامج انتشرت الأخبار وتلقفتها مواقع التواصل الاجتماعي دلالة على المتابعة الجماهيريّة الكبيرة للبرنامج الذي يستعد لمزيد من طرح المفاجآت في حلقاته القادمة أيضاً، وما يميّز البرنامج بالنسبة لنا كسوريين أيضاً هو وجود ثمانية عشر صوتاً لأطفال من سورية، وهي النسبة الأعلى بين المشتركين من كلّ أقطار الوطن العربي، فكانت هذه الإشارة دافعاً جديداً للحديث عن هذا البرنامج والالتفات إليه والمراقبة، وكان ضيفنا الأوّل هو الطفل «زين عبيد» الذي استحق كلّ التقدير في ظهوره الأوّل من لجنة التحكيم المؤلفة من الفنانين «كاظم الساهر»، و«نانسي عجرم»، و»تامر حسني»، وأغنيته التي قدّمها، تدل على براعة في الأداء، ومقدرة صوتيّة لا يستهان بها، الطفل زين عبيد زارنا في مقر الصحيفة وأجرينا الحوار التالي:

ما قبل البرنامج
يقول «زين عبيد» لنا عن مرحلة ما قبل دخوله في المشاركة ببرنامج « The voice kids»: «لقد شجّعني على دخول هذا المجال كل من والدي ووالدتي، فهما من اكتشف موهبتي، عندما كنت في عمر 3 سنين، ومع مرور الوقت وجدت جميع عائلتي – المؤلفة من 6 أشخاص – مهتمين بذلك، فألقى تشجيعهم دائماً، ورغبتهم في بقائي على التمرين في الغناء، ووالدتي كانت دائماً تحثّني على التدريب وتقول: «من الممكن أن تأتيك فرصة في يوم من الأيّام، تقدّم صوتك من خلالها». فكلّ الأهل والمقربين مني أحبّوا حالة الغناء، وهم دائمو التشجيع، ولا أحد يعترض على هذه المسألة».

ذكرى
من المشاركات التي كانت للطفل «زين عبيد» واحدة ذكر لنا عنها، وهي عبارة عن حفلة دُعي للمشاركة فيها، وكانت ردّة فعل الجمهور جميلة جداً بصوته، فيحدّثنا: «كانت حفلة صغيرة أقامتها إحدى المدارس في العام 2013 من خلال كورال موسيقي زار مدينة «جرمانا»، وتلقيت الدعوة منهم، وسمعوا أدائي وأحبّوا صوتي، وشاركتهم الغناء، وكان الحضور قرابة المائة شخص، وأذكر أنّني غنيت لهم «بيلبقلك شكّ الألماس» للفنان الكبير «صباح فخري»، وكان لدي مقطع قدّمه لي الأستاذ «فراس» وهو ما أحبّه الناس كثيراً وتعالت الصيحات وازداد التصفيق».

بين التعليم والموسيقا
في هذه المرحلة يعمل «زين» على تدريب نفسه على الغناء من خلال الانضمام لمعهد موسيقي، فيوازن بين دراسته للموسيقا والغناء وبين دراسته العلميّة وفي ذلك يشير: «حالياً أتدرب في معهد « القنطار» للغناء والموسيقا، وأستاذاي «رأفت وأشرف القنطار» يشرفان على تدريبي على الغناء، وتعلّم العزف على آلة العود. وقد بدأت معهما قبل مدّة من اشتراكي في برنامج «ذا فويس كيدز» وأصبح لدي شيء من الخبرة، واليوم أكمل دراستي في المدرسة وتدريبي معهم في ذلك المعهد، وأوازن بين الأمرين».

أوّل مرّة
في تعليقٍ آخر هو دخوله للمرّة الأولى أمام لجنة التحكيم المؤلفة من الفنانين الثلاثة وعن أدائه أغنية «شو بيشبهك تشرين» للفنان «معين شريف» يعلّق زين عبيد على هذا الموقف: « كانت لجنة التحكيم متفاعلة معي في البرنامج كثيراً، وقد أحبّوا ما قدّمته لهم، حتى أنا كنت سعيداً بما قدّمت وكيف كانت ردّة فعلهم معي. وقد أحببت ردّة فعل الفنانة «نانسي عجرم» كثيراً. على الرغم من خوفي للحظاتٍ بسيطة أوّل اعتلائي للمسرح أمام لجنة الحكم، ويبدو أنها رهبة المسرح، لكن بعدها انطلقت وارتحت، وبعدها ثلاثتهم كانوا قد التفتوا إليّ مشجّعين ما قدّمته، وأنا اليوم واحد من فريق «نانسي عجرم».

بين وعيه ووعي الأهل
تعدّ هذه المشاركة وهذا الحضور المهمّ للطفل «زين عبيد» خطوة مهمّة في حياته ستكون ذكرى وحافزاً له، ولا سيّما أن أهله واعون لفكرة الشهرة السريعة ولسنّه الصغير، ويعملون على دعمه بالوعي والمتابعة بين فكرة التعلّم واستحصال شهادة علميّة إلى جانب موهبته وتعلم الموسيقا، وبعد حديث مطوّل عن هذه الأفكار معه، يضيف: «بعد المشاركة في البرنامج سأتابع في مجال الغناء فأنا أحبّه كثيراً، وأعتقد أنّني اليوم متعلّق كثيراً في آلة العود، فهي آلة المغني، وسأزيد من التدريبات عليها كثيراً، أمّا علميّاً وحول دراستي فأنا لديّ وجهة نظر فالعلم أهمّ من موضوع الغناء، وأنا في عمر صغير، ويجب عليّ إكمال الدراسة، ولا أتصوّر نفسي فناناً ولم أنجز فرصتي في الدراسة والتعلّم، وأنا أحبّ الهندسة، وأميل كثيراً لمواد الرياضيات، والجبر، والمعادلات، والتحليل والتركيب».

كلمات
طلبنا من الطفل «زين عبيد» توجيه كلمات تخطر في باله لكل واحد من لجنة الحكم فقال: لـ«نانسي عجرم» أقول: «في فريقك سأكسر الدنيا، وسأبقى معك للنهاية»، ولـ«كاظم الساهر» أقول: «أشكرك على الكلام الجميل الذي تحدّثت به عني»، ولـ «تامر حسني» أقول: «أحببتك كمدرب قريب من الأطفال في الفريق، وتثير البهجة لديهم».

أحبّ زملائي
ولدى سؤالي له عن كيفيّة تعامله مع زملائه بعد أن سُلّط الضوء عليه أجابني بكلّ براءة: «لن أتكبر عليهم بكلّ تأكيد، وقد وعدتهم بذلك، ووعدت نفسي بأن أكون حذراً من الانجراف في ذلك، وقلت لأهلي وأوصيتهم بألا يسمحوا لي إذا أصبت بالغرور دون أن انتبه، بأن ينبهوني أكثر، فأنا أحبّ أصدقائي وزملائي ولا أريد أن أجرحهم أو أؤذيهم أبداً».

دعوة «زين» للأطفال
وطلبت منه كلمة للأطفال الموهوبين الذين لم يتمكنوا من المشاركة فوجّه لهم هذه الدعوة: «أدعو كلّ من يمتلك موهبة الغناء، والصوت الجميل، والمميز، أن يشارك ويجرّب دوره في البرنامج فهي تجربة جداً جميلة».

للوطن
في سؤال «ماذا تقول لسورية اليوم» كان جوابه: «إن شاء لله ستتحسن الأوضاع ونعود كما كنّا آمنين، وأتمنى ذلك من أجل أن تظهر مواهب الأطفال لدينا أكثر، ولكي يتحرر الناس من الضغط الذي يعيشونه، وبالتالي ليستمتعوا في حياتهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن