«ذا ناشونال إنترست»: واشنطن تجد صعوبة أكبر بالدفاع عن السياسة الإسرائيلية … عضو في «كنيست» الاحتلال: نتنياهو أضر بنا أكثر من كل أعدائنا
| وكالات
اعتبر عضو «كنيست» الاحتلال ورئيس لجنة الخارجية والأمن سابقاً، رام بن باراك، أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أضر بالاحتلال أكثر من كل أعدائه، على حين رأت مجلة «ذا ناشونال إنترست» الأميركية أن الدفاع عن السياسة الإسرائيلية أصبح أكثر صعوبة في السياسة الأميركية.
وحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، قال بن باراك في مقابلة إذاعية صباح أمس: «لسنا على منحدر، نحن بالفعل في الهاوية، نحن في تفكك. هذه مجموعة متطرفة مافياوية استولت على السلطة، وأخذت نتنياهو رغماً عنه وقادته إلى أماكن مجنونة، وتفكك جيشنا، وتفكك مجتمعنا، وتفكك اقتصادنا».
وأضاف: «توجد هنا حكومة مُدمرة قررت تغيير ما كان موجوداً منذ 75 عاماً، قررت القيام بهذا الانقلاب كما فعلوا بدول في العالم، وغيرت القوانين بطريقة حولتنا فيها إلى نظام ديكتاتوري». وتابع: «لقد قام الإسرائيليون الذين كانوا نائمين في السنوات الماضية وقالوا كفى. ما هذا الأمر؟ هذا انقلاب، أنتم تقومون بانقلاب سلطوي».
وأشار إلى أن «رئيس الوزراء الواهم هذا أضر بنا أكثر من كل أعدائنا في السنوات الأخيرة، وعليه أن يفهم أنه ذهب بعيداً جداً في تتبع المتطرفين»، محذراً بالقول: «هذا لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، إذا لم يعيدوا النظر فلن تكون هناك إسرائيل».
ومع تعاظم التحديات الداخلية والخارجية، التي تواجهها حكومة الاحتلال، بسبب خطة «التعديلات القضائية»، تتزايد حدة التحذيرات من مختلف المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية في الكيان، ومفادها أن إسرائيل تتجه إلى حرب داخلية، وقد تلفظ أنفاسها الأخيرة.
وقبل أيام، قال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية، تامير باردو: إن إسرائيل «فعَّلت آلية تدمير الذات، وتقترب من نهايتها»، وذلك تعليقاً على خطة «التعديلات القضائية».
وأواخر الشهر الفائت، قال رئيس شعبة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي سابقاً، عاموس يادلين، في مقابلة تلفزيونية: إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، «يمزق الشعب والجيش الإسرائيلي».
ويشهد كيان الاحتلال، منذ أشهر، احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من «الموساد» و«الشاباك» والشرطة ضدّ «التعديلات القضائية»، التي تصر الحكومة، بقيادة نتنياهو، على إقرارها، مع استمرار التحذيرات من أنها تسفر عن «شرخ خطر في الداخل الإسرائيلي»، وعن «تآكّل» غير مسبوق في الجيش.
في سياق متصل، تحدثت مجلة «ذا ناشونال إنترست» الأميركية عن العلاقات الإسرائيلية- الأميركية في الآونة الأخيرة، مؤكدةً أن الدفاع عن السياسة الإسرائيلية أصبح أكثر صعوبة في السياسة الأميركية.
وأوردت المجلة أن «بعض الأفكار بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل تسللت إلى الخطاب السائد، حيث نادراً ما تم التعبير عن مثل هذه الأفكار في السنوات الماضية». وأشارت إلى أن «هناك فكرة واحدة على الأقل دخلت الخطاب بالكامل: يجب إنهاء 3.8 مليارات دولار من المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، أو على الأقل إرفاقها بشروط».
وتابعت المجلة متسائلةً: «لماذا يجب أن يحدث هذا التغيير في النقاش العام الآن؟»، مضيفةً: إن «الحجة المؤيدة للإلغاء التدريجي للمساعدات الأميركية لإسرائيل كانت مطروحة منذ فترة طويلة».
ولفتت إلى أن «المليارات من المساعدات الأميركية لإسرائيل تتشكل عبر دعم من دافعي الضرائب الأميركيين لدافعي الضرائب الإسرائيليين»، لافتة إلى أن «هذا الدعم غير مبرر بشكل خاص عندما يتحسر الزعماء السياسيون لدافعي الضرائب الأميركيين على عجز الميزانية، ويقترحون تخفيضات كبيرة في البرامج الحكومية التي تدعم صحة ورفاهية وازدهار الأميركيين أنفسهم».
وذكرت المجلة أن سنوات من الخبرة أظهرت أن المساعدات الضخمة غير المشروطة للاحتلال لم تمنح الولايات المتحدة أي تأثير تقريباً في السياسات الإسرائيلية. وتابعت: «يبدو أن الحدث المعجل بتغيير الخطاب في الولايات المتحدة هو الاضطراب السياسي في إسرائيل المتأثر بجهود الحكومة لإضعاف القضاء».
وأوضحت المجلة الأميركية أن «السياق الذي يجعل هذه الانتقادات مثيرة للضحك (الانتقادات للإدارة الأميركية على تدخلها في إسرائيل) إلى حدٍّ ما هو أن إسرائيل تتدخل على نطاق واسع وصارخ في السياسة الداخلية للولايات المتحدة».
كذلك، أشارت المجلة إلى أن الجواب عن سؤال «لماذا الآن» فيما يتعلق بالتغيير في الخطاب حول سياسة الولايات المتحدة تجاه الاحتلال الإسرائيلي، لا يمكن العثور عليه في المقام الأول في جوهر قضية التعديلات القضائية الإسرائيلية.