رياضة

فرق الدوري الكروي الممتاز بالميزان 11/11 … المجد تواضع في الذهاب وتألق غير كاف في الإياب .. الاضطراب الإداري والمالي تسبب بهبوط الفريق

| ناصر النجار

لم يخرج فريق المجد أو كما يحب أن يطلق أنصاره عليه لقب (الياسمينة الدمشقية) من ثوبه المعتاد، فهبط بعد موسم واحد لم يستطع إثبات وجوده في الدوري الممتاز.

نادي المجد وهو ثاني أقدم ناد في العاصمة بعد نادي بردى شيخ الأندية السورية وتأسس بداية الثلاثينيات من القرن الماضي باسم دمشق الأهلي وعانى منذ انطلاق الدوري الكروي من مسألة الصعود والهبوط، وكان دوماً بين متوسط الترتيب أو بين المناضلين في المؤخرة لتجنب الهبوط باستثناء مواسم بسيطة كان فيها ضمن كوكبة المقدمة وشارك من خلالها بالبطولات العربية.

وامتاز المجد بقواعده المتينة وبتخريج لاعبين مهمين كان لهم أثر طيب بالكرة السورية ونذكر منهم الهداف رجا رافع وأحمد عزام وخرّج العديد من الإداريين والمدربين البارزين أمثال المحاضر الآسيوي مهند الفقير أمين سر اتحاد كرة القدم ومنذر إدلبي وأنس مخلوف وفراس معسعس وهشام شربيني ومن مدربي الحراس بشار بيازيد وزكريا قاسم.

وتولى رئاسة نادي المجد عدد من الشخصيات المهمة المؤثرة كروياً أمثال الدكتور أحمد الجبان والعميد محمد عزام والمهندس فايز الخراط ورئيس اتحاد الكرة الحالي صلاح الدين رمضان مع عدم نسيان أمين السر المخضرم عارف سلو وربما يحمل الرقم القياسي بتولي أمانة سر نادٍ لمدة تجاوزت ربع القرن ويعتبر جمهور المجد ثاني جمهور في العاصمة من ناحية العدد لكنه لا يستهان به كجمهور مؤثر له حضوره القوي في الملاعب.

هذه اللمحة البسيطة المختصرة تعطينا لمحة عن أن نادي المجد أحد أركان الكرة السورية على مرّ الدهور والعصور، ولكن ظروف الاحتراف (البشع) جعلته يترنح ليرتاح في الظل بالكثير من المواسم.

عانى فريق المجد من تغول الاستثمار وعدم صوابيته وسبق أن بيع النادي بثمن بخس، ومن يزر نادي المجد وير مطارحه الاستثمارية الكبيرة والكثيرة يظن أنه أغنى ناد في سورية، لكن كل ذلك يعود إلى جيب المستثمر الذي عرف من أين تؤكل الكتف!

وما يحدث في نادي المجد من أخطاء استثمارية سابقة يدفعنا للمطالبة بتغيير كل العقود الطويلة الأجل التي لم يتم تصحيح مبالغها حتى الآن، فالمستثمر يتفاعل مع السوق لأن كل شيء ملك يديه، بينما في حالته التعاقدية مع النادي يلجأ إلى مقولة (العقد شريعة المتعاقدين) وهذا الأمر وقع به أغلب الأندية، لذلك نجد أن أروقة القصر العدلي تعج بالخلافات جراء هذه العقود الاستثمارية الضخمة التي لم تعد بالنفع المتوقع على الأندية، بل إن بعض المستثمرين سيطروا على الأندية كسيطرة رجال المال والأعمال عليها.

وهذا الأمر برمته بحاجة إلى إعادة نظر وقد يحتاج إلى قرار حكومي حتى تستعيد أنديتنا حقها الكامل من استثماراتها.

عندما صعد نادي المجد إلى الدرجة الممتازة كان رئيس النادي صلاح الدين رمضان وقد صرح في أكثر من مناسبة جاهزية فريقه وقدرة النادي على دخول الدوري الممتاز، رمضان استقال بعدها لأنه صار رئيساً لاتحاد كرة القدم.

بعد ذلك وعندما حقت الحقيقة وواجه النادي مطالب الدوري الكروي الممتاز ونفقاته وقع بالمطبات العديدة وغرق بالكثير من العثرات والمشاكل رافق ذلك استقالة رئيس النادي الجديد واستقالات متعددة إدارية وفنية ودخل النادي في متاهة كبيرة واضطراب فني كبير، وتوالى على تدريب الفريق مجموعة من المدربين أولهم هشام شربيني ثم محمد خلف ثم عماد دحبور الذي تولى الفريق في إحدى فترات توقف الدوري، لكنه لم يتابع المشوار، ثم عبد الهادي الحريري الذي فاز على الجزيرة في المباراة التي ألغيت سابقاً وأخيراً مصعب محمد.

الفترة الأفضل كانت فترة هشام شربيني الذي أعد الفريق وخاض معه فترة الاستعداد وفاز ببطولة دورة الصحفيين، والفترة الأكثر استقراراً كانت فترة مصعب محمد الذي نجح مرة وفشل مرات، لكنه لم يوفق بإبقاء الفريق في الدرجة الممتازة، صحيح أنه حقق الفوز على الوحدة والكرامة والوثبة، لكن مباريات النقاط المضاعفة مع منافسيه على الهبوط لم يحصل عليها فخسر بقسوة أمام حطين بدمشق وتعادل مع الطليعة بدمشق أيضاً، ولو أنه فاز على حطين أو تعادل لما هبط إلى الدرجة الأولى، مع الإشارة إلى أن الفريق تم تدعيمه في الإياب بعدد جيد من اللاعبين الذين كان لهم الأثر الكبير بتحريك الفريق بكل التأكيد، إذ إن فريق المجد غاب عنه الفكر الاستراتيجي، ففي مرحلة الإياب وضحت صورة المنافسة على تفادي الهبوط ولم يكن منافسو المجد بأفضل حال منه على صعيد الإعداد الفني والبدني ومستوى اللاعبين، وكان من المفترض أن يصب تركيزه على منافسيه وخصوصاً أنه واجههم على أرضه، لكنه لم يفعل، حتى عندما جاءته هدية ركلة الجزاء بآخر لقائه مع تشرين أضاعها وكان من الممكن أن يدرك التعادل، وخطأ آخر تجلى بطرد مدافعه حسام الكردي في الدقيقة الرابعة من اللقاء المهم مع أهلي حلب، فلعب الفريق المباراة كاملة بعشرة لاعبين، ولو لعب بصفوف كاملة ربما كان للمباراة نتيجة أخرى.

ما نود قوله إن المجد استحق الهبوط قياساً على العوامل السابقة، وهذا يجب أن يكون درساً وعبرة لإدارة النادي المجتهدة لتعيد تأسيس فريقها بهدوء، والجميع يعلم أن الكثير من اللاعبين تجاوزوا سن الاعتزال، لذلك فإن الاعتماد على الجيل الجديد من اللاعبين الشباب والمواهب هو الطريق الصحيح نحو بناء الفريق من أبناء النادي بطريقة صحيحة وسليمة وبتكاليف أقل.

وخصوصاً أن بعض اللاعبين سيغادرون الفريق بحثاً عن مقعد في دوري الدرجة الممتازة كصياح نعيم وسامر خانكان الذي غادر إلى الأردن.

حركة التنقلات

تعاقد الفريق مطلع الموسم الماضي مع ثائر الشامي من الوثبة وصياح نعيم من الشرطة واستعاد نور الحلبي من تشرين، وكنان نعمة عاد إليه من العراق، وتعاقد مع الحارس أحمد العلي من الجزيرة وعبد الله طبشو ونضال محمد من الحرية وعلي سعيد من الساحل، وغادر علي حلوي إلى الوثبة.

وفي الميركاتو الشتوي غادر إياد عويد إلى الوحدة وأنس قرام إلى العراق وتعاقد الفريق مع حارس أهلي حلب محمد مارديني ومع جميل العبد الله من الجيش وأسعد الخضر من الساحل وسامر خانكان من الأردن ولاعبه السابق عبيده السقي.

وحافظ على مجموعة لاعبيه وهم: سليمان إبراهيم وخالد المصري وشمس الدخيل وأنس قرام وحسام الكردي وأكرم الدرويش وعمار سليمان والحارس عبد الهادي قصار وبشار أبو خشريف ومصطفى قطرميز وبشار قدور وأحمد باكير وسمير عباس وأحمد عمارة، سجل 18 هدفاً ودخل مرماه 40 هدفاً.

سجل أهدافه كل من: صياح نعيم وسامر خانكان أربعة أهداف وإياد عويد ثلاثة أهداف، ولكل من كنان نعمان ونضال محمد هدفين، وسجل هدفاً واحداً أسعد الخضر وثائر الشامي وعلي سعيد.

نال أربع ركلات جزاء فسجل إياد عويد على جبلة وأسعد الخضر على الكرامة وكنان نعمة على الوثبة وأضاع كنان نعمة الركلة الرابعة بمواجهة تشرين.

احتسبت عليه ركلة جزاء واحدة سجلها معتصم شوفان من الوثبة.

نال لاعبوه أربع بطاقات حمراء حسب الآتي: مصطفى قطرميز بلقاء الوحدة ذهاباً وخالد المصري بلقاء جبلة وأسعد الخضر بلقاء حطين وحسام الكردي بلقاء أهلي حلب، وكلها في مرحلة الإياب.

العقوبات الانضباطية

لم ينل فريق المجد أي عقوبة انضباطية لمخالفات إدارية أو لخروج الجمهور عن أدب الملاعب وجاء في المرتبة الثانية بعد الطليعة على صعيد اللعب النظيف.

وعلى صعيد العقوبات الفردية تم توقيف لاعبه أسعد الخضر ثلاث مباريات لتلفظه بكلمات بذيئة تجاه الحكم وشتمه مع غرامة 500 ألف ليرة سورية بالقرار رقم 41 تاريخ 9/5/2023 في اللقاء مع حطين بالمرحلة السابعة من إياب الدوري، وتم توقيف مدير الفريق رجا رافع مباراة واحدة لنيله الحمراء باللقاء مع فريق أهلي حلب في الإياب مع غرامة مئة ألف ليرة، وبالمباراة المذكورة تم توقيف اللاعب حسام كردي ثلاث مباريات مع غرامة خمسمئة ألف ليرة لضربه لاعباً من الفريق المنافس بالقرار رقم 44 تاريخ 27/5/2023.

بطل كأس الصحفيين

خاض فريق المجد العديد من المباريات الاستعدادية، ففاز على الشرطة بهدف نور الحلبي من جزاء وخسر أمام شباب سورية 1/3 وسجل هدفه ثائر الشامي وتعادل مع شباب سورية في مباراة ثانية 2/2 وسجل هدفيه سمير عباس ونور الحلبي، حمل كأس دورة الصحفيين التي جرت في حلب بعد فوزه بالنهائي على الكرامة بهدف صياح نعيم، وتعادل قبلها مع الكرامة صفر/صفر وفاز على أهلي حلب 2/1 وسجل هدفيه نضال محمد وحسام الكردي.

خسر بعدها أمام الفتوة صفر/2 وفاز على الساحل بالنتيجة ذاتها وسجل هدفيه صياح نعيم وسليمان إبراهيم وتعادل أخيراً مع الوحدة 1/1 وسجل هدفه صياح نعيم.

في كأس الجمهورية تأهل إلى دور الـ16 لانسحاب النبك وتلكلخ، وتجاوز الطليعة بركلات الترجيح 4/2 بعد التعادل السلبي، وحقق مفاجأة في دور الثمانية بإبعاده جبلة عن المسابقة بركلات الترجيح 3/2 بعد التعادل السلبي أيضاً وفي نصف النهائي خسر أمام تشرين بهدف وحيد.

المركز الأخير

في الدوري احتل المجد الأخير برصيد 12 نقطة، واحتل في الذهاب المركز نفسه بنقطتين، بينما احتل المركز الثامن في الإياب برصيد عشر نقاط.

حقق ثلاثة انتصارات في الإياب وثلاثة تعادلات واحد منها في الإياب وخسر 14 مباراة ثمانٍ منها في الذهاب.

فاز على الوحدة 3/2 وعلى الكرامة 2/1 وعلى الوثبة 2/صفر، وتعادل مع الطليعة مرتين 1/1 وصفر/صفر ومع حطين 3/3.

وخسر أمام الجيش مرتين 1/2 و1/4 وأمام جبلة مرتين 2/5 و1/2 وأمام تشرين مرتين صفر/2 وصفر/1 وأمام أهلي حلب مرتين صفر/1 وأمام الفتوة مرتين صفر/2 و1/4 وخسر أمام الكرامة والوحدة صفر/1 وأمام الوثبة 1/4 وأمام حطين صفر/3.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن