عربي ودولي

«لو بوان»: خيبة أمل تلوح في أوكرانيا بعد شهرين من الهجوم المضاد … بوتين: منفتحون على تعميق التعاون العسكري التقني مع الدول المدافعة عن مصالحها

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو لتطوير الشراكة التكنولوجية والتعاون العسكري التقني مع البلدان الأخرى، وكل من يدافع عن مصالحه الوطنية وطريق التنمية المستقل، في حين أعلن رئيس مولدوفا السابق إيغور دودون أن قرار سلطات بلاده خفض عدد الدبلوماسيين بالسفارة الروسية يستهدف مصالح مواطني البلاد، في حين كشفت مجلة «لو بوان» الفرنسية أنه بعد أكثر من شهرين من إطلاق أوكرانيا هجومها المضاد ضد روسيا، يهيمن الإحباط بين صفوف القوات الأوكرانية وداخل هيئة الأركان.

وحسب موقع «روسيا اليوم»، قال بوتين في رسالة مصورة بمناسبة افتتاح منتدى «الجيش 2023» العسكري التقني الدولي أمس، بمشاركة العديد من الدول من بينها سورية: إن «روسيا ترى أنه من المهم بشكل أساسي أن نبني معاً نظاماً أمنياً متساوياً وغير قابل للتجزئة، يحمي كل دولة بشكل موثوق»، معرباً عن أمله بأن يعزز المنتدى الشراكة لضمان الأمن في العالم.

ولفت بوتين إلى أن 80 منظمة أجنبية تشارك في المنتدى هذا العام مقارنة بـ32 منظمة في المنتدى السابق، مبيناً أن سوق المنتجات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي آخذ في الازدياد في روسيا.

من جانب آخر، وخلال افتتاح فعاليات منتدى «الجيش 2023»، اطلع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس على أحدث أنواع المسيرات والمروحيات وأسلحة الطائرات الروسية.

وأثناء جولة قام بها شويغو كشف مسؤولون في مؤسسات المجمع الصناعي العسكري لشويغو نماذج محركات للطائرات دون طيار من مختلف الفئات، وأسلحة طيران متطورة، إضافة إلى أحدث الطائرات والمروحيات التابعة للقوات الجوية الفضائية.

واستعرض شويغو مقاتلة «سو57» من الجيل الخامس، وأحدث وسائل التدمير التي تزود بها، والطائرتين «سو30 إس إم2» و«سو34» ومروحية النقل العسكري «مي 26 تي 2 بي» والمروحية متعددة الأغراض «كا 32 آ11إم» والمسيرات «إينوخوديتس» و«تيرميت» و«ألتيوس رو» و«فوربوست إر» و«غروم» و«شيرشن»، كما عرض العديد من المروحيات القتالية الحديثة.

ويجري المنتدى العسكري التقني الدولي «الجيش 2023» في متنزه باتريوت في كوبينكا قرب موسكو في الفترة من الـ 14 إلى الـ 20 من آب الجاري.

في غضون ذلك أعلن رئيس مولدوفا السابق إيغور دودون أن قرار سلطات بلاده خفض عدد الدبلوماسيين بالسفارة الروسية يستهدف مصالح مواطني البلاد.

وتعليقاً على مغادرة 45 دبلوماسياً روسياً أراضي مولدوفا قال دودون الذي يتزعم حزب الاشتراكيين لوكالة «تاس»: ستضرب الإجراءات الانتقامية المحتملة مئات الآلاف من مواطني مولدوفا الذين يعملون في روسيا.

بدورها ذكرت مجلة «لو بوان» الفرنسية، أمس الإثنين، أن الجيش الروسي يحتوي الهجمات الأوكرانية لمدة شهرين، ما أجبر أوكرانيا على مراجعة خططها.

وأوردت المجلة أنه بعد أكثر من شهرين من إطلاق الهجوم الأوكراني المضاد، تلوح خيبة الأمل في كييف.

ونقلت المجلة عن خبير عسكري غربي عاد لتوّه من الجبهة قوله: على الأرض وداخل هيئة الأركان، ما يهيمن هو الإحباط»، وأضاف: «ربما أساءت كييف فهم مرونة المعسكر المقابل، وأشارت إلى أنه يتم تفسير مقاومة الجيش الروسي أولاً، وقبل كل شيء، بقوة خطوط دفاعه المنظمة على عدة مستويات والمملوءة بالألغام، لافتةً إلى أن المدفعية الروسية في الوراء، مسددة بشكلٍ مثالي، بمجرد أن تنفجر الألغام، فإنها تقصف المنطقة، مسببةً مذابح في صفوف الأوكرانيين.

وأوضحت المجلة أنه بهذه الطريقة تم تدمير أفواج بأكملها في الأسابيع الأولى من الهجوم المضاد، مشيرةً إلى أن بعض الجنود الأوكرانيين أعادوا تسمية مهمات إزالة الألغام بـ«العمليات 200»، في المصطلحات الخاصة بهم، الرقم 200 يعني «KIA» أو «قتل في المعركة».

وحسبما أضافت الصحيفة، تُفسَّر الصعوبات الأوكرانية ليس فقط من خلال نوعية الدفاعات الروسية، ولكن أيضاً من خلال التجربة التكتيكية وخطأ القادة العسكريين الأوكرانيين.

علاوةً على ذلك، أشار الخبير الغربي الذي عاد من أوكرانيا إلى افتقار الألوية الهجومية إلى عدد مركبات إزالة الألغام والمهندسين القتاليين، المسؤولين عن تحسين تنقل القوات الصديقة وإبطاء الأعداء، كما يشير إلى مشاكل التنسيق بين الضباط الأوكرانيين.

من ناحية أخرى، فهناك قلق من الانفصال المتزايد بين الجبهة وبقية البلاد، إذ إنه على الرغم من المناخ الذي أصبح هادئاً نسبياً في العاصمة، فإن السلطة السياسية تواجه معضلة قاسية.

ووفق الخبير، فإمّا أن تواصل أوكرانيا زخمها، وتضحّي بالعديد من الرجال من أجل نتيجة غير مؤكدة، أو تخفّف الضغط وتعترف بفشل هجومها المضاد.

وأشارت المجلة إلى أن المعسكر الانعزالي بدأ بالفعل في جعل نفسه مسموعاً، وتحاول كييف الاقتراب من دول عدم الانحياز، الصين والهند والسعودية والبرازيل في المقدمة، مضيفة: هجوم دبلوماسي مضاد – غير مؤكد أيضاً.

ميدانياً، أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية أن القوات الأوكرانية استهدفت مدينة دونيتسك باستخدام قذائف عنقودية.

وأفاد المكتب التمثيلي للجمهورية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية في بيان أمس وفقاً لوكالة «سبوتنيك» بأنه تم تسجيل قصف من جانب التشكيلات المسلحة الأوكرانية على التجمع السكني نيتيلوفو بمدينة دونيتسك، وتم إطلاق قذيفتين عنقوديتين من عيار 155 ملم.

وزودت الولايات المتحدة والدول الغربية نظام كييف بمدافع من عيار 155 ملم، وتستخدمها القوات الأوكرانية بشكل مكثف في قصف مدن وبلدات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن أنظمتها الجوية دمرت طائرات مسيرة أوكرانية فوق مقاطعة بيلغورود من دون وقوع إصابات أو أضرار.

وقالت الوزارة في بيان أمس: حاول نظام كييف شن هجمات إرهابية بطائرات مسيرة ضد أهداف في روسيا، وتم اكتشافها، وتدميرها من أنظمة الدفاع الجوي الروسية فوق مقاطعة بيلغورود.

ويواصل نظام كييف محاولاته لتنفيذ هجمات بطائرات من دون طيار ضد المدنيين والمنشآت الحيوية في عدد من مقاطعات روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن