ارتفاع عدد ضحايا حرائق جزر هاواي إلى 99.. وانتقادات لضعف استجابة السلطات … تقرير: نفوذ الولايات المتحدة في رسم نظام عالمي جديد يتضاءل
| وكالات
رأى موقع «اسبي ستراتيجيست» أن النفوذ الأميركي في رسم نظام عالمي جديد يتضاءل، وأنّ خطوات السياسة الخارجية والمحلية لواشنطن لم تسفر عن النتائج المرجوة حتى الآن، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق جزر هاواي إلى 99 قتيلاً، وسط انتقادات للسلطات الأميركية لضعف استجابتها للحرائق.
ونشر موقع «اسبي ستراتيجيست» أمس الثلاثاء، تقريراً يتحدث عن تضاؤل النفوذ الأميركي في رسم نظام عالمي جديد، ويوضح أن الانسحاب الأميركي والحلفاء من أفغانستان قبل عامين ترك علامة استفهام لا تُمحى بشأن «قدرة أميركا على التأثير في الأحداث الدولية، وذلك حسبما نقل موقع قناة «الميادين».
وبيّن التقرير أن هذه النقطة لا تغفلها الدول التي أيّدت الولايات المتحدة كـ«مزوّد أمان»، أو تلك التي نظرت إليها كـ«نموذج ديمقراطي» للمحاكاة، لافتاً إلى أنه لا يمكن لخصوم أميركا -والأهم من ذلك الصين وروسيا وإيران وكوريا الديمقراطية- أن يكونوا أكثر سعادة لرؤية الولايات المتحدة في الخلف في إدارة الشؤون العالمية.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى احتواء وإصلاح الأضرار الناتجة من حروب أفغانستان والعراق، لافتاً إلى استمرار سياسة الرئيس السابق ترامب المدمرة التي أدت إلى استقطاب الجمهور الأميركي، إلى درجة أن نسيج المؤسسات والقيم الديمقراطية الأميركية نفسه مهدّد.
وأوضح التقرير أن واشنطن بذلت على صعيد السياسة الخارجية جهوداً «متضافرة» لضمان وحدة الـ«ناتو» وقوته في مواجهة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإخضاع روسيا لنظام أقصى للعقوبات، وتزويد أوكرانيا بنحو 43 مليار دولار من المساعدات لمواجهة روسيا.
وسعت واشنطن إلى تشكيل «تحالف من الديمقراطيات» ضد «الأنظمة الاستبدادية والثيوقراطية»، وتعزيز إجراءات مثل الرباعية و«أوكوس» لاحتواء طموحات الصين الإقليمية والعالمية الحازمة، حسب التقرير.
وركزت الإدارة الأميركية، على الصعيد المحلي، على الانتعاش الاقتصادي وتجديد البنية التحتية القديمة في أميركا والتدابير المبتكرة في مجالات مثل تغير المناخ وخدمات الرعاية الاجتماعية والعلاقات العرقية.
ووفق التقرير، فإن هذه الإجراءات جاءت بهدف استعادة مكانة أميركا كقوة عالمية، وتقويض جاذبية ترامب المحاصر قانوناً، وتعزيز فرص إعادة انتخاب بايدن العام المقبل.
واستناداً إلى التقرير، لم تسفر أي من خطوات السياسة الخارجية والمحلية هذه حتى الآن عن النتائج المرجوة، «فروسيا نجت من العقوبات مع القدرة على مواصلة عمليتها العسكرية في أوكرانيا لفترة أطول بكثير مما كان متوقعاً».
وسبق أن تحدثت مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية عن تراجع النفوذ الأميركي في منطقة جنوب شرق آسيا مقارنةً بالنفوذ الصيني.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، في وقتٍ سابق، أن الولايات المتحدة ليست جاهزة بعد للتعامل مع حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى ضد الصين وروسيا، لافتةً إلى أن هناك عقبات كبيرة في الطريق.
من جانب آخر، ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات التي اجتاحت جزيرة ماوي في هاواي إلى 99 قتيلاً، في حين كشفت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية عن حالة من الغضب العام المتصاعد إزاء ضعف الاستجابة التي بدرت عن السلطات الأميركية في التعامل مع حرائق الغابات الكارثية في هاواي، مشيرة إلى تزايد الانتقادات الموجهة للمؤسسات الحكومية والمسؤولين الأميركيين.
ونقلت رويترز عن السلطات المحلية قولها: إنه خلال عمليات التمشيط في منطقة الكارثة التي حلت ببلدة لاهاينا عثرت فرق الإنقاذ على جثة ضحية أول من أمس، ما رفع عدد الضحايا إلى 99 قتيلاً في حصيلة غير منتهية.
ورجحت السلطات أن المئات في عداد المفقودين بعد أسبوع من الكارثة وبعد انتهاء 25 بالمئة من عمليات البحث والتمشيط.
وقبل ذلك، أشارت حصيلة سابقة إلى مصرع 93 شخصاً جراء هذه الحرائق، مع تضرر أكثر من 2200 مبنى، كما تسببت بخسائر تقدر قيمتها بنحو 5.5 مليارات دولار فيما وصفته السلطات المحلية بأنه «كارثة القرن».
بدورها، أشارت «الغارديان» إلى أن موجة الغضب من استجابة الحكومة الأميركية للحرائق ترافقت مع تساؤلات كثيرة بما فيها السبب وراء عدم وجود تحذيرات أو خطط لضمان تفعيل استجابة سريعة ومجدية لإنقاذ الضحايا.
وأوضحت الصحيفة أن قطع التيار الكهربائي توخياً للسلامة العامة كان يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الحرائق الناجمة عن البنية التحتية الكهربائية لكن شركة «هاواي إلكتريك» لم تعتمد هذه الإستراتيجية كجزء من خطة التخفيف الخاصة بها.
وحاولت أندريا باريتو المديرة التنفيذية المشاركة في منظمة إدارة حرائق الغابات في هاواي إعطاء تبريرات لما جرى خلال عمليات الاستجابة للحرائق قائلة: إن المنظمة أصدرت خطة استعداد للمجتمعات المحلية منذ قرابة عقد من الزمان، لكن الموارد كانت قليلة والمجتمعات المحلية افتقرت إلى الخبرة اللازمة للتعامل مع الحرائق الهائلة.
ويقول العديد من سكان جزيرة ماوي في هاواي: إنهم لم يتلقوا أي تحذير، على الرغم من امتلاكهم أحد أفضل أنظمة الإنذار في حالات الطوارئ في العالم.
ودمرت ألسنة اللهب أكثر من 2200 مبنى في مدينة لاهاينا وفق التقديرات الرسمية، ما تسبب بتشريد الآلاف وكلف خسائر بقيمة 5.5 مليارات دولار، وقد تحولت المدينة إلى أنقاض.
وتعتبر حرائق هاواي الأكثر حصداً للأرواح في الولايات المتحدة منذ عام 1918 عندما توفي 453 شخصاً في مينيسوتا وويسكونسن.