ثقافة وفن

طريق الحرير في أمسية موسيقية … فتح الله لـ«الوطن»: كورال الحجرة هو الكورال المحترف الوحيد في سورية

| آلاء الخطيب

برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أقام كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا أمسية كورالية بعنوان «طريق الحرير» على مسرح الدراما في دار الأوبرا بقيادة المايسترو ميساك باغبورديان ورافق الكورال عازف البيانو فادي جبيلي، والعازفة ليلى صالح على الكونترباص والايقاع مع عازفه عمران أبو يحيى والعود مع العازف أسامة أبو سعدى.

من الصين إلى سورية

السفر هو أفضل سبيل لتبادل الحضارات والثقافات بين الشعوب في أنحاء العالم، والموسيقا هي اللغة التي يفهمها الجميع على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم فهي الرابط الذي يجمعهم ويوصل رسائلهم، وإن تبادل الثقافة والموسيقا رافق تبادل التجارة بين مختلف الدول من خلال طريق الحرير القديم الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد وهو شبكة طرق برية وبحرية ربطت الصين وأوروبا مروراً بالشرق الأوسط.

طريق الحرير

بأمسية دار الأوبرا مر طريق الحرير عبر كورال الحجرة وأخذنا معه في رحلة برية وبحرية طويلة انطلقت من الشرق إلى الغرب وعادت بنا إلى الشرق من جديد وكانت محطتنا الأخيرة في سورية وكما كان أجدادنا يحملون معهم في هذه الرحلة بضائعهم وثقافاتهم وإنسانيتهم للدول الأخرى حملت قلوبنا المحبة والتقدير لأغنياتهم وثقافاتهم المختلفة التي اطلعتنا عليها عن طريق أصوات وألحان وكلمات جميلة أغنت ثقافتنا وذائقتنا الفنية، كما أن الكثير من الموسيقيين في العالم قدموا ألحاناً تحت اسم طريق الحرير في سورية أيضاً سمعنا طريق الحرير من عازف ياباني «يويوما» في حلب وبالشكل الكورالي قدم الفنان الراحل حسام بريمو مجموعة أغانٍ تأثر بها كورال الحجرة وأكمل طريقه الذي بدأه واختاروا لنا منها بعض المقطوعات لتقديمها في حفل بداية من:

الأغنية اليابانية «ها ها نارو» التي تقول كلماتها: «بحضن الأرض الأم نحن البشر نجد السعادة… فيا من تعيشون فيها أحبوها وقدروها وامدحوا الأرض الهادئة المسالمة وقدروا التربة الغنية.. امدحوا الأرض الأم».

من اليابان انتقل كورال الحجرة إلى الصين بأغنية عن وردة الياسمين باللغة الصينية، ومن الصين أخذ الكورال طريق البحر باتجاه أندونيسيا بأغنية للأطفال باللغة الأندونيسية «راسا سايانه».

وقدم الكورال أغنية تتكلم عن الشباب باللغة القازاقية من كازاخستان باسم «حياة الشباب» باتجاه الغرب من كازاخستان إلى إيران بأغنية صوفية وهي «الدرويش الأحمر» باللغة الفارسية وتقول: أنت خلقت الظلام وأنا خلقت الشمعة وبمنطقة القوقاز باللغة الكردية غنى الكورال أغنية تتكلم عن المعشوقة «صبرا دلا» وباتجاه الشرق الأوسط باللغة الآرامية قدم الكورال أغنية «نفيكا مبايثيل تيدويا»، ثم أدى الكورال ميدلي من بلاد الشام باللغة العربية «حالي حال» والمقطوعة التي تلتها تحدثت عن مدينة جميلة على سفح الجبل اسمها «أباران» باللغة الأرمنية.

ومن اليونان أغنية تتحدث عن النسيم الشمالي البارد باللغة اليونانية بعنوان «إلى نسيم الهواء الشمالي».

محطة في أوروبا

وبعد اليونان يذهب بنا كورال الحجرة إلى إيطاليا في أول محطة كانت تحط بها رحال المسافرين والقوافل وهي البندقية وبهذه المنطقة كان هناك كرنفال واشتهرت أغنية الكرنفال التي أداها الكورال باللغة الإيطالية والتي تقول: نحن مساكين نحن فقراء فيا سيدات نحن مستعدون أن نأخذ منكم كل شيء تقدموه لنا وبمحطة ثانية للقوافل في إيطاليا هي جمهورية نابولي أغنية تارانتيلا وهي رقصة مشهورة جداً وهي وأغنية الكرنفال للمؤلف الأوبرا جوا كينو روسيني، وبالجولة من اليابان إلى الصين ثم إيطاليا وصل الكورال إلى سورية بأغنية حلوة يا بلدي.

صعوبة تعلم اللغات

وبحوار «الوطن» مع المايسترو ميساك باغبورديان قال: لقد بدأت فكرة طريق الحرير منذ مهرجان الدلبة بعنوان «صدى الحرير والتوت» في مشتى الحلو وكنا نفكر ماذا يمكننا أن نقدم لمعمل الحرير فقررنا عمل برنامج يحاكي طريق الحرير بالموسيقا ومن ثم وجهت لنا دار الأوبرا دعوة لإحياء هذه الحفلة في دمشق فقمنا ببعض التعديلات على البرنامج وفكرة طريق الحرير بالكورال بدأت عند الأستاذ حسام بريمو رحمه اللـه ونحن أخذنا بعض المقطوعات التي كان يقدمها ببرنامجه وأكملنا الطريق باتجاه ثانٍ ليكون لنا بصمتنا الخاصة وطريقنا لأن طرق الحرير طويلة تارة براً وتارة بحر وقدمنا مقطوعات لبلدان وشعوب موجودة على الطريق وكان هناك صعوبة لتعلم اللغات واستعنا بأشخاص ساعدونا بالصيني والياباني واليوناني لنعرف كيف نلفظ الأحرف بشكل صحيح ولون الصوت، وأتوجه بالشكر لأفراد الكورال على مجهودهم ولجميع من ساعدنا في اللغة.

أمسية مميزة

والمايسترو عدنان فتح الله قال لـ«الوطن»:

كورال الحجرة هو الكورال المحترف الوحيد في سورية وتابع للمعهد العالي للموسيقا والأمسية اليوم مميزة لما تحمله من تنوع من ناحية الألحان واللغات التي يغني بها الكورال وهذا يدل على خبرة كبيرة بالغناء وحضرت لهذا البرنامج لوقت طويل مع المايسترو باغبورديان وقدموه بملتقى مشتى الحلو وتمت إعادته بدار الأوبرا لخصوصيته والأستاذ حسام بريمو اللـه رحمه بدأ بهذا المشروع واليوم استمررنا مع الشباب الخريجين والعازفين وأرى أن هذه الحفلة تجعل الجمهور المستمع يتطلع على ثقافات أخرى والاستماع لهذه الأغاني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن