«الدعم السريع» رفضت مبادرة الحكومة لوضع حد للصراع … القوى المدنية في السودان تتفق في أديس أبابا على رؤية شاملة لإنهاء الحرب
| وكالات
أعلنت القوى المدنية السودانية الموقعة على «الاتفاق الإطاري»، أمس التوافق على «بناء جبهة مدنية واسعة ورؤية سياسية لإنهاء الحروب وتأسيس وإعادة بناء الدولة السودانية الجديدة»، على حين رفضت قوات «الدعم السريع» مبادرة طرحها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار لإنهاء الصراع في البلاد.
وفي بيانها الختامي للاجتماع الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قالت هذه القوى: «تم الاتفاق على بناء جيش واحد قوي يعكس تنوع السودان، ويخضع للسلطة المدنية، والتأسيس لنظام حكم مدني ديمقراطي حقيقي على جميع المستويات»، وذلك حسبما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وحسب البيان تضمنت الرؤية تأكيداً على أن يكون «نظام الحكم فيدرالياً يقوم على الاعتراف بالحق الأصيل لأقاليم السودان في إدارة شؤونها، وخطة لتبني نظام اقتصادي مختلط»، وشددت القوى المدنية السودانية على ضرورة أن «تنتهي هذه الحرب عبر حل سياسي سلمي يؤدي لاتفاق وطني على مشروع سوداني نهضوي جديد قائم على المواطنة المتساوية والديمقراطية والسلام والتنمية المستدامين والعدالة الاجتماعية والانتقالية والمحاسبة والشفافية، وتوازن المصالح بين المركز والأقاليم».
وطالبت بضرورة «حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المتضررين، ووقف جميع أنواع الانتهاكات فوراً، وإجراء تحقيق مستقل حولها»، مؤكدة استمرار تواصلها، مع حكومات دول الإقليم ومخاطبتها بشأن المزيد من الدعم والمساعدة لتخفيف معاناة السودانيين الفارين من الحرب.
وأدانت «الجرائم الجسيمة والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، وجرائم القتل والقصف الجوي للمدنيين والاعتقالات التعسفية»، داعية «لبناء شبكة وطنية لإيصال المساعدات الإنسانية، وحض الأسرة الدولية لدعم وإسـناد المجتمع المـدني السـوداني العامل في المجال الإنساني».
في سياق متصل، رد يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع» على مبادرة عقار وقال في تصريحات صحفية: إنه «لا يعترف بسلطة مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان»، مؤكداً التزام الدعم السريع بمنبر جدة والمبادرة الأميركية السعودية.
وسبق لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، أن قال إنه أجرى مناقشات حول خريطة الطريق في السودان مع قوى سياسية ومجموعات مدنية سودانية لوقف الحرب خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عقار خلال كلمة بثها التلفزيون السوداني، أول من أمس الثلاثاء: «خلال لقاءاتي مع القوى السياسية والمجموعات المدنية السودانية والمواطنين في الخارج استعرضت وناقشت تفاصيل خريطة الطريق التي ستعمل حكومة السودان خلال الفترة المقبلة على تنفيذها لإيقاف الحرب».
وأضاف: «تبدأ خريطة الطريق بالتوصل إلى وقف إطلاق نار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتمردة»، مؤكداً أنه «سيعقب ذلك بداية العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين في المناطق المتضررة من الحرب».
وتتواصل، منذ أربعة أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.