قضايا وآراء

الكيان وجبهة الشاذين التي يعدها ضد المنطقة

| تحسين حلبي

في نهاية الثمانينيات شهدت دول عديدة في العالم الغربي بما في ذلك الكيان الإسرائيلي، نشاطاً متزايداً في مجتمعاتها تطالب بوضع قوانين تسمح للشاذين والشاذات بالمساواة مع العائلات الطبيعية المؤلفة من أزواج وزوجات برغم أن قوانين تلك الدول الغربية وإسرائيل من بينها، لم تكن تمنع وجود العلاقات الشاذة وممارستها علناً دفاعاً عن حق الفرد كما يزعمون، ومن الطبيعي أن يكون لدى الكيان مثل هؤلاء الأفراد في مجتمعه وفي كل مؤسساته وفي الجيش ويصبحون ضباطاً وقادة وكان الجنرال دان شومرون رئيس أركان الجيش في الثمانينيات، واحداً منهم وبشكل علني. وفي يومنا هذا يوجد رئيس البرلمان «الكنيست» كواحد من الشاذين وهو أمير أوحنا الذي كان وزيراً للقضاء عام 2019 وهو من قادة الليكود وتبنى مع شريكه الشاذ الآخر طفلين أحضرهما مع شريكه للاحتفال بمنصبه في الكنيست أمام جميع أعضاء الكنيست وعدسات الإعلام.

في عام 2016 جرى استطلاع للرأي في الكيان حول الشاذين تبين منه أن 79 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إعطاء الحرية والحقوق للشاذين والشاذات في ممارسة الشذوذ وتبني الأطفال وهذا ما يسري في القانون الإسرائيلي.

وهذه النسبة تزيد على نسبة قبول الأوروبيين بالشاذين في بلدانهم، وكأن هذا الكيان الصهيوني حقل تجربة للغرب في تصفية أهم أسس المجتمع وهو الأسرة التي عرفتها البشرية منذ وجودها وحافظت عليها كل الأديان، فالدين اليهودي نفسه يرفض هذا الشذوذ ويعده في شريعته من الكبائر، لكن الفكر الصهيوني أصبح هو سيد القرار في الكيان فما يسمى بالعلمانيين الصهيونيين هم الذين يحكمون ويضعون القوانين التي جعلت من مجتمع الكيان أكثر المجتمعات تدميراً لقيم البشرية والأديان وقاعدة للاستعمار ومصالحها.

ويبدو من النسبة الكبيرة التي تحتفل بيوم للشاذين في الكيان في كل عام في مدينة تل أبيب، أن جيشا من هؤلاء الشاذين ليس من المستبعد أن يجتاح مدينة القدس المقدسة بهؤلاء الشاذين الصهاينة، بل إن الكيان لا يعد جيشه فقط لشن حرب تدمير وإبادة للعرب والمسلمين في المنطقة بل بدأ يعد جيشا من الشاذين والشاذات لإفساد شعوب هذه المنطقة، فقد أصبحت تل أبيب عاصمة للشاذين، وحشدوا في إحدى مسيراتهم مئات الآلاف من الشاذين وأنصار الشذوذ في الكيان الذي أصبح ملجأ لكل شاذ من اليهود الصهيونيين ولكل من يرغب من غير اليهود بالانضمام لهذا الشذوذ في تل أبيب.

يرى المشجعون لهذا الشذوذ أن القوانين الإسرائيلية على غرار الأوروبية، تقدم الحماية لكل الشاذين حتى حين يغادرون بلدانهم ويقيمون في بلدان أخرى للعمل أو للسياحة وستفرض هذه القوانين على أي دولة يتوجه إليها الشاذون حماية حقهم بممارسة حياة الشذوذ بشكل علني كما يشاؤون ودون أي إجراء يمنعهم.

من الواضح أن العالم بدأ ينقسم إلى عالمين أحدهما يقوم بقيادة الولايات المتحدة والغرب والكيان بنشر الشذوذ لتدمير مجتمعات هذه البشرية وتفتيت قيمها الحقيقية العظيمة الإنسانية والدينية، وعالم آخر تقوده دول عظمى مثل روسيا والصين ومعهما معظم شعوب ودول العالم لمنع هذا التدمير الوحشي للمجتمعات البشرية وجوهرها الطبيعي في حماية الأسرة ومنع كل أشكال الشذوذ التي يريد الغرب فرضها ونشرها ضد إرادة أكثر من 90 بالمئة من هذه البشرية، ولذلك من الطبيعي أن يعد العرب والمسلمون أنفسهم في منطقتنا وفي العالم للتصدي لهذا النوع من جبهات الغرب لحماية الإنسان من وسائل تدمير جوهره وطبيعته التي خلقه الله بموجبها منذ الأزل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن