ليلة من التراث السوري في دار الأوبرا … ميس حرب لـ«الوطن»: أدخلنا المجوز مع الأوركسترا للمرة الأولى في سورية
| آلاء الخطيب
برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح ودار الأسد للثقافة والفنون قدمت ميس حرب مجموعة من الأغنيات التراثية وأغنياتها الخاصة على مسرح دار الأوبرا يوم الخميس 17من آب الجاري مع فرقة «سيد درويش» الموسيقية بقيادة رشيد هلال.
بصمة خاصة تميزت بها ميس حرب من حيث الصوت والأداء وأسلوب اختيار الأغاني التراثية وتقديمها للجمهور الذي تفاعل معها بشدة واستمتع بكل لحظة في الحفلة وما يميز أغنياتها هو الحفاظ على أصالة وجوهر التراث السوري وتقديمه بحلّة جديدة مقربة من الجيل الحديث.
أغنية من تراث الرقة تؤديها ميس حرب للمرة الأولى على مسرح الأوبرا.
تنويعات تراثية
تنوعت الأمسية بباقة من أغنيات ميس حرب الخاصة من ألبوماتها (خيطان الشمس، سوارات، تموز) التي كتبت كلمات معظمها وصاغت ألحانها فبدأت بأغنية «مسّيتي، أغنية مالك حلّة، حلي يا حلي، أدير الرّاح» كما غنت «معلومات مش أكيدة» للفنانة لطيفة ثم أغاني فلكلورية من تراث منطقة الجزيرة السورية (الرقة) «أبو الخديد الوردتين» غنتها للمرة الأولى و«عيني على الغرابة» وتراث الفرات «عالمايا» و«أسمر جمالك حلو».
وتراث المنطقة الجنوبية (السويداء) بأغاني «شو يلي ولعك فينا» و«يا حنة ما ريدك بكفوف إيديا» و«سلّم علّي» والتوزيع الموسيقي لرشيد هلال وسلطان هلال.
عزز حضور آلة المجوز مع عازفها مهند نصر الطابع التراثي وخلق تمازجاً مميزاً مع الأوركسترا واستضافت فرقة سيد درويش عازف البيانو والكلارينيت باسم صالحة وعازف الساكسفون نارام راشد.
بداية الحفل
عبّرت ميس حرب عن سعادتها بلقاء الجمهور المحب كما كل عام وتمنت أن تتحسن الظروف الحالية بالبلد كي تكون حفلاتها القادمة مملوءة بالفرح للجميع، وأخبرت الجمهور أن الحفل يتضمن أغنيات من تراث السويداء ومنطقة الجزيرة والفرات تغنيها للمرة الأولى وذلك مع استضافة آلة المجوز التي تحمل من الأصالة ما يجعلها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتراث الذي قالت إنه يشكل جزءاً أساسياً من مشروعها، وأضافت إنها فخورة بانضمام ابنها سلطان للعزف مع الفرقة والتوزيع الموسيقي مع والده رشيد هلال.
علاقة حب متبادلة
في حديث خاص لـ«الوطن» مع الفنانة ميس حرب قالت: أحب الغناء في دار الأوبرا لأنه مسرح احترافي من حيث الإضاءة والصوت والتقنيات وله خصوصية غير موجودة بباقي المسارح لأنه الرسمي للبلد.
وأضافت: الجمهور رائع دائماً وعلاقتي بهم متبادلة أعطيهم الفن والحب وإحساساً جميلاً وهم يبادلوني بالشعور ذاته وأشعر بمسؤولية تجاههم لتقديم التراث والفن بطريقة راقية. وأوضحت أن إدخال آلة المجوز على الآلات الموسيقية الحديثة هو أول مرة في سورية وكانت تخطط مع زوجها لهذه الفكرة منذ زمن وقالت: أنا شخصياً أحب هذه الآلة والآلات التقليدية مثل الشبابة والروزانا والقربة وأتمنى إدخالها وخصوصاً أن التراث هو جزء أساسي من مشروعنا والآلات التقليدية هي الآلات التراثية.
النقد الاجتماعي والاقتصادي
وفي لقاء «الوطن» مع الموسيقي رشيد هلال قال: إن الحفلة بدار الأوبرا مهمة جداً وتعني لنا الكثير لأنها في بلدنا وبين أهلنا وأبناء بلدنا علماً لدينا حفلات عديدة خارج البلد ولكن هذه حفلة سنوية تأتي ميس من أوروبا لأجلها.
وأضاف: تفاعل الجمهور جميل جداً لأننا نحرص على أن نقدم أشياء قريبة منه وشخصياً أنا ضد فكرة الفن لأجل الفن لأن الفن للجمهور وأوجاعه من النقد الاجتماعي والاقتصادي والأغاني الشعبية وتطويرها فهذا يهم الجمهور وبما أننا نقدم شيئاً قريباً لهم فنجد تفاعلاً إيجابياً.
تطور كبير
بحوار«الوطن» مع سلطان هلال قال إنها تجربة جميلة جداً وشعرت أنه تطور كبير بالنسبة لي عن السنة الماضية فعزفت على البيس جيتار والكمنجة وهذا مهم لي لأنني قدمت نوعاً جديداً على الكمنجة ووزعت مقطوعتين في الحفلة وارتجلت في مقطوعة ع المايا «سولو كلوز كمنجة» وكنت راضياً عن أدائي.
مواطن الجمال
وفي حوار «الوطن» مع المخرج والكاتب المسرحي هشام كفارنة عن حضوره للأمسية قال: ميس مع رشيد كوّنا ثنائياً يحمل خصوصية كما لمسنا بهذه الحفلة وخصوصيتهم باستحضار التراث وتقديمه بحلة تليق بالتراث… فهي تشير إلى مواطن الجمال بتجربتهم. وتابع حديثه بالقول: كانوا سابقاً منغلقين على تراث وفلكلور المنطقة الجنوبية، أما اليوم فكانت حفلتهم أشمل وذهبوا إلى المنطقة الشرقية إضافة إلى بعض الأغاني التي لها مرجعية عند جيلنا كأغنية الراحل دياب مشهور التي قدمتها بشفافية.
وأخيراً فإن ميس حرب واحدة من الفنانين السوريين الخاصين الذين لم يتوقفوا عن العطاء تحت أي ظرف من الظروف وحافظت على هويتها والمستوى الفني.