رياضة

منتخبنا لكرة السلة سادساً وأخيراً بالتصفيات الأولمبية… أداء متواضع وأخطاء إدارية والبحرين يتصدر بجدارة

| مهند الحسني

انتهت التصفيات الآسيوية لكرة السلة المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 التي استضافتها العاصمة دمشق الأسبوع الماضي وحل منتخبنا الوطني في المركز السادس والأخير بعد أداء متواضع وضعيف وصورة باهتة، ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع له هذه النتائج التي تركت الكثير من إشارات الاستفهام وخاصة أن التصريحات التي سبقت التصفيات صبت في وضع منتخبنا في مقدمة المنتخبات المنافسة على بطاقة التأهل للدور الثاني بقوة، لكن منتخبنا كبا على صعيد النتيجة الرقمية والأداء وخيب آمال عشاقه ومحبيه ما أدى إلى شح مدرجات صالة الفيحاء بالحضور الجماهيري.

مقدمات وحقائق

لا نريد هنا أن نتحدث عن الأداء فالجميع شاهد المستوى غير المرضي فنياً من النواحي كلها الهجومية والدفاعية الفردية والجماعية، ولن نتحدث عن التصريحات الرنانة والتكتم الإعلامي الذي رافق إعداد المنتخب منذ بداياته، ولن نتحدث عن ملف اللاعبين المجنسين وسوء متابعته وإدارته، (بناء على تصريح السيد آغوب رئيس المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي- أسيا)، ولن نتحدث عن الخلل الإداري الذي جعل منتخبنا يلعب بـ11 لاعباً فقط خلال البطولة ( أظن أن هناك من أعتقد أن الأمور الإدارية في تسجيل اللاعبين، هي فوضى كما حدث خلال الدوري في مباراة الوحدة والنواعير وتم تغيير وتبديل اللاعبين خلال خمس دقائق) ولن نتحدث عن سوء معاملة المدرب للاعبين كحالة نفسية والتعامل معهم بطريقة غير مهذبة وتجريحهم بكلمات لا ترقى لأخلاقياتنا الرياضية، ولن نتحدث عن تهميش دور المدرب الوطني(عبود شكور) حتى إن اسمه لم يذكر عند الإعلان عن أسماء الكادر الفني قبل بداية المباريات في البطولة.

قمة سعادتنا كانت أن قمنا بتجديد صالة الفيحاء بحلتها الجديدة، ونحن نركز على كلمة تجديد وليس(تشييد)، سعادة غامرة ونحن نتكلم عن تشغيل التكييف في الصالة ووجود اللوحات الإعلانية ومنسق للموسيقا، وجميل أننا قد أوجدنا مكاناً خاصاً للصحفيين في المدرجات، نتكلم عن إنجاز هو من البديهيات والمسلمات، ما نريد أن نتحدث عنه: من المسؤول ومن صاحب القرار بمتابعة ومناقشة المدرب بخياراته الفنية، أولاً بانتقاء اللاعبين المحليين، وثانياً باللاعبين المستعيدي الجنسية، ثالثاً باللاعب الأميركي المجنس وكيف تم اختياره ومن المسؤول، ورابعاً بمنهجية أسلوب اللعب والأفكار الفنية التي ظهر عليها المنتخب في مبارياته الخمس، هل للجنة المنتخبات وللجنة المدربين في اتحاد كرة السلة أي دور في النقاش أو المتابعة، وهل تقدم المدرب والجهاز الفني بخطة عمل فنية لكيفية تحضير المنتخب؟!

واقع مؤلم ونتائج علقمية

كيف نتوقع فوز منتخب كرة السلة وأبجدية التحضير غائبة عنه، كيف نطالب اللاعبين بالفوز والفشل الإداري يحبط أي محاولة نجاح؟

ملف كرة السلة أيها السادة أصبح ملفاً شائكاً، القائمون عليه يظنون أنفسهم ختموا العلم والمعرفة، وبأنهم يعرفون ما نجهل ويجيدون ما نعجز عنه، فكان السقوط المدوي والتاريخي أمام منتخب الهند الذي لم يسبق له الفوز على منتخبنا حتى في المباريات الودية ولا في أحلك ظروف السلة السورية، المدرب التائه بين شواطئ ماربيا الإسبانية وزيوت برونزاج مسابحنا المحلية نقل لمنتخبنا فلسفته الفاشلة التي جعلت المنتخب عقيماً، فلا دفاعه متيناً ولا هجومه مكيناً ولا تبديلاته صحيحة وأوقاته المستقطعة تصب في مصلحة المنتخب المنافس بدل مصلحة منتخبنا، مدرب عاجز عن خلق توليفة لاعبين أو اكتشاف التوقيت المناسب لمشاركة كل واحد منهم، فأشرك القصير مكان الطويل والسريع بدل البطيء فكان إيقاع المنتخب كعازف البيانو بعصا الربابة، ولتكتمل جوقة الفشل وتوزيع مسؤوليات مشروع هدم كرة السلة السورية فلا بد من خلل إداري يساند المدرب التائه.

جاهل وفشل

اتحاد كرة السلة الذي استقدم لاعبين مستعيدي الجنسية وضمهم للمنتخب بعد تأكيدات بأنهم سيكونون ضمن تشكيلة هذه البطولة وحجزوا أماكنهم في المباريات الودية وبطولة (إندونيسيا الودية) لنفاجأ بأن القائمين على الملف جاهلون بأبسط إجراءات استعادة الجنسية ونقل جنسية اللاعب من دولة إلى أخرى، وأن ما استفاده المنتخب من حضورهم لم يتجاوز التسويق الإعلاني والبهرجة التضليلية لا أكثر، من يرد تسجيل فوز على المنتخب السعودي لمصلحة اتحاد كرة السلة فإننا ندعوه لمتابعة أرقام لاعبنا الموهوب عمر إدلبي ومقارنتها بإحصائية مجنس المليارات الذي ظهر عاجزاً وعبئاً على المنتخب لا تتجاوز قدراته قدرات اللاعبين المحليين في أندية الدرجة الأولى، فكيف قبل اتحاد كرة السلة بالتعاقد مع مثل هذا المزيف الذي لا تقبل بالتعاقد معه أندية الوسط في دوري المحترفين، ومن المسؤول عن اختياره ومن هي العين الكفيفة التي لم تكلف نفسها عناء قراءة الأرقام الهزيلة لهذا المجنس المزيف قبل التعاقد معه؟

اتحاد كرة السلة أخفق وفشل فشلاً ذريعاً في ملف المنتخبات الوطنية، ولم ينجح في تحقيق مشاركة واحدة ايجابية منذ تاريخ تسلمه إدارة كرة السلة السورية.

و إذا كان التستر خلف نجاح المسابقات المحلية فلا بد من تذكير المدعين أن هذا النجاح لا يغني ولا يسمن من جوع لأنه فقاعة إعلامية جماهيرية مقتصرة على خمسة فرق من رجال دورينا ارتكزت المنافسات على تألق اللاعبين الأجانب وعدد محدود جداً من اللاعبين المحليين الذين لم يصل عددهم لاكتمال التشكيلة الأساسية لمنتخب الرجال.

الفهم الخاطئ

الإدارة الرياضية ليست بدلة وكرافة وفرشاة دهان، الإدارة الرياضية ليست بضع كلمات انكليزية استعراضية، الإدارة الرياضية ليست إقصاء هذا وإنكار تاريخ ذاك، ومن يجهل هذه المبادئ فعليه العودة لمسببات ترتيبنا المذل في هذه التصفيات وهو المركز الأخير، وكيف كان الجهل يتحكم بتفاصيل الإعداد وكيف حاول البعض تغطية جبل الحقائق بمنديل المراوغة واللف والدوران.

حتى جاءت الضربة القاضية بتصريح أمين عام الاتحاد الدولي لكرة السلة (اغوب خاحريان) حين قال إن من عمل في ملف استعادة جنسية اللاعبين السوريين ارتكب أخطاء ويقصد هنا الاتحادين الأرجنتيني والسوري مع فارق جوهري وكبير، هو أن الاتحاد الأرجنتيني غير متضرر أو معني أو مهتم سواء استعاد اللاعبون جنسيتهم السورية أم لا، إنهم مدعوون لمنتخب سورية وليس إلى منتخب الأرجنتين.

فكانت فضيحة الجهل والإهمال في استعادة جنسية اللاعبين من دون محاسبة أو سؤال أو إيضاح من اتحاد كرة السلة عن المسؤول عن هذا الفشل الذريع.

ولربما سيحتاج اتحاد كرة السلة لوضع ثلاجة عائلية ليضع فيها المجمدين من العاملين في مفاصله من أصحاب الفضائح الفنية أو الإدارية.

خلاصة

نداء لمن يدعي محبة كرة السلة أو أحبها فعلاً: طبّق المثل الانكليزي الذي يقول (الجميع يجلب السعادة لهذا المكان البعض بحضورهم والبعض برحيلهم)، لذا فإن رحيل اتحاد كرة السلة الحالي سيجلب الخبر والسعادة لكرة السلة السورية وخصوصاً منتخباتها الوطنية التي رزحت تحت وطأة التجريب والتقريب والإقصاء.

نتائج التصفيات بشكل عام

اليوم الأول: إندونيسيا- كازاخستان 91-82، البحرين- السعودية 89-74، سورية- الهند 74-85.

اليوم الثاني: كازاخستان- البحرين 67-104، الهند- إندونيسيا 90-74، سورية -السعودية 73-71.

اليوم الثالث: الهند- كازاخستان 70-73، إندونيسيا- السعودية 72-86، سورية – البحرين 60-91.

اليوم الرابع: السعودية – الهند92-75، البحرين- إندونيسيا 95-72، سورية- كازاخستان 70-85.

اليوم الخامس: الهند- البحرين 66-79، السعودية- كازاخستان 79-66، سورية- إندونيسيا 78-84.

إليكم ترتيب المنتخبات المشاركة مع نهاية التصفيات.

1- البحرين 10 نقاط. 2- السعودية 8 نقاط، 3- الهند 7 نقاط، 4- كازاخستان 7 نقاط، 5- إندونيسيا 7 نقاط، 6- سورية 6 نقاط. .

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن