أزمة عدم الالتحاق تتغلغل في صفوف الخدمة الدائمة للجيش … إعلام العدو: إسرائيل مصابة بانسداد في عضلة القلب
| وكالات
تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن القيادة الأمنية في إسرائيل أصبحت «كيس» ملاكمة للائتلاف الحاكم، مشدداً على أن إسرائيل تبدو في هذه الأيام كأنها أصيبت بانسداد شديد في عضلة القلب، ورأى أن الإيرانيين وحزب اللـه يستمتعون بالمشهد، كاشفاً عن اتساع الأزمة في جيش الاحتلال إلى عناصر الخدمة الدائمة، ومحذراً من أن الصِدام سيبلغ ذروته في الشهر المقبل.
وقال محلل الشؤون العسكرية في «قناة 13» ألون بن دافيد لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: إن «عناصر الجيش وبعد أن كانوا يخدمون لمصلحة إسرائيل، فهموا أنهم جميعاً مستهدفون بعد الهجمة الشرسة التي تعرّضوا لها من الائتلاف الحاكم».
وأضاف إن القيادة الأمنية أصبحت كيس ملاكمة لمجموعة «الأصفار» التي تشغل مقاعد الائتلاف، مشيراً إلى أن بداية الصِدام العلني لرئيس الحكومة مع الجيش كانت في اللقاء الذي عقده يوم الجمعة الماضي قائد سلاح الجو تومر بار مع نحو 60 عنصر احتياط أعلنوا أنهم سيوقفون التطوع، أو محتارون فيما خص مواصلة خدمتهم.
ولفت إلى أنه في ختام اللقاء كان من الواضح أن الاقتباسات ستجد طريقها إلى الإعلام، ولذلك قرّروا في الجيش الإسرائيلي الاستباق وإصدار بيان رسمي يصف، بخطوط عامة، ما الذي قيل فيه، مضيفاً إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «ثارت ثائرته» على ما نُشر، وطلب من الجيش إصدار نفي.
وتابع: يبدو أن نتنياهو لم يفهم أنه ليس تسريباً سرياً، بل بيان رسمي من الناطق باسم الجيش الإسرائيلي صدر لكل وسائل الإعلام ولا يمكن نفيه.
وأشار بن دافيد، في حديثه إلى «معاريف» إلى أنه في الشهر المقبل قد تكون إسرائيل في أزمة تشريعية، ستفاقم فقط من ظاهرة عدم الالتحاق بالخدمة، مضيفاً إنه في غضون ذلك فإن «المحيط يشاهدنا ويستمتع».
وشدد على أن الإيرانيين وحزب اللـه يستمتعون بالمشهد ولا يريدون عرقلتنا عن التفكك بقوانا الذاتية، وأضاف: إن «نصر اللـه يدرك أن خطوة منه يمكن أن توقف عملية التفكك وتوحد الإسرائيليين، وحتى الساعة ينجح في تمالك نفسه».
ولفت إلى أن إسرائيل، من جانبها، سبق أن فقدت القدرة على شن خطوة عسكرية مبادَر إليها، قائلاً: «أو مثلما قال لي أحد الضباط الكبار: أنت لا تذهب إلى سباق ماراثون إذا كنت تعاني ذبحة صدرية»، مشدداً على أن هذا تشخيص مخفّف، وأكد أن إسرائيل تبدو في هذه الأيام كأنها أصيبت بانسداد شديد في عضلة القلب.
وفي السياق ذاته، كشف بن دافيد أن أزمة عدم الالتحاق بخدمة الاحتياط، التي بدأت وسط طياري سلاح الجو، تتغلغل أيضاً إلى صفوف الخدمة الدائمة في الجيش الإسرائيلي.
ولفت بن دافيد إلى أنه بعد الصِدام العلني في هذا الأسبوع بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبين قيادة الجيش الإسرائيلي، وفي أعقاب سلسلة تصريحات أعضاء «كنيست» ضد الضباط، بدأ هذا الأمر يتغلغل إلى صفوف الخدمة الدائمة.
وتابع إنه في الوحدات الأكثر نخبة في الجيش، القادة لا يعرفون كيف يتعاملون مع الضباط، الذين يقولون إنهم لا يريدون الخدمة في جيش يشتمونه، لافتاً إلى أن الضباط يطلبون جلسات ويوثّقون البروتوكولات كي يكون كل شيء واضحاً، وليعلم الجميع أنهم حذّروا.
وتوقع بن دافيد أن ذروة الأزمة ستتزامن الشهر المقبل مع انعقاد «المحكمة العليا» لبحث قانون إلغاء «حجة المعقولية»، وكذلك سيحين الموعد الذي سيكون فيه لزاماً على الطيارين، الذين لم يحلّقوا، بالعودة إلى الطيران من أجل الحفاظ على الكفاءة العملياتية.
وأول من أمس، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن قوات الاحتلال جمّدت تعيين عدد من ضباط الاحتياط في الجيش برتبة عميد، من الاحتياط المتطوّعين، وذلك على خلفية الاحتجاجات على التشريعات القضائية في كيان الاحتلال.
وأورد موقع قناة «كان» الإسرائيلية، أن تجميد تعيين العديد من الضباط، امتد من سلاح البحر ليصل إلى سلاح الجو، وذكرت «القناة 13»، أن الأزمة توسّعت نحو صفوف عناصر الخدمة الدائمة، في جيش الاحتلال.
وقال قائد سلاح الجو في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تومار بار، لضباط من الاحتياط، إن الضرر بالكفاءة يتعمق، مضيفاً إن المنظومة لن تعود إلى ما كانت عليه قبل احتجاج عناصر الاحتياط، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي يشهد ضرراً «يزداد باطراد».
وأضاف: إن الضرر بسلاح الجو سيتعمّق أكثر في كل التشكيلات، كلما مرّ الوقت، لأن السلاح مبني، بنسبة عالية، على عناصر الاحتياط، الذين عليهم التدرب كل أسبوع، وعندما لا يحدث هذا، تتضرّر الكفاءة.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، تحذيره من أن الجيش قد يفقد جاهزيته خلال نحو شهر، في حال استمرار الحكومة في «التعديلات القضائية»، مضيفاً: إننا سنواجه مشكلات خاصة في سلاح الجو.
وفي أواخر الشهر الماضي، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال أعلن، للمرة الأولى، بصورة رسمية، في أعقاب جلسة عقدها من أجل تقدير الوضع، أن الضرر في كفاءته في حال الحرب بدأ.
ويشهد كيان الاحتلال منذ أكثر من 31 أسبوعاً احتجاجات غير مسبوقة للمستوطنين الإسرائيليين، بمشاركة جنود من الاحتياط وقادة من «الموساد» و«الشاباك» والشرطة ضدّ «التعديلات القضائية» التي تصرّ حكومة نتنياهو على إقرارها.