من المظاهر الغريبة أن جمهور تشرين بات بين ليلة وضحاها الأهم والأكثر صخباً في ملاعبنا بعدما كان ذلك سمة جماهير الجيش والشرطة ثم الاتحاد والكرامة والوحدة، ولكنه مع هذا الجمهور استعصت عليه النجمة الثالثة في الدوري منذ 1997 مرات عدة رغم اقترابها أكثر من مرة خلال الألفية الثالثة، الأمر الذي جعل نقاد الكرة في بلدنا منقسمين بين رفضه الوصول إلى اللقب الثالث على خلفية مناحرات وشجارات أهل البيت، وبين رفض الكرة وتمنعها في وصول البحارة إلى لقب ثالث بدا وشيكاً، والأمر لا يتعلق بالدوري وحده، فقد أخفق في الوصول لنهائي الكأس منذ عام 2006 رغم أنه كان المرشح الأوفر حظاً في النسخة الأخيرة!
ولكن كل هذه المخاوف والتساؤلات تبددت عندما حقق البحارة اللقب ثلاث مرات متتالية بداية من 2019/2020 والأهم أنه انضم لقافلة المتوجين بالكأس الموسم المنصرم.
تشرين هو البطل السادس للدوري بعد الاتحاد وبردى والجيش والكرامة والشرطة وحدث ذلك 1982 يوم غاب الجيش والشرطة وسمي بالدوري التصنيفي، ولذلك هو أول ناد ساحلي يفوز بلقب الدوري، لكن جبلة بات زعيم أندية الساحل السوري بأربعة ألقاب بداية من عام 2000 حتى استعاد تشرين زمام المبادرة باللقب الخامس 2021/2022.
والنوارس والحوت سبقاه في النهل من معين الكأس في الوقت الذي بحث فيه عن الابتسامة الأولى طويلاً حتى كان الحصاد يوم العاشر من تموز الفائت على حساب الوحدة الدمشقي في العاصمة، بعدما خاض مباراة اللقب خمس مرات لم تحمل البشرى.
وينفرد عن الخاسرين في النهائي بأنه واجه صاحب الأرض والجمهور ثلاث مرات الاتحاد 1973 والمجد 1978 والجيش 2004، والشحيح في الموضوع أنه اكتفى بهدف واحد في المباريات التتويجية الخمس خلال 480 دقيقة حتى كان هدف خالد المبيض الثاني لتشرين في نهائيات الكؤوس كافياً للزعامة.
أتحفنا نادي البحارة بلاعبين محفورين في الذاكرة أشهرهم ملك الكرة السورية وقيثارتها وأحد ساداتها عبد القادر كردغلي هداف الدوري 1984 بتسعة أهداف، وموفق كنعان هداف الدوري مرتين متتاليتين 1985 برصيد 14 هدفاً و1986 برصيد 16 هدفاً، ونضال قضيماتي هداف الدوري 1989 برصيد 15 هدفاً رغم التحاقه متأخراً حينها، وحازم حربا هداف دوري 1996 بـ18 هدفاً.
وبعيداً عن الهدافين هناك سيف الدين اسكية ومحمد البدي وعلي الجندي ووهيب عنيزة والثنائي عمار حبيب ويوسف هولا الفائزان بذهبية المتوسط 1987، ولا نغفل الفنّان عبد اللـه مندو، والثنائي المتوّج 1997 أحمد كردغلي وعلي الشيخ ديب والقائمة لا تنضب.
وبحق توافرت في نادي تشرين سبل النجاح والاستقرار والرخاء المادي غير مرة، لكن نزاعات شخصية داخل أهل البيت حالت دون الارتواء من نمير الألقاب التي يراها التشرينيون من دون التطلعات، وغياب الاستقرار الإداري مرض عضال لا برء منه لدرجة أن التغيير يطول مدربين يكونون متصدرين للدوري وكأن هناك من كان يضع العصي في العجلات التشرينية!
من المفردات التي يتغنى بها جمهور تشرين أنه صاحب الفوز الأعلى على الجيش بين كل أنديتنا، فهو الوحيد الذي سجل عليه خمسة أهداف وحدث ذلك مرتين، الأولى في موسم 1995/1996 بخمسة أهداف لهدف، والثانية أكثر وقعاً عند جماهير أنديتنا موسم 2003/2004 بسبعة أهداف لثلاثة وهكذا هو صاحب الفوز الأعلى على الجيش في العاصمة وخارجها.
جمهوره يستحق أن ترتسم البسمة على محياه في كل موسم وتبقى النكسة التي لن ينساها جمهوره مع بدايات الألفية الثالثة التي استقبلها بالهبوط مع نهاية موسم 2001/2002.