دعا وزير الدفاع الأميركي السابق، كريستوفر ميللر، الذي تحتل بلاده مناطق في شمال وشمال شرق سورية أثناء زيارة غير شرعية إلى مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى دعم ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية والحفاظ على ما سماه «التجربة النوعية» في سورية، في وقت واصلت تلك «الإدارة» فرض الإتاوات على السكّان تحت مسمى «دعم الثورة»، على حين استمر فرار مئات الشباب من مدينة عين العرب بريف حلب الخاضعة لنفوذ «قسد» باتجاه تركيا عبر طرق التهريب للوصول إلى أوروبا، بعد تدهور الأوضاع بشكل فظيع في المنطقة.
ووفق وكالة «نورث برس» الكردية أعلنت دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية»، عن «زيارة أجراها ميللر الأربعاء الفائت، وعقد سلسلة لقاءات في المنطقة».
ودعا ميللر حسب الوكالة إلى دعم تحقيق ما سماه «الاستقرار» في المنطقة، وبحث مع ما تسمى «خارجية الإدارة الذاتية» التحديات التي تواجهها والتهديدات ضدها وضرورات دعمها اقتصادياً وسياسياً.
في الأثناء فرضت لجان الأحياء التابعة لـ«الإدارة الذاتية» على سكّان مدينة الحسكة، دفع مبالغ مالية تحت مسمى «جمع التبرعات لدعم الثورة»، على ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة نقلت عن أن «رؤساء الكومينات بدؤوا بحملة جمع تبرعات سنوية من مختلف سكّان مدينة الحسكة، بذريعة الثورة».
وأضافت المصادر: إن السكّان يضطرون للدفع، خشية تعرّضهم للمضايقة أو قطع الخدمات من قبل رؤساء «الكومينات»، خاصةً المازوت المخصص للتدفئة أو أسطوانات الغاز المنزلي.
وحسب المصادر فإن «مؤسسات الإدارة الذاتية إلى جانب لجان مرتبطة بـ«حزب العمال الكردستاني- «PKK» يفرضون على مدار العام، إتاوات – بمسميات وذرايع مختلفة – على سكّان المناطق التي تسيطر عليها قسد».
وتحدثت المصادر أنها حصلت على وصل من أحد أصحاب المحال المتبرعين في مدينة الحسكة، كُتب عليه باللغتين الكردية والعربية: «التبرعات السنوية للثورة».
يوسف شريف (اسم مستعار) صاحب محل مواد غذائية في حي تل حجر أكد أن «كومين الحي طالب أصحاب المحال في الشارع العام بدفع مبالغ كبيرة وبالدولار».
ويختلف المبلغ الذي تفرضه لجان جمع «التبرعات» من محل إلى آخر حسب حجم الأعمال، حيث يدفع صاحب محل بقالية مبلغاً أقل من تاجر مواد غذائية ويصل المبلغ لآلاف الدولارات، وفق شريف.
وسبق أن فرض «حزب الاتحاد الديمقراطي- PYD» الكردي أحد الأحزاب المنضوية في «الإدارة الذاتية»، منتصف حزيران الماضي، «إتاوات» على تجّار سوق الهال في الحسكة وصلت إلى ألفي دولار أميركي، وذلك تحت عنوان «مساعدات للحزب».
وخلال الأعوام الماضية، فرض المسؤولون في حزب «الاتحاد الديمقراطي-PYD» و«الإدارة الذاتية» على التجّار والشركات في مناطق سيطرة «قسد»، دفع مبالغ كبيرة سنوياً، بحجة جمع التبرعات للحزب وعائلات القتلى.
على خَطٍّ موازٍ ذكر موقع «باسنيوز» الكردي أن عشرات الشباب الكرد يفرون يومياً من مدينة عين العرب عبر الحدود التركية للوصول إلى أوروبا وذلك عبر طرق التهريب وذلك كله أمام أنظار الإدارة الذاتية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي PYD».
وأضاف: إن «تدهور الأوضاع المعيشية وفقدان أبسط الخدمات وانعدام فرص العمل وانتشار البطالة وتراجع قيمة الليرة السورية وعدم اهتمام إدارة «PYD» بشؤون أبناء المنطقة يؤدي إلى هجرة الشباب من المنطقة».
وأشار الموقع إلى أن «ما يجري عملية ممنهجة من قبل كوادر حزب العمال لتفريغ المنطقة من سكانها والقضاء على الوجود الكردي بشكل كامل».
وأكد أن «سياسات حزب العمال الفاشلة أوصلت الناس إلى مرحلة الإحباط واليأس وهجرة الشباب من أهم تبعاتها».