رياضة

عبود شكور لـ«الوطن»: فترة التحضير ليست كافية وأنا غير راضٍ عن تجربتي وعلاقة المدرب مع اللاعبين غير جيدة وهناك لاعبون يستحقون اللعب بالمنتخب

| مهند الحسني

انتهت التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد باريس 2024 وخرج منتخبنا بخفي حنين لكن الحديث عنها لم ينته بعد وخاصة أن منتخبنا لم يتمكن من تسجيل حضور جيد ولا أن يحقق نتائج توازي طموح عشاق السلة السورية الذين التفوا حول المنتخب بعدما شطحت تطلعات وأحلام القائمين عليه وتجاوزت حدود المعقول ووضعت منتخبنا ضمن دائرة أقوى المنافسين على خطف بطاقة التأهل للدور الثاني من التصفيات، لكن منتخبنا كبا وظهر في صورة باهتة وقدم أداء عقيماً ساهم في تراجع شعبيته وتشجيعه رغم أن البطولة أقيمت على أرضنا وبين جمهورنا.

فمن المسؤول عن سوء النتائج، ومن الذي انتقى التشكيلة التي مثلت المنتخب، وما المعايير التي اعتمدها الاتحاد في اختياره للاعب المجنس؟

أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على المدرب المساعد لمنتخبنا عبود شكور وأجرت معه الحوار التالي:

• بداية ما رأيك بنتائج المنتخب في التصفيات الآسيوية؟

لا يمكن أن تختلف الآراء على أن نتائج المنتخب كانت مخيبة للآمال، ولا ترتقي للطموحات المرسومة مسبقاً لهذا الفريق، النتائج كانت معيبة كأرقام وكأداء بأرض الملعب، المنتخب للأسف لم يقدم أبجديات كرة السلة الحديثة بأرض الملعب في كثير من أوقات المباريات والفريق افتقر إلى الروح القتالية المطلوبة التي كنا نتمنى أن يتحلى بها.

• هل كنت مقتنعاً كمدرب مساعد بتحضيرات المنتخب للبطولة؟

من وجهة نظري فترة التحضير للمنتخب لم تكن كافية، أسبوعان من الزمن ليسا بالوقت الكافي لمنتخب يتحضر لتصفيات مؤهلة للأولمبياد ويستضيف البطولة على أرضه، الفريق كان بحاجة لتحضير بدني وفني وبالأخص بدني لفترة زمنية أطول لكن ظروف الدوري وتأخره هذا الموسم كان لها تأثير سلبي في التحضير للبطولة.

• من المسؤول عن انتقاء تشكيلة المنتخب التي شاركت في التصفيات؟

انتقاء التشكيلة النهائية للمنتخب كان بالمشاركة بيني وبين المدرب الإسباني خافيير خواريز، طبعاً كان هناك إجماع على بعض اللاعبين واختلاف على البعض الأخر، المدرب طلب بعض اللاعبين بالاسم ورفض بعضهم أيضاً بالاسم، ويجب علينا احترام رغبته لأنه المدرب الأول للمنتخب.

• لم نجد لك دوراً مهماً في مباريات التصفيات فهل تم تهميشك؟

أبداً لم يتم تهميشي كمدرب مساعد، المدرب خافيير كان دائماً يطلب رأيي في العديد من الأمور ويستشيرني بها، وكنت أناقشه في أمور عديدة لكن بالنهاية هو صاحب القرار النهائي.

• ما سبب هذه الخسارات في التصفيات وهل كنت تتوقعها؟

بصراحة لا يوجد سبب واحد لهذه الخسارات، وإنما هناك أسباب متعددة فنية وإدارية، بداية وكما ذكرت مسبقاً فإن فترة التحضير للمنتخب من وجهة نظري الشخصية لم تكن كافية للاعبين حتى يكونوا جاهزين (وخاصة بدنياً) لهذا النوع من المباريات القوية وضغطها، بناء الفريق تكتيكياً كان موجهاً باتجاه منح الثقة الأكبر للاعبين المغتربين (سليم واميليانو) والمجنس براندون على حساب المحليين، طبعاً كان هذا بناء على وعود اتحاد السلة للمدرب وللكادر بجاهزية الأوراق المطلوبة للاعبين المغتربين واستحالة رفضها هذه المرة (رغم قناعتي بعدم قدرتهم على اللعب) لكن الطمأنات المستمرة للمدرب جعلته شبه واثق من مشاركتهم ولكن في اليوم الأخير السابق للبطولة تم إخباره باستحالة لعبهم بعد أن تم بناء الفريق بطريقة معينة، لكن الآن عليك اللعب بطريقة مغايرة وسط غياب صانع ألعاب، كل هذا أثر سلباً على الجو العام للفريق والروح السائدة ببن اللاعبين، ومن بعدها طلب منهم أدواراً كانت ملقاة على عاتق اللاعبين المغتربين، كل هذا أدى بالوصول إلى أداء سيئ وبالتالي نتائج مخيبة.

• برأيك من المسؤول عن اختيار اللاعب المجنس للمنتخب؟

المدرب الإسباني خافيير هو المسؤول عن استقدام اللاعب المجنس الأميركي براندون بترسون، علماً بأن خياره كان على مجنس آخر، وقد تم الاتفاق معه لكن لأسباب طارئة خاصة باللاعب اعتذر عن الالتحاق بالمنتخب ليقع الخيار على براندون الذي عند وصوله لم يكن بحالة فنية وبدنية جيدة، وقد استاء المدرب من ذلك، وقد تم العمل على استبداله بمجنسين آخرين لكن المساعي لم تنجح لذلك استمر المنتخب مع اللاعب براندون.

• هل صحيح كانت معاملة المدرب الإسباني للاعبين غير جيدة؟

كل مدرب له شخصيته الخاصة وطريقة تعامله الخاصة، لا أستطيع أن أنكر أن معظم اللاعبين كانوا مستائين من طريقة تعامل المدرب معهم، حتى أنا كنت أفاجأ في بعض الأحيان ولا أتفق معه بتصرفاته التي لم تكن مفهومة بالنسبة لي، لكن بالمقابل لا أستطيع أيضاً أن أنكر أن المدرب هو شخص طيب، ومع مرور الوقت أصبحت أفهم أن له غاية معينة من تصرفاته تصب في مصلحة اللاعب، لكن أعتقد أن طريقته لم تكن مناسبة ولم تلق القبول من جميع اللاعبين.

• كونك مدرباً مساعداً لماذا لم تقدم للمدرب خافيير بعض النصح حيال التبديلات المتسرعة؟

كما ذكرت سابقاً كنا نتبادل الآراء إضافة للمدرب الإسباني المساعد ريتشي، لكن بالنهاية هو صاحب القرار النهائي.

• سمعنا أنك لن تبقى ضمن الجهاز الفني للمنتخب فما السبب؟

لا أدري من أين سمعت هذا الكلام، أنا دائماً أتشرف بأن أكون في كادر المنتخب، لكن لا أخفي عدم رضاي في هذه التجربة عن العديد من الأمور التي أثرت سلباً في سير المنتخب.

• ألا توافقني الرأي على أن هناك لاعبين يستحقون اللعب مع المنتخب ولم يستدع منهم أحد؟

لدينا في الدوري السوري العديد من اللاعبين الجيدين الذين يستحقون أن يكونوا في عداد المنتخب، لكن كل مدرب ينتقي اللاعبين الذين يراهم مناسبين لخطة عمله وطريق اللعب التي يريدها، لذلك أعيد كلامي وبكل صراحة بأن هناك لاعبين يستحقون أن يكونوا مع المنتخب لكن يمكن ألا يتوافق هذا الأمر مع خطة عمل المدرب.

• هل صحيح أن غياب الإدارة الفنية هي سبب سوء النتائج في هذه التصفيات؟

أنا لست بصدد تقييم أي مدرب لكن أنا دائماً أقول رأيي بصراحة، في بعض الأحيان كان بالإمكان اتخاذ قرارات أفضل خلال المباريات، لو تم اتخاذ خطة بديلة في أوقات سابقة خلال فترة التحضير لكان المنتخب ظهر بصورة أفضل، لكن أعيد وأكرر أن الطمأنات المستمرة للمدرب من اتحاد السلة بأن كل شيء على ما يرام جعلت اتخاذ القرارات الفنية لا يتم على أرضية صحيحة للأسف وهذا الأمر انعكس سلباً على اللاعبين وأدائهم بأرض الملعب خلال مباريات التصفيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن