واشنطن تدعم المحسوبين على أنقرة و«سورية الديمقراطي» لتطهير ريف حلب الشمالي من داعش
| الوطن- وكالات
وسط تصاعد المؤشرات إلى اقتراب إنهاء سيطرة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية على الشريط الحدودي الممتد بين مدينتي جرابلس وإعزاز في ريف حلب الشمالي، يبدو وكأن واشنطن تدعم كلاً من «جيش سورية الديمقراطي» والمجموعات المسلحة المحسوبة على أنقرة لتطهيره ليس فقط من داعش بل أيضاً من «جبهة النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، وربما من «حركة أحرار الشام الإسلامية».
في غضون ذلك، نفى «جيش سورية الديمقراطي» الأنباء الواردة عن وجود قوات أميركية، في سدّ تشرين شرقي حلب، الذي حرره من تنظيم داعش مؤخراً. والأسبوع الماضي، توافد مسؤولون عسكريون غربيون كبار إلى أنقرة للبحث في سبل تطهير المنطقة الممتدة بين إعزاز وجرابلس من تنظيم داعش.
وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن القوات الأميركية بالتنسيق مع «جيش سورية الديمقراطي»، تستعد حالياً للهجوم على مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، وأكدت أنها رصدت قيام التنظيم بنقل آلياته والسجناء من المدينة ما يوحي أن سقوطها اقترب.
وتقع منبج غربي نهر الفرات. وقبل نحو عشرة أيام انتزع «جيش الثوار» ذو الأغلبية الكردية، إحدى القوى المشكلة لـ«جيش سورية الديمقراطي»، السيطرة على بلدتي تنب وكشعتار من المجموعات المسلحة القريبة من تركيا. وتقع هاتان القريتان غربي نهر الفرات، وهي قريبة من مدينة منبج.
وفي دليل على نيات واشنطن للقضاء على أي وجود للنصرة غربي نهر الفرات، أكدت «جبهة ثوار الرقة» قبل ثلاثة أيام أنها جزء من «جيش سورية الديمقراطي»، ودعت إلى «محاربة الإرهاب والتطرف المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة». على صعيد متصل، نفى الناطق الرسمي باسم «جيش سورية الديمقراطي» طلال السلو، وجود قوات أميركية في سد تشرين.
ونقلت «لجان التنسيق المحلية» المعارضة عما سمته «مصادر متطابقة» أن قوات أميركية هي التي تسيطر حالياً على سد تشرين، وتتخذ من المدينة السكنية غربي نهر الفرات مقرّاً لها، وليس «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، القوة الضاربة في تحالف «جيش سورية الديمقراطي».
وقال سلو لمواقع إلكترونية: «لا صحة لهذه الأنباء، وليس في سد تشرين أي قوات غير قوات سورية الديمقراطية، التي حررت السدّ ضمن الحملة الثانية لها في حربها على داعش»، وأضاف موضحاً: إن السد تم تسليمه لهيئة الطاقة في منطقة عين العرب»، لتبقى مهمة قواته تأمين الحماية للسدّ.
ومن جانبه، نفى شرفان درويش المتحدث باسم غرفة عمليات «ﺑﺮﻛﺎﻥ الفرات»، أحد مكونات «جيش سورية الديمقراطي»، سيطرة قوات أميركية على منطقة سد تشرين، وأكد أن «جيش سورية الديمقراطي» ﻫو ﺍﻟذﻲ حرر السد ﻭالمناطق القريبة منه، ﻭﻫو ﺍﻟذي يعمل ﻋﻠﻰ حمايتها ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ. وبالترافق، نفت الخارجية التركية عبور «وحدات حماية الشعب»، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، إلى الضفة الغربية لنهر الفرات، الذي سبق لأنقرة أن اعتبرته «خطاً أحمر» وحذرت موسكو وواشنطن من عواقب انتهاكه.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية تانجو بيلغيج، قوله: «نحن نعلم أن قوات حزب الاتحاد الديمقراطي موجودة بجوار سد تشرين، لكن المعلومات التي بحوزتنا تفيد أن القوات الموجودة على الضفة الغربية من السد تتشكل من العرب».
وأضاف بيلغيج خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قائلاً: إن «موقف تركيا فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي، وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب لم يتغير» في إشارة إلى النظرة التركية للحزب والوحدات التابعة له بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقوم بهجمات على منشآت ومؤسسات الدولة.
في المقابل، تحدثت مصادر من المعارضة السورية في تركيا عن اجتماع لمتزعمين من ميليشيا «الجيش الحر» من المقرر أن يكون قد عقد أمس، بحضور المعارض نواف البشير، في مدينة نزب التركية المواجهة لمناطق سيطرة تنظيم داعش شمال حلب.
وأوضحت المصادر، وفقاً لموقع «زمان الوصل» المعارض، أن الاجتماع يهدف إلى «تنسيق الجهود ضمن مشروع تدعمه أميركا، لانتزاع مدينتي منبج وجرابلس من داعش».
وسبق أن تحدث البشير عن تشكيل «الجبهة الشرقية»، التي يترأس أمانتها العامة، إلى جانب تشكيل «جيش القبائل» و«مجلس القبائل»، مهمتها بالدرجة الأولى قتال تنظيم داعش، وستكون نواة لجيش سورية المستقبل، و«إن وجدت قوات النظام فستتعامل معها».
وأضاف البشير في لقاء متلفز: «سوف نتوجه إلى ريف حلب الشرقي باتجاه منبج وجرابلس والرقة ثم دير الزور، وسيكون هناك نقاط ارتباط بالداخل من أجل قصف مواقع التنظيم، وسيكون أمام الجيش مهام شاقة للدخول إلى الأراضي التي كان يحتلها التنظيم بسرعة».