بكين: الرياض وطهران أطلقتا موجة مصالحة في الشرق الأوسط.. والأخيرة: اتفاقنا مع الرياض والجزائر على تفعيل اللجان المشتركة … رئيسي: القوى المعادية تثير الخلافات بين الدول الإسلامية عبر إراقة الدماء وصناعة التكفيريين
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن القوى الاستكبارية المعادية تحاول إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية، من خلال شن الحروب وإراقة الدماء وصناعة الجماعات التكفيرية، وفي حين أعلنت بكين أن الرياض وطهران أطلقتا موجة مصالحة في الشرق الأوسط، أوضحت الأخيرة الاتفاق مع السعودية على تفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين قريباً، بينما شددت إيران وماليزيا على ضرورة محاربة الإرهاب.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» عن رئيسي قوله في تصريح اليوم: «إن الاستكبار يظهر كل قوته، من خلال استخدام القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية، ويحاول جاهداً متابعة هيمنته الشمولية في العالم»، مشيراً إلى أن القوى المعادية استغلت الإعلام لإهانة المقدسات، وتقوم بعمل إعلامي مكثف لإثارة الخلافات، وإضعاف قوة الدول الإسلامية.
ولفت رئيسي إلى أن «العدو يسعى لشن حرب هجينة في الاقتصاد والثقافة والإعلام والهيمنة على المجتمع، وإبقائه في الجهل والفقر»، مشدداً على أن الواجب هو مواجهة هذه الحرب بكل الوسائل وتحصين المجتمعات للصمود في وجهها.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس، أن السعودية وإيران أطلقتا موجة مصالحة في الشرق الأوسط، بعد أن قررتا تطبيع العلاقات بينهما.
وحسب «سبوتنيك»، قال وانغ خلال الاتصال: «بعد الحوار بين إيران والسعودية في بكين، واصل الجانبان اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات، بما يسهم في تشكيل موجة مصالحة في الشرق الأوسط»، وفقاً لما أوردته وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف وانغ: إن الصين تثمن القرار الصائب من جانب إيران في هذا الصدد، مشدداً على أن بكين ستواصل دعم دول الشرق الأوسط في إيجاد مسارات تنموية تناسب ظروفها الوطنية، لتعزيز التعاون والحوار.
بدوره، قال عبد اللهيان خلال المحادثة الهاتفية: إن إيران تولي أهمية كبيرة لتطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، معرباً عن أمله في الحفاظ على التواصل رفيع المستوى بين البلدين، وتعميق التعاون بين طهران وبكين في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، وكذلك التعاون في الشؤون الإقليمية والدولية.
ووجه عبد اللهيان الشكر للصين على وساطتها في عملية تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية، مشيداً بدور بكين في هذا الصدد.
من جهة ثانية، أكد عبد اللهيان ونظيره الماليزي زامبري عبد القدير تطابق وجهات النظر بين بلديهما حيال ضرورة دعم الشعب الفلسطيني ومحاربة الإرهاب.
وقال عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الماليزي في العاصمة الإيرانية طهران أمس: «بحثنا في اللقاء بعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في سورية وفلسطين، والحرب في أوكرانيا والتطورات في أفغانستان»، مضيفاً: إن «منطقة غرب آسيا تمر بصفحة جديدة من العلاقات ويركز قادة المنطقة بشكل أكبر على توفير الأمن بشكل مشترك».
وحذّر عبد اللهيان حكومتي السويد والدنمارك من استمرار الإساءة للقرآن الكريم، معتبراً أن العالم الإسلامي لن يصمت طويلاً أمام هذه الإساءات.
من جانبه قال عبد القدير: إن زيارته لطهران هي خطوة إيجابية من جانب ماليزيا لتعزيز العلاقات مع إيران، وتظهر التزام حكومتها بتعزيز العلاقات مع جميع الدول الإسلامية، مضيفاً إنه تمت مناقشة تطوير العلاقات الثنائية القائمة وإمكانات التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى البحث في قضايا إقليمية ودولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية والإسلاموفوبيا.
في سياق متصل، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري إبراهيم بوغالي بعد مباحثاتهما في طهران: إن من النقاط المهمة التي تم التأكيد عليها في هذا اللقاء تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية.
وأضاف: إن أحد أهم محاور المحادثات التي أجراها الطرفان كان موضوع تنشيط اللجنة الاقتصادية الذي أكد عليه وزير الخارجية الجزائري خلال زيارته إلى طهران، حيث سيتم تفعيل هذه اللجنة في أسرع وقت ممكن ليتسنى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
بدوره أوضح بوغالي أن الجزائر ترغب بتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة ومن بينها إيران الإسلامية «التي تحترمها الجزائر بشكل كبير للغاية»، مؤكداً أن الهدف من زيارته توحيد جهود البلدين في التعاون الإقليمي والدولي، ومعرباً عن أمله بأن تؤدي زيارات لجان الصداقة بين الجانبين إلى تعزيز العلاقات بين كلا الطرفين.
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي الأسبوعي حسب «تسنيم» أنه تمت خلال زيارة عبد اللهيان إلى السعودية قبل أيام مناقشة القضايا التجارية وإعادة تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، والقضايا الجمركية والتهرب الضريبي. وتقرر تفعيل اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجانبين في أسرع وقت ممكن.
وبشأن موضوع المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قال كنعاني: إن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة جرت في نطاق المحادثات التي تم تحديدها، منها محادثات تبادل السجناء والإفراج عن المعتقلين الإيرانيين من السجون الأميركية. والإفراج عن الأصول والممتلكات الإيرانية المجمدة.
وأكد أنه لا توجد خطط لإجراء محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أو في أي مكان آخر.