سورية

في إطار مشروع التقرب من الغرب … الجولاني يواصل «التخلص من غير السوريين» ويعتقل القحطاني

| وكالات

اعتبرت مصادر «جهادية» أن اعتقال متزعم ما يسمى «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني، للرجل الثاني في التنظيم المدعو أبو ماريا القحطاني، يأتي في إطار مشروع الجولاني «التخلص من غير السوريين في جماعته»، والذي يهدف إلى «شرعنة الهيئة وتحويلها من فصيل جهادي إلى جماعة إسلامية معارضة مقبولة من الغرب».
وذكرت تقارير إعلامية أنه بعد حملة شنّها الجولاني، على قياديين وأمنيين وشرعيين في تنظيمه بتهمة العمالة لـ«التحالف الدولي» المزعوم لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، جاء توجيه التهمة نفسها إلى الرجل الثاني في «الهيئة» أبو ماريا القحطاني العراقي الجنسية، وسط أنباء متضاربة عن مصيره بين تأكيدات معارضي الجولاني أنه موضوع في الوقت الحالي في السجن، ونفي «الهيئة» عبر بيان ذكرت فيه أن الرجل يخضع للتحقيق لا أكثر بعد تقاطع إفادات المقبوض عليهم في وقت سابق حول العمالة لـ«التحالف»، بتورّطه في بعض القضايا.
وأشارت التقارير إلى أن بيان «النصرة» ذكر أن توقيف القحطاني جاء بعد أن توصّلت لجنة خاصة تم تشكيلها إلى أنه «أخطأ في إدارة تواصلاته من دون استئذان واعتبار لحساسية موقعه»، ليجري تجميد صلاحياته ومهامه.
ويُعتبر القحطاني حسب التقارير «الصندوق الأسود» الذي يحفظ جميع أسرار «النصرة» وزعيمها، كما يُعتبر مهندس الاتصالات بالنسبة إلى علاقات التنظيم الخارجية.
ونقلت التقارير عن مصادر «جهادية» أن اعتقال القحطاني كان أمراً مدبراً من الجولاني في إطار مشروع «التخلص من غير السوريين في جماعته»، والذي يهدف في محصلته إلى «شرعنة الهيئة وتحويلها من فصيل جهادي إلى جماعة إسلامية معارضة مقبولة من الغرب»، خصوصاً أن «النصرة» وثّقت خلال السنوات القليلة الماضية علاقتها بـ«التحالف»، وقدمت لأميركا مجموعة كبيرة من المعلومات المتعلقة بجماعات «جهادية» منافسة، وبعض قياديي تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضحت المصادر أن الاتصالات التي أجراها القحطاني مع «التحالف» كان الجولاني على اطلاع كامل عليها، ما يعني أن الأخير يحاول عبر اعتقاله تحميله مسؤولية هذا التواصل، خصوصاً أن بعض الاجتماعات التي تمّت بين «النصرة» ومسؤولين في «التحالف» ناقشت إمكانية نقل مسلحين من إدلب إلى منطقة «التنف» المحتلة من قبل القوات الأميركية، وهي نقطة أبدت أنقرة، وفق المصادر، معارضتها الشديدة لها، الأمر الذي وضع الجولاني أمام اختبار صعب، في ظل السيطرة المطلقة لتركيا على مناطق انتشار «النصرة».
وأوضحت التقارير أن ما قام به الجولاني من انقلاب على «رفاق دربه» يُعتبر أمراً معتاداً، وأنه يخوض في انقلابه الأخير على القحطاني وفق ما اعتبرته مصادر «جهادية» بمثابة «مغامرة قد تكون الأخيرة»، في ظل العلاقات الواسعة التي يملكها القحطاني، سواء في مناطق نفوذ «النصرة» أم مع جهات خارجية، ما يُنذر بآثار عميقة على بنية التنظيم، وهو أمر يعرفه الجولاني جيداً، وأضافت التقارير: رغم ذلك قرّر خوض تلك المغامرة في ظل «عدم وجود مساحات أخرى للمناورة»، وهو ما يبرر سعيه للتخلص من أحد أكبر القياديين الذين قد يشكلون خطراً على تفرده في حكم جماعته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن