الجيش أسقط ثلاث طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية في ريفي إدلب وحماة … «الحربي الروسي» يدمر ورشة تذخير مسيرات لـ«النصرة» ويقتل 9 ويصيب 7 من مسلحيه

للدلالة على امتلاكه زمام المبادرة جواً وتأكيد حضوره الدائم على امتداد مسرح العمليات القتالية، شن الطيران الحربي الروسي بعد منتصف ليل الإثنين ٣ غارات جوية دمرت إحداها ورشة لتذخير طائرات «درون» عائدة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غربي مدينة إدلب، وهو الاستهداف الرابع للتنظيم في هذا المجال خلال شهر واحد.

وبدا واضحاً أن الحضور اللافت لسلاح الجو الروسي في سماء المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون وتنفيذه غارات متتالية تحيّد قدرتهم على تطوير طائرات مسيّرة، رسالة مزدوجة توجه الأولى منها إلى إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي باتت تنحو باتجاه الافتراق مع الكرملين في مسائل وقضايا لم تكن خلافية بينهما قبل الحرب الأوكرانية، على حين توجه الرسالة الثانية المبطنة إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من مغبة المساس بخطوط تماس خريطة السيطرة الحالية في الشرق السوري، على خلفية التحشيدات العسكرية الأخيرة للاحتلال الأميركي في المنطقة.

مصادر محلية في الريف الغربي القريب من مدينة إدلب، أكدت أن الطائرات المسيّرة التابعة لسلاح الجو الروسي لا تغادر سماء المنطقة لرصد أي تحركات فيها من إرهابيي ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة»، بعدما استقطبت المنطقة متزعمي التنظيم وغدت موئلاً لممارسة نشاطاته وتطوير قدراته القتالية مع ذيوع ورش تصنيع وتذخير الطائرات من دون طيار ومستودعات الذخيرة والأسلحة فيها.

وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن المعلومات تفيد بأن المسيّرات الروسية رصدت العديد من الآليات العسكرية التابعة لـ«النصرة»، على متنها معدات وذخائر عسكرية وصناديق يعتقد أنها تحوي طائرات مسيرة، دخلت من معبر باب الهوى إلى أحد مستودعات مدينة سرمدا القريبة منه قبل أن تتوجه في اليوم التالي إلى الجهة الغربية من مدينة إدلب.

وأضافت المصادر: على الفور، وبعد تحديد المقر الذي يتبع لما يسمى «لواء علي» ونقلت إليه المعدات والصناديق داخل بناء حديث يقع داخل منطقة كثيفة الأشجار بالقرب من تل الرمان على طريق عين شيت عند مفرق بلدة كورين في الجهة الجنوبية الغربية من إدلب، شنت المقاتلات الروسية ٤ غارات وبصواريخ شديدة الانفجار أتت على المبنى بشكل كامل بمن فيه، مع تدمير سيارات عسكرية في محيط المبنى.

وأشارت إلى أن «القوة الأمنية» لـ«النصرة» فرضت طوقاً محكماً حول المبنى المستهدف ومنعت وصول سوى سيارات الإسعاف إلى المنطقة، التي شهدت حملة اعتقالات طالت أشخاص اتهموا بتعاملهم مع الجيش العربي السوري، ومنهم أصحاب منشآت سياحية كالمسابح الرائجة في المنطقة.

ولفتت إلى أن غارات سلاح الجو الروسي دمرت مقراً آخر للتنظيم بالقرب من أحد المسابح، يتوقع أن يضم أحد متزعميه المهمين من الجنسية الشيشانية، مع مرافقين اثنين و٣ حراس للمقر قتلوا جميعاً في الغارة.

في مدينة إدلب، بين مصدر طبي داخل المشفى الوطني لـ«الوطن» أن عدد مسلحي التنظيم الذين لقوا حتفهم في الضربات الجوية الروسية، ارتفع ظهر أمس إلى ٩ قتلى بعد وفاة أحد المصابين الذين نقلوا بسيارات الإسعاف إلى المشفى، وتوقع زيادة عدد القتلى لوجود حالات حرجة إصاباتها بالغة من بين ٧ جرحى.

يذكر أن المقاتلات الروسية نفذت غارات مماثلة في المنطقة المحاذية لمدينة إدلب من جهة الغرب في ٥ الشهر الجاري طالت إحداها مستودع ذخائر وورشة لتذخير المسيّرات تابعة لـ«النصرة»، كما قتلت وجرحت أكثر من ٥٠ إرهابياً من التنظيم في استهدافين آخرين في ٢٠ و٢٥ الشهر الماضي، على التوالي، وفي المنطقة ذاتها، بعد أن كثفت غاراتها عقب اجتماع «أستانا» الأخير في العاصمة الكازاخية بنسخته العشرين، ما يدل بشكل جلي على إصرار موسكو على محاربة التنظيم والتأكيد على موقف دمشق الداعي إلى محاربة جميع التنظيمات الإرهابية التي تدعمها أنقرة وتحركها لتصعيد الموقف في منطقة «خفض التصعيد».

وعلى خطٍّ موازٍ أسقطت وحدات من الجيش العربي السوري ثلاث طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية حاولت الاعتداء على القرى والبلدات الآمنة في ريفي إدلب وحماة.

وقالت وزارة الدفاع في صفحتها على موقع «فيسبوك» أمس: «بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة لتحركات التنظيمات الإرهابية ومحاولاتها المتكررة الاعتداء على المدنيين الآمنين وممتلكاتهم، تمكنت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه ريفي إدلب وحماة من إسقاط ثلاث طائرات مسيرة مزودة بالذخائر المتفجرة حاولت الاعتداء على القرى والبلدات المحيطة الآمنة».

وفي البادية الشرقية، واصلت وحدات الجيش تمشيطها قطاعات باديتي حمص الشرقية ودير الزور الغربية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي.

وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش يكيد الدواعش خسائر فادحة خلال تقدمه بالقطاعات التي يمشطها منهم.