فرقة «منفردو دمشق» تحيي أمسية غنائية في موسكو … الجمهور الروسي أصر على بقاء الموسيقيين السوريين أطول فترة ممكنة وأهداهم الورود
| الوطن
أحيت فرقة «منفردو دمشق» أمس الأول في العاصمة الروسية موسكو أمسية موسيقية غنائية مكرسة لتعريف الجمهور الروسي بالموسيقا السريانية الكنسية وتاريخها العريق في سورية بحضور سفير سورية لدى روسيا الاتحادية الدكتور بشار الجعفري.
وبدعوة من المنظمين الروس للمهرجان الموسيقي الدولي السابع عشر، قدّمت الفرقة على خشبة قاعة رحمانينوف العريقة في كونسرفاتوار موسكو الذي يحمل اسم بيوتر تشايكوفسكي مجموعة من الألحان والأناشيد والتراتيل والأغاني الكنسية السورية باللغتين العربية والسريانية بإشراف الأكاديمي أندريه مقدسي وقيادة المايسترو ميساك باغبودريان.
وفي ظل حضور مميز للجمهور الروسي الذواق للموسيقا حيث بيعت البطاقات بصورة كاملة مسبقاً ولم يكن هناك أي مقعد شاغر في القاعة الكبيرة للكونسرفاتوار، قابل الحضور فقرات الحفل بهتافات الإعجاب والتصفيق المتواصل.
19 قطعة موسيقية
وتضمن برنامج الأمسية 19 قطعة موسيقية وغنائية تحاكي مراحل مختلفة من تطور الطقوس السريانية المتنوعة، ومنها مجموعة من التراتيل والألحان الفلوكلورية وأغان كنسية كان من بينها سماعي نوخريو «الغريب» وأناشيد أخرى، لتكمل المغنية سناء بركات تراتيلها بـ«المسيح ولد في بيت لحم» وطقوس الإيمان وغيرها باللغة السريانية، بينما قدّم المغني ميشيل سنونو طقس «السلام عليكِ يا مريم» و«طوبى لكِ يا بتول» وأناشيد سريانية أخرى ليختتم الحفل بلحن الصلاة الربانية «أبانا الذي في السموات» بلغة السيد المسيح.
في ظل السلام
وفي ختام الأمسية قال أندريه مقدسي من على خشبة القاعة: «إننا جئنا من سورية بلد الحب والسلام لنشارككم فننا وتاريخنا وحبنا ونشكركم على هذا الاستقبال الرائع، وكما نعرف وتعرفون فإن أواصر الصداقة والأخوة تجمع بين سورية وروسيا على مر القرون».
وأضاف: «إن السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد أبديا الاهتمام والمساعدة في إحياء فرقتنا لهذه الأمسية لديكم هنا».
ووجه شكره لوزارتي الثقافة في سورية وروسيا وللسفارة السورية في موسكو والسفارة الروسية في دمشق، ولكل من ساهم في إنجاح هذا العمل، داعياً الجميع للصلاة والدعاء، كل بلغته، ومعتقداته كي تعيش سورية الحبيبة وروسيا الحبيبة في ظل السلام.
أناس طيبون
لودميلا يفغينفنا المسؤولة عن قاعة رحمانينوف في كونسرفاتوار موسكو قالت: كان لدينا حفل للموسيقا المسيحية في سورية، وكان حفلاً رائعاً استحوذ على مشاعرنا، وأثار إعجاب الحضور في القاعة الذين استمعوا إلى هذه الموسيقا بكل دفء وحنان واستمتعوا بألحانها التي مست شغاف القلوب لأنها موسيقا رائعة بالفعل وتنم عن أن أصحابها أناس طيبون، وقد أصر الجمهور على بقاء الموسيقيين السوريين على خشبة القاعة لأطول فترة ممكنة وطالب بتكرار أدائهم وأهداهم الورود تعبيراً عن الإعجاب بهم والامتنان لهم، مضيفة: إنني سعيدة جداً لأن هذه الفرقة أحيت أمسيتها لدينا وكلي رغبة في أن تأتي إلينا مرة أخرى، وشكراً لجميع أفرادها».
تجربة جديدة
بدورها قالت يوليا العاملة في الكونسرفاتوار والتي تولت تقديم فقرات الحفل: إن الموسيقيين السوريين أغنوا خبرتنا وكان أداؤهم الرائع تجربة جديدة بالنسبة لنا وكانت هذه المرة الأولى التي نستمع فيها إلى الموسيقا المسيحية من سورية، خاصة أن أغلبية سكان روسيا يعتنقون المسيحية الأرثوذكسية الشرقية. وعلى الرغم من أن الأناشيد والتراتيل التي سمعناها كانت باللغتين العربية والسريانية إلا أنها أثارت مشاعرنا الروحية والقلبية بغض النظر عن اللغة، وكانت مفهومة لنا لأن لغة الموسيقا تخاطب الوعي من دون ترجمة. لقد أعجبتني هذه الحفلة كما أعجبت الجمهور الذي ملأ القاعة عن بكرة أبيها ونأمل في أن تتكرر مثل هذه الحفلات في قاعتنا.