اتجاهات القضايا العالمية الكبرى في 2016

| د. قحطان السيوفي

يُشير التاريخ السياسي المعاصر؛ إلى أن الأحداث التي تميز أي عام تميل لتكون مفاجآت كبيرة، وانقطاعات مُفاجئة تسمى (المجهول غير المعروف).
في عام 2015 انتشر الإرهاب الذي يرعاه، بشكل مباشر وغير مباشر، الغرب الأميركي الأوروبي وبدعم من حلفائهم الإقليميين في الشرق الأوسط….
عام 2016 مُرشح ليشهد أحداثاً وقضايا كبرى؛ نسلط الضوء على بعض منها:

الانتخابات الرئاسية الأميركية
المجتمع الأميركي يشعر اليوم بمرارة الانقسام أكثر مما كان عليه مع بداية ولاية أوباما الذي أخفق بوعده في علاج جو الانقسام الذي ستجري فيه الانتخابات الرئاسية، والتي ستكون انتخابات مُسَلية – والأكثر كرها وبغضا في الذاكرة. سيسخر من هيلاري كلينتون منافسها الجمهوري (تيد كروز)، لعيوب شخصيتها وضعفها…
وهناك شريحة كبيرة من الناخبين ستحمل اسم كلينتون كشعار لكل ما هو مختل – وفاسد – في أميركا اليوم ( كما جاء في الفاينانشال تايمز 3/1/2016)، سوف يكون المرشح (كروز) بعيداً ؛عن الوصول إلى البيت الأبيض، ويرُجحِ خسارة المرشح (دونالد ترامب). حيث يُشير التاريخ إلى أن المرشحين مثل ترامب دائماً يتحطّمون ويتلاشون…
على ضوء المؤشرات يرُجح المراقبون فوز السيدة (كلينتون) بأغلبية… لأنها في رأيهم شخصية تفضّلها المؤسسة الأميركية، واللوبي الصهيوني…

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي يواجه مشاكل صعبة عام 2016 ؛ متاعب اقتصادية، وانقسامات.. ستستمر في عام 2016 العوامل الموضوعية التي تدفع تدفّق اللاجئين – الحرب في الشرق الأوسط، والأمل بحياة أفضل في أوروبا… لا توجد إستراتيجية فعّالة لأزمة اللاجئين، ومع استمرار تدفّقهم، فإن العواقب السياسية ستكون وخيمة… خاصة مع التهديد بإلغاء الفيزا الموحدة (شنغن).
من المرجح أن يشهد عام 2016 نهاية فترة حكم المستشارة الألمانية (ميركل) كمستشارة. وهناك تحد من داخل حزبها، ما يجعل موقفها صعباً…

بريكس عام 2016
الصين ستستمر في تصديها للهيمنة الأميركية في المحيط الهادي… كما ستستمر في نموها الاقتصادي عام 2016 عبر فائض تجاري، واحتياطيات ضخمة من النقد الأجنبي، والسعي لجعل الريمينبي عملة عالمية، مع إجراء تخفيضات على قيمة عملتها ؛ لتعزيز قدرتها على المنافسة ودعم صادراتها… التي تشكل أحد دعائم النمو الاقتصادي.. إضافة إلى زيادة الاستهلاك الداخلي…
على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها روسيا ؛ العقوبات الاقتصادية الأميركية الأوروبية، وتخفيض أسعار النفط الخام… وآخرها الحرب الأميركية بالوكالة من تركيا مثلاً… فإن روسيا ستستمر في 2016 بمواقفها القوية، وسيزداد التألق السياسي الروسي على الساحة الدولية؛ في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعوب وإحلال السلام العادل… وفي محاربة الإرهاب… وكشف داعميه.

الإرهاب
إن ظهور التنظيمات الإرهابية في العراق وسورية جعل الإرهاب معضلة إقليمية ودولية ويتصدر لائحة الأخطار… وأدت سنوات ما سمي (الربيع العربي) الأسود المدعوم من أميركا وحلفائها… إلى نشر الفوضى الأميركية.. والإرهاب.
الإرهاب سيتعرض لهزائم عسكرية عام 2016، في العراق وسورية.
وبالرغم من إرادة المجتمع الدولي بمحاربة الإرهاب… إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها غير جادين ويقومون بإجراءات استعراضية دعائية غير فعالة… في محاولة لإطالة عمر الإرهاب. بينما تحارب سورية وحلفاؤها الإرهاب بقوة وحزم…
بالمقابل تؤكد الوقائع أن الإرهاب ارتد وسيرتد على داعميه كأحداث باريس وكاليفورنيا الإرهابية الأخيرة وما شهدته الأيام الأولى من عام 2016 من تهديدات في ميونيخ وأمستردام… وسيستمر هذا التهديد.

الوضع الإقليمي
بدايات السنة توحي أننا نتجه إلى وضع إقليمي أكثر تعقيداً. هذا ما كشفته إجراءات حكام السعودية لتأجيج الصراع المذهبي تنفيذا للمشروع الأميركي الإسرائيلي ؛ بتنفيذ إعدامات لعلماء ورجال دين… ما صعد الأزمة. وينذر بتعميق خيار المواجهة… كانت السنة الماضية صعبة للغاية. بدايات عام 2016 توحي بأننا نتجه إلى ما هو أصعب… بالمقابل الدولة السورية صامدة، قوية برموزها ومؤسساتها؛ تحارب الإرهاب بالتعاون مع الحلفاء وستساهم المشاركة العسكرية الروسية في قلب المعادلة وتسريع عمليات دحر الإرهاب في سورية واستئصال جذوره في عام 2016… وقد ورد في الفاينانشال تايمز 3/1/2016 أن ( الرئيس بشار الأسد سوف يبقى على مقعده في السلطة بدمشق).
أخيراً فإن بعض الأحداث الجغرافية السياسية والاقتصادية المهمة… قد تكون أموراً لا يتحدث عن بعضها النقّاد والسياسيون.