ثقافة وفن

الأمل موجود في كل فرد ويجب التأكيد عليه في اللوحة … النبواني لـ«االوطن»: أعتمد المدرسة الواقعية لأنها بسيطة وقريبة إلى الواقع ويفهمها الجميع

| مصعب أيوب

الرسم وسيلة فنية تتيح إنشاء أعمال جميلة وتساعد الفنانين في التعبير عن أفكارهم من خلال اللون والشكل والخط والريشة، وهي من أهم الطرق التي يعبر عن طريقها أحدنا عما يجول في خلده ويستطيع بوساطتها دخول قلب الصغير والكبير ولاسيما إذا ما انتشر هذا الفن على نطاق واسع وفاح عطره في كل مكان، ومن أجل ذلك فقد حلت الفنانة ثناء النبواني ضيفة للمرة الأولى على اتحاد الفنانين التشكيليين ضمن صالة الشعب لافتتاح معرضها الأول «أمل» في دمشق، لتقدم لعشاق الفن وذواقيه تحفاً فنيةً متفردة تغوص في عالم الطفل والمرأة والشجر والسماء وكل ما هو حي، مجسدةً صوراً أقرب ما تكون إلى الواقع، فجعلت الزوار لا يحولون أعينهم عن تلك اللوحات التي كانت مريحة للعين ومبهجة للقلب.

الأمل وسيلة النجاة

وعن أهمية المعرض ومناسبته أفاد رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين عرفان أبو الشامات في تصريح خاص لـ«الوطن» بأن الأمل موجود في كل فرد فينا ولا بد لنا من التحلي به دائماً فهو فسحتنا للخلاص، ولا بد من التركيز عليه والتأكيد على أهميته وهو ما وجدناه جلياً في لوحات النبواني، حيث بدت لوحاتها تخبر بما تحمل من بهجة وسرور ودافع للبقاء والأمل الثابت بالوصول إلى المجد المنشود.

وأكد أبو الشامات أن مستوى اللوحات جيد، وحظيت بقبول جميع الزوار حيث حققت النبواني التنوع في المواضيع لأنها صورت المرأة والطبيعة والرجل، مشيراً إلى أن مستقبلاً باهراً بانتظارها وبانتظار فنانين موهوبين مثلها ولا بد من استمرار هذا النشاط.

وركز أبو الشامات أن الصالة تتيح للفنانين التشكيليين عرض لوحاتهم بطريقة مجانية في الوقت الذي تكون فيه كلفة العرض في الصالات الخاصة مرتفعة جداً وتحمل الفنان جميع التحضيرات، على حين أن الاتحاد يقدم جميع التسهيلات والخدمات.

ألوان تبعث الفرح

من جانبها الفنانة ثناء النبواني أوضحت أن هذا المعرض الفردي الثالث لها والأول في دمشق وهو نتاج ثلاث سنوات نقلت من خلالها بعض الصور وما تشاهده بعينيها بطريقة متنوعة بمواضيعها، وتتبع للمدرسة الواقعية المفهومة والبسيطة ولا تحتاج إلى متلق متعمق في الفن وأشكاله ومدارسه ورواده حتى يتمكن من فهمها والانغماس فيها، ولا إلى كثير من التوضيح والشرح، وبينت النبواني أن الزائر سيلحظ بعض الاختلاف في اللوحات، ولاسيما أن هناك تطويراً وتقدماً بالخبرة مع الوقت، كما امتد تصميم هذه اللوحات على مدار 3 سنوات، فالمتلقي لاحظ التطوير في الألوان والشكل والبورتريه وكل تفصيلات اللوحة، وقد تعمدت في لوحات كثيرة أن تضفي نوعاً من الحالة التعبيرية على اللوحة.

وأشارت النبواني إلى أنها تفضل استخدام الألوان البسيطة التي تبث الفرح والأمل، حيث إن مهمة العمل الفني تحريك المشاعر واستنباط العواطف من أجل إيصال البهجة التي نحن بحاجتها بشدة في ظل هذه الظروف التي نعيشها.

كما تابعت النبواني: إن الطريقة الواقعية التي اعتمدتها قريبة إلى الأذهان والوجدان ويمكن حتى للأطفال فهمها والتعايش معها وحتى في أحيان كثيرة يقوم بعضهم بكشف بعض الأغلاط في لوحة ما أو بأخرى.

تميز وتفرد

الفنان بشير بشير أكد أن الفنانة ثناء النبواني مجتهدة وشغوفة بفن الرسم وتطور مهاراتها بشكل دوري، فتركز على الحالة البصرية والتوزيع اللوني والكتلة والفراغ، وبالتالي فقد أثبتت كفاءتها وجدارتها في هذا الميدان، ويمكننا أن نجد عدة فنانين في لوحة واحدة وهو ما يوحي بالقوة الإبداعية التي تمتلكها، ومرونتها في التنقل من مدرسة إلى أخرى على الرغم من أن رحلتها مع الفن ليست بالبعيدة، وهو ما يشير إلى أن الفن لا يرتبط بتاريخ معين أو بالقدم عبر السنين أو التحصيل العلمي وإنما هو حالة تظهر للعلن وتمارس بالطريقة الأمثل، فهي متميزة وفريدة حيث يمكن للفنان أن يصنع نفسه بنفسه ويحجز لنفسه مكانة مرموقة باجتهاده وتقنياته ومهاراته وبتعامله مع الآخرين.

وأشار إلى أن النبواني رغم الظروف العصيبة فإنها مؤمنة بقدرة الفن على النهوض بعزيمة المتلقي وتسعى دائماً لتطوير تقنياتها، فهي مستمرة في العمل والإبداع وهو ما يبين لنا أن سورية أرض الإبداع والمبدعين.

وأشار بشير إلى أن الواقعية تطغى على اللوحات بطريقة عالية إضافة إلى بعض الحالات التجريدية والتعبيرية، ولأن الواقعية بسيطة ومفهومة فقد تضمنت اللوحات كل الأنواع كالبورترية والطبيعة الصامتة والخراب والخيول والمرأة ووظفتها بطريقة صحيحة.

المعرض يضم 40 لوحة وهو مستمر لغاية 24 آب الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن