رياضة

التعاطي الأخرق

| بسام جميدة

كيف يمكن لرياضتنا أن تكون في حال أفضل مما هي عليه مادام السواد الأعظم من الجماهير يتعاطون معها بهذه الطريقة، يصفقون لأي منجز آني على أنه إنجاز عظيم وفتح مبين، ومع كل خيبة تبدأ حفلة الجلد والنقد واللوم بطريقة عشوائية…!

إن كنا نجد الأعذار لهذه الجمهور الواسع والمحب للرياضة على أنه يبحث عن نافذة يطل منها على أي فرح وإن كان عابراً، ويجد في أي خيبة فسحة واسعة للتعبير عن الخذلان الذي يعاني منه بعد أن أتاحت له وسائل التواصل الفرصة كاملة للتعبير والجدل البيزنطي، فإن هذا الجمهور ليس المطلوب منه سوى العقلانية في التعاطي مع الواقع دون الانجرار وراء العاطفة والتعبير عن ثقافته ومعرفته بالواقع، وليست مهمته رسم الخطط والإستراتيجيات ولا التطوير أو البحث عن حلول، فهو لا يملك من الأمر سوى الفرجة والكلام.

اللوم الأكبر يقع في هذه المسألة على من بيدهم الحل والربط عندما يتعاملون مع هذا الواقع مثلما تتعامل به الجماهير ويضعون أنفسهم في موقف المتفرج، بل أقل من ذلك عندما لا يهتز لأحدهم جفن وهو يرى الفشل الذريع الذي أصاب مختلف الرياضات، بل يخرج مبرراً ما يحدث بطريقة باردة جداً ولا تنم عن تحمل المسؤولية.

أصحاب الحل والربط في رياضتنا يبدو أنهم لا يملكون الرؤية الكافية ولا الحلول الشافية لمعالجة الفشل المزمن لألعابنا التي تئن تحت وطأة العقليات العقيمة في التعامل مع الواقع المرير.

هذا الكلام مضى عليه عقود من الزمن، وإذا كان أصحاب الحل والربط يظنون أن مهمتهم فقط هي متابعة الفشل وحضور الاجتماعات والخروج منها دون نتائج، فإن المسؤولين في الاتحادات والأندية لن يكلفوا خاطرهم بأكثر من ذلك.

الموضوع يحتاج لمن يرسم إستراتيجية عامة للرياضة ويفرضها على جميع الاتحادات لتنفيذها ومراقبة سير التنفيذ بدقة وأمانة بدءاً من القواعد وليس من الأعلى، كل العالم يبدأ البناء والتطوير من الأسفل وضمن رؤية تمتد لسنوات، إلا عندنا فالصلاة على الحاضر فقط، على مبدأ «عش ليومك وكأنك تموت غداً».

لن نورد أمثلة على ذلك، فكل شيء واضح للعيان، ووحدهم أصحاب الحل والربط لديهم نظرة مغايرة وأسلوب متفرد وطموحات وأهداف بعيدة عما نطالب به من حلول مستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن