غالون زيت الزيتون تجاوز المليون ليرة في اللاذقية … رئيس دائرة الأشجار المثمرة لـ«الوطن»: السعر عادي ولكن القدرة الشرائية ضعيفة
| اللاذقية - عبير محمود
يستعر سعر زيت الزيتون في اللاذقية لحد تجاوز فيه الليتر حد الـ50 ألف ليرة للمرة الأولى في المحافظة، ما جعل المادة تغلي بشكل كبير مع وصول سعر الغالون «20 ليتراً» لمبلغ يتراوح بين 1 مليون و1.2 مليون ليرة!
ويستغرب مواطنون من أن يصل سعر ليتر أو كيلو الزيت إلى هذه الأرقام في ظل موسم كان غير مسبوق وفقاً لتصريحات المسؤولين العام الماضي، ما يعني أن الإنتاج الوفير يجب أن يقابله وفرة في المادة وبالتالي أسعار معقولة وليس التي نشهدها في الفترة الحالية.
وطالبَ أهال من محافظة اللاذقية بأن يكون زيت الزيتون مادة مدعومة لمحصول إستراتيجي وعدم السماح باحتكارها من التجار أو حتى مزارعين ممن يقومون بتخزين المادة للتحكم بسعرها في نهاية الموسم، ما يجعلها مفقودة على موائد ذوي الدخل المحدود بشكل خاص.
وبالعودة إلى مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا أكد لـ«الوطن»، أن التقدير الأولي لإنتاج الزيتون في محافظة اللاذقية لموسم 2023 يقرب من 45 ألف طن، قائلاً إن هذه السنة تُعتبر «سنة معاومة» نظراً لطبيعة الحمل الغزير بموسم 2022 الذي وصل إلى 25200 طن بمتوسط 25 كيلو غراماً للشجرة الواحدة (وهي كميات غير مسبوقة).
والمعاومة تعني أن بعض الأشجار المثمرة تنتج محصولاً أكبر من الحد الوسطي في عام واحد، مقابل محصول أدنى من المتوسط في العام الذي يليه، وبيّن دوبا أن مردود الشجرة لهذا الموسم متوسط ولا يتجاوز 5 كيلو غرامات بأحسن الأحوال.
وأردف إن السبب بالدرجة الأولى يعود إلى المعاومة والأساس فيها قلة عمليات الخدمة وخاصة الحراثة والتسميد والتقليم يضاف إليها عدم توزع الأمطار خلال موسم تحريض البراعم النائمة الذي يحتاج لساعات برودة أكثر من 400 ساعة ورطوبة أرضية تتوفر من الأمطار الموزعة بشكل جيد عادة، ولكن هذا العام قلة الأمطار وعدم توزعها بشكل جيد وفترات ارتفاع الحرارة في شهري كانون الأول وكانون الثاني أثرا بشكل سلبي نسبياً في عملية العقد والإزهار إضافة إلى أن خدمة الشجر ضعيفة نسبياً حتى إنه من المتوقع أن تكون نسبة القطعية قليلة نظراً للظروف الحالية من ارتفاع حرارة شديد وما يسببه من إجهاد للشجرة بشكل عام.
فيما يخص إنتاج الزيتون، أشار دوبا إلى أنه يتوزع في المناطق الأربع، اللاذقية، 11774 طن بمردود للشجرة الواحدة 5 كيلو غرامات، منطقة الحفة، 5637 طناً، 4 كيلو غرامات للشجرة، منطقة جبلة 17629 طناً، 5 كيلو غرامات للشجرة، وفي منطقة القرداحة 10092 طناً بمعدل 4 كيلو غرامات للشجرة الواحدة.
وذكر أن منطقة جبلة تُعتبر الأولى بالنسبة للمساحة والعدد، بمعدل 3.8 ملايين شجرة تليها اللاذقية 2.6 مليون شجرة، ثم القرداحة 2.4 مليون شجرة، والحفة 1.6 مليون شجرة، بمجموع عدد الأشجار الكلي في المحافظة أكثر من 10.5 ملايين شجرة، منها 9.6 ملايين شجرة مثمرة، وتبلغ نسبة البعل منها 99.6 بالمئة.
من جهته، قال رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة عمران إبراهيم لـ«الوطن»: إن أسعار زيت الزيتون ارتفعت نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج وكل المواد بشكل عام.
واعتبر إبراهيم أن سعر زيت الزيتون حالياً «سعر عادي» ولكن القدرة الشرائية ضعيفة لجميع المواد سواء الرز أم غيره وليس فقط للزيت، مبيناً أن سعر زيت الزيتون الصناعي عالمياً يبدأ بـ75 دولاراً للتنكة في حين أن الإكسترا يصل حتى 89 دولاراً.
ونفى أن يكون للتصدير تأثير كبير على أسعار المادة محلياً، وقال: عملياً لدينا اكتفاء ذاتي وهناك هامش صغير للتصدير ليس بكبير والعام الماضي لم يتجاوز 20 ألف طن من إنتاج المحافظة، ولكن حالياً لدينا شح بالمادة في السوق لأن الناس حالياً تخبئ الزيت خوفاً من الموسم المقبل لأنه موسم معاوم، والسعر الحالي في السوق يعتبر عادياً إلا أن القدرة الشرائية ضعيفة.
إبراهيم ضرب مثالاً بالقول: إن كان هناك شخص لديه غالونا زيت من مؤونته، واضطر أن يبيع غالوناً منها ليشتري حاجات أولاده المدرسية حالياً، فإذا قرر بيعه بـ500 ألف ليرة هل سيشتري له حقيبة ولباساً مدرسياً؟ لا فهذه أسعارها تبدأ من 200 ألف ليرة وما فوق! وهكذا بباقي المواد وغيرها.
وعن توقعات الزراعة بخصوص أسعار الزيت بالموسم المقبل، قال إبراهيم: من المتوقع أن يستقر سعر الزيت، وننتظر الإنتاج والإقبال على الشراء ليتم وضع المعايير الجديدة للموسم الجديد.