قمة «بريكس» في يومها الثاني.. دعوات لنقل التعاون إلى مستوى جديد … بوتين: ندعم فكرة عالم متعدد الأقطاب.. شي: تعزيز الشراكة الإستراتيجية.. رامافوزا: إقامة نظام دولي أكثر مساواة وعدلاً.. مودي: نحن عائلة واحدة ولنا مستقبل واحد
| وكالات
تواصلت أعمال قمة دول مجموعة «بريكس» لليوم الثاني في مدينة جوهانسبرغ، بجنوب إفريقيا وعقدت أمس الجلسة العامة بمشاركة قادة من روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا.
وفي كلمات لهم خلال الجلسة العامة لقمة «بريكس»، قدّم القادة مجموعة واسعة من الاقتراحات لانتقال «بريكس» إلى مستوى جديد من التعاون، وأكدوا دعمهم لعالم متعدد الأقطاب مبني على ميثاق الأمم المتحدة، كما دعوا لتعزيز التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية إلى جانب الاقتصاد والتجارة.
وناقش المجتمعون مجموعة الآليات والإجراءات التي تسعى لإنهاء الهيمنة الغربية على الساحة الدولية.
وفي كلمته خلال الجلسة، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أمس: إن تعافي الاقتصاد العالمي، «لا يزال مضطرباً» ونسبة النمو تقل عن ثلاثة بالمئة، وأضاف: إنه يجب على دول المجموعة الالتزام بالتنمية السلمية وتعزيز الشراكة الإستراتيجية فيما بينها.
وتابع الرئيس الصيني إنه يتطلع إلى العمل مع قادة هذه الدول لمناقشة خطط تضامنها وتطويرها في العصر الجديد، والعمل من أجل «قمة مثمرة» والسعي من أجل «حوكمة عالمية أكثر عدلاً وإنصافاً».
وحسب وكالة «سبوتنيك» قال الرئيس الصيني: إنه يحب على دول «بريكس» الوقوف ضد الإكراه الاقتصادي والتركيز على التعاون التجاري، وأردف بالقول: «العالم يعاني إعادة البناء والتغيرات، ونحن في «بريكس» يجب ألا ننسى هدفنا الأساسي، وهو الاتحاد وتعزيز التعاون الدولي وتطوير وتوفير الاستقرار».
وأضاف شي: «يجب علينا أن نعمل معاً لتطوير وتأمين سلاسل التوريد، وتعزيز الاقتصاد الرقمي والتصنيع والصناعة الخضراء، وتعزيز التجارة والتبادل المالي»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن على دول «بريكس» توسيع التعاون السياسي والأمني، والحفاظ على السلام والهدوء كأنه يتعين عليها «الالتزام بالتنمية السلمية وتعزيز الشراكة الإستراتيجية فيما بينها».
الرئيس شي دعا دول المجموعة إلى تعزيز التعاون في ظل الانقسامات التي يشهدها العالم وقال: «الصين مستعدة للتعاون مع جميع الأطراف لإنشاء آلية للتبادل والتعاون الصناعي المستدام في دول الـ«بريكس»، مضيفاً «ننظر في إمكانية تشكيل منصة للتعاون في مجال الأقمار الصناعية والفضاء لدول «بريكس».
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، قال: سنواصل المناقشات حول الاستخدام العملي للعملات المحلية، وأضاف: إن العالم اليوم يواجه العديد من التحديات الشديدة والمعقّدة، بما في ذلك «الأزمات الجيوسياسية وأزمة الطاقة».
وأوضح أن دول الجنوب العالمي، بما في ذلك جنوب إفريقيا، تأمل في تعزيز التضامن والتعاون مع الصين «لمواجهة التحديات معاً» بشكل أفضل، وتعزيز إقامة نظام دولي «أكثر مساواة وعدلاً وعقلانية». وقال إن الفقر وانعدام التنمية تحديات أساسية تواجهها الإنسانية.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة له عبر الفيديو، أن المجموعة تقف مع فكرة عالم متعدد الأقطاب، مؤكداً أن هذا التكتل يكافح ضد الدول الاستعمارية، التي تسعى للحفاظ على هيمنتها على الساحة الدولية.
وقال بوتين: إن مجموعة «بريكس» تؤيد تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب، يعتمد على القانون الدولي، بما في ذلك حق الشعوب في التنمية. وتابع: «الخماسية رسّخت نفسها على الساحة العالمية، بدفاعها عن رأي الأغلبية العالمية»، مضيفاً إن دول «بريكس» تعارض الهيمنة والسياسات الاستعمارية الجديدة.
وأردف بالقول: «نتطلّع لزيادة التعاون بين دول بريكس في مجال الأبحاث، وروسيا مستعدة لتبادل التكنولوجيا والتقنيات»، مضيفاً إن بلاده مستعدة للعمل مع دول «بريكس»، في المنتديات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة. وأشار إلى أن روسيا، قررت دعم الأشخاص الذين يقاتلون من أجل ثقافتهم وتقاليدهم ولغتهم ومستقبلهم.
وأوضح أن «تصرفات روسيا في أوكرانيا يمليها أمر واحد، وهو وضع حد للحرب التي شنها نظام كييف المدعوم من الغرب ضد المواطنين المسالمين». وقال: «نحن ممتنون لزملائنا في بريكس، الذين يشاركون بنشاط في محاولة لحل الوضع في أوكرانيا، وتحقيق تسوية عادلة بالوسائل السلمية».
الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، أشار بدوره خلال مشاركته بفعاليات اليوم الثاني من قمة مجموعة «بريكس» في جنوب إفريقيا، إلى أن دول المجموعة تمثل 41 بالمئة من سكان العالم، وأكثر من 30 بالمئة من الناتج العالمي، معتبراً أن «التحدي الأكبر للمجتمع الدولي هو الحرب في أوكرانيا».
ولفت إلى أن موقف بلاده من حرب أوكرانيا هو احترام سيادة الدول، مؤكداً دعمه جهود وقف إطلاق النار، كما رأى أن «مجموعة «بريكس» يجب أن تعمل لتعزيز السلام في العالم، وحل الأزمة في أوكرانيا»، قائلاً: «إنها الساحة التي يمكن فيها مناقشة الأمن والسلام».
رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، لفت خلال كلمته في قمة مجموعة «بريكس»، إلى إنّ بلاده تولي أهمية كبيرة للقمة، وقال: «نحن عائلة واحدة ولنا مستقبل واحد، ونبذل المجهود للمضي قدماً معاً لتحسين مصالحنا».
وتابع: إن الهند «اقترحت عضوية دائمة للاتحاد الإفريقي ضمن مجموعة العشرين»، مضيفاً إنه واثق من أن كل دول مجموعة «بريكس» إضافة إلى دول مجموعة العشرين، ستدعم اقتراح بلاده وتخصص مكاناً لكل هذه الأهداف.
وأضاف: إن الهند تدعم زيادة عضوية مجموعة «بريكس»، وترحّب بالمضي قدماً بشأن هذا الموضوع، وذلك بناء على اجتماع عام 2022. وقال إن الهند تدعم بشكل كامل توسيع حلقة مجموعة بريكس وتعزيزها.
وبدأت فعاليات الاجتماع الدولي للقمة الخامسة عشرة «بريكس 2023»، أمس الثلاثاء، في مدينة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا وتختتم اليوم الخميس.
ويشارك قادة 4 دول في القمة بصورة شخصية هم الرئيس الصيني والرئيس البرازيلي ورئيس الوزراء الهندي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، في حين يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر تقنية الفيديو، ويرأس الوفد الروسي المشارك في القمة وزير الخارجية سيرغي لافروف.