ريف طرطوس يعاني العطش … مدير المياه: نعاني التقنين الطويل وقلة المازوت وارتفاع أسعار المواد وتكاليف الصيانة
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
وصل إلى «الوطن» منذ بداية الشهر الجاري سيل من الرسائل والاتصالات والشكاوى من المواطنين في محافظة طرطوس (ريفاً ومدناً) يتحدثون فيها عن معاناتهم الشديدة وغير المسبوقة نتيجة انقطاع مياه الشرب عنهم لأيام وأيام وبعض القرى لشهر وشهرين، وسنورد بعضاً من هذه الشكاوى ثم نتوقف مع رد إدارة مؤسسة مياه طرطوس عليها وعلى تساؤلات «الوطن» يقول سكان (قرية حيلاتا) بريف الدريكيش لنا أكثر من شهر بلا ماء فهل يجوز ذلك مهما كانت الحجج وهل يمكن للإنسان والحيوان أن يستغني عن المياه علماً أن سعر صهريج المياه من الخاص صار نحو مئتي ألف ليرة.
ومن مدينة صافيتا الحارة اللبنانية مفرق صهيون وصلتنا شكوى من الأهالي يؤكدون فيها أنهم من دون مياه وأن الدور لا يأتيهم إلا كل نحو عشرين يوماً وأنهم يعتمدون على الشراء من الصهاريج الخاصة لمن يستطيع.
ووصلت شكوى من قرى جرد عنازة بانياس أكدوا فيها أنهم بلا ماء من أكثر من شهر مع انقطاع شبه كامل بهذا الفصل… حيث تعاني قرى الجرد البعيدة مثل (التون الجرد- الفروخية- بصرمون وغيرها العديد من قرى الجرد البعيدة والمصنفة (مناطق شبه نائية) انقطاع المياه بشكل كامل هذا الصيف مع غياب أي وعود أو تبريرات لما يحصل حيث بلغت المدة الزمنية هذه المرة أكثر من شهر من دون ضخ مع قلة عدد ساعات الضخ خلال فصل الصيف وزاد من معاناة هذه القرى ارتفاع أجور النقل بشكل قياسي حيث بلغ سعر صهريج الماء سعة 32 برميل قرابة 200 ألف أي ما يعادل راتب شهر.
ما حصل بالفترة السابقة جرى من دون توضيح لما يحدث رغم أن ضخ الماء في فصل الربيع انتظم لفترة قصيرة ثم حدث انقطاع شبه كامل خلال الصيف، أبناء المنطقة طالبوا منذ أكثر من عشر سنوات بإيجاد حل جذري للواقع المائي حيث تكمن المشكلة في الضغط الهائل على مشروع نعمو الجرد حيث يغذي عدداً كبيراً من القرىـ فوعد أبناء المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات بمشروع خط الجر الثالث من منطقة بعيدة لحل مشكلة القرى العطشى الذي لم يبصر النور إلى تاريخه… فقام أبناء المنطقة بالمطالبة بدراسة للمياه الجوفية ضمن نطاق القرى العطشى وقبل عدة سنوات أجرى مختصون يتبعون للموارد المائية دراسة ضمن نطاق القرى العطشى بأخذ عدة نقاط حيث بينت الدراسة الأولية وجود مياه جوفية في وادي قرية بصرمون ذات جدوى استثمارية وكافية لحل المشكلة ولم يؤخذ بها أو تتابع لحد الآن.. وقالوا: الواقع المائي الصعب لقرى جرد بانياس ينذر بهجرة جماعية لأبناء المنطقة لانعدام أي حلول عملية لحل المشكلة رغم المطالبات الشعبية التي لم تتوقف للجهات العامة على مدار أكثر من عقد.
ومن سكان حارة بيت ربيع في صافيتا وصلت شكوى جاء فيها: نعاني قلة المياه والمياه مقطوعة منذ أكثر من عشرين يوما.. وعندما تأتي المياه فإنها لا تأتي إلا لساعتين فقط فلا تصل المياه إلى البيوت المرتفعة.
ونحن لا نستطيع شراء صهريج المياه الذي تجاوز سعره ٢٠٠ ألف ليرة علماً أن المياه تذهب للمسابح والمطاعم الخاصة… ووصلتنا شكاوى مماثلة من قرية كرفس وضهر مطرو وكل القرى التي يغذيها مشروع مياه تيشور ومن مجمع الهادي وبدرية والشيخ سعد وحي الفاخرية إضافة للكثير من أحياء مدينة طرطوس كالإنشاءات والمشروع السادس والسابع وسوق الباعة والفقاسة وضاحية المجد والسكن الشبابي.. إلخ والجميع تحدثوا عن معاناتهم مع انقطاع مياه الشرب
المدير العام لمؤسسة مياه طرطوس (تكليفاً) أحمد حسامو رد على الشكوى قائلاً: إن الواقع المائي في محافظة طرطوس هو واقع مقبول رغم ظروف الاستثمار الحالية الصعبة جداً ولاسيما الانخفاض الكبير في مصادر الطاقة وبلوغ عدد ساعات التقنين الكهربائي العشرين ساعة يومياً والاعتماد الأساسي في تشغيل المشاريع على مجموعات التوليد الاحتياطية التي لا يمكن تشغيلها خلال الفترة النهارية لارتفاع درجات الحرارة الكبير إضافة لمحدودية كمية المازوت المسلمة للمؤسسة فبالرغم من هذه الظروف لا تزال التغذية في مدينة طرطوس وبانياس والتجمعات السكانية في الشريط الساحلي يومية إضافة لاستقرار التغذية في مراكز المدن.
كما لا بد من الإشارة إلى ظهور اختناقات في المناطق التي تتعدد فيها مراحل الضخ التي تعتمد في تغذيتها على مجموعات التوليد مثل /شباط- البغلة – بمحصر- كفر طلش،… إلخ ورغم الظروف الصعبة وما رافقها من ارتفاع غير مسبوق بالأسعار تقوم المؤسسة بكل كوادرها بالعمل ليلاً ونهاراً للمحافظة على واقع تغذية أفضل حيث تم خلال عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣ ربط ١٧ محطة ضخ بخطوط معفاة من التقنين إضافة لست محطات، كما قامت المؤسسة بوضع بئري بيت الخرنوبي غزارة ٥٠ م٣/ساعة الداعم للقطاع الغربي، من صافيتا وبئر الطليعي غزارة ٧٢ م٣/ساعة لدعم قريتي الطليعي وتلة الخضر، في جديتي غزارة ٣٠٠م ٣/ساعة لدعم منظومة المياه في المدينة إضافة إلى العديد من الأعمال والمشاريع في الكثير من المناطق والقرى والبلدات.
وأشار إلى المعاناة من النقص الكبير في الأيدي العاملة ومن التقنين الطويل وقلة المازوت وارتفاع أسعار المواد وتكاليف الصيانة للآليات ومجموعات الضخ.