أعلنت أن دعوات كييف إلى عدم الاعتراف بالانتخابات في مناطقنا تؤكد أهمية العملية الخاصة.. وتدريبات لأسطول الشمال في بحر بارنتس … موسكو: روسيا وإيران بلدان مستقلان بقرارهما
| وكالات
أكدت موسكو أمس السبت استمرار التعاون العسكري التقني مع إيران، مشددة على استقلال قرار البلدين بهذا الصدد، وعدم تأثره بأي إملاءات غربية أو أميركية، وأكدت من جانب آخر أن تصريحات كييف بشأن عدم الاعتراف بشرعية الانتخابات في المناطق الجديدة التي انضمت إلى السيادة الروسية تظهر أهمية العملية العسكرية الخاصة بحماية دونباس.
وحسب وكالة «نوفوستي»، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استمرار التعاون العسكري التقني بين بلاده وإيران وعدم إجراء أي تغيير عليه، مشدداً على استقلال قرار البلدين بهذا الصدد، وعدم تأثره بأي إملاءات غربية أو أميركية، وقال: إن «التعاون مع إيران قانوني تماماً ويتوافق مع الالتزامات الدولية الروسية والإيرانية على السواء».
في معرض رده على سؤال عما إذا تمكنت موسكو خلال الاتصالات مع الجانب الإيراني من الحصول على ضمانات، بشأن استمرار التعاون العسكري التقني على خلفية التقارير التي تحدثت عن اقتراح أميركي لطهران لتقليص التعاون العسكري مع روسيا، قال ريابكوف: إن «محاولات أعدائنا لتسييس هذا التعاون لا تتوقف، ونحن نلاحظ ذلك، لكنه لا يؤثر في عملنا المشترك مع طهران بأي شكل من الأشكال وسيستمر»، مضيفاً: نحن دولتان مستقلتان ولا نرضخ لإملاءات الولايات المتحدة وتوابعها.
وفي سياق آخر، أكد ريابكوف أن بلاده تسعى لتكثيف الجهود لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، لافتاً إلى أن روسيا على علم بالاتصالات المستمرة بهذا الصدد، وتعتبر أي تفاهمات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني إيجابية.
وأوضح ريابكوف أن موسكو وبكين تدعمان قرار طهران بالاستعداد لاستئناف المفاوضات في فيينا، في حين تتخذ الدول الغربية موقفاً مغايراً بسبب اعتبارات غير مباشرة تتعلق بالاتفاق.
من جانب آخر، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أن تصريحات كييف بشأن عدم الاعتراف بشرعية الانتخابات في المناطق الجديدة التي انضمت إلى السيادة الروسية تظهر أهمية العملية العسكرية الخاصة بحماية دونباس.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها: «بمثل هذه التصرفات تظهر كييف مرة أخرى أنها لا تهتم بآراء الملايين من السكان في المناطق الروسية الذين لا يريدون أن تكون لهم أي علاقة بنظام كييف النازي الجديد».
وشددت زاخاروفا على أن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا سيتم تنفيذ جميع أهدافها رغم كل المحاولات الغربية لدعم نظام كييف.
وحددت موسكو منذ إطلاق عمليتها العسكرية الخاصة في الرابع والعشرين من شباط من عام 2022 أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري، والقضاء على التوجهات النازية فيها.
من جهة ثانية، أكد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة تمثل تهديداً للسلام والأمن في منطقة شمال شرق آسيا.
ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن نيبينزيا قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول كوريا الديمقراطية عقدت بطلب من الولايات المتحدة: إن «عقد هذه الجلسة مجرد محاولة وقحة ومنافقة للولايات المتحدة لزيادة الضغط على بيونغ يانغ، وصرف الانتباه عن الأعمال المتهورة والتصعيدية لواشنطن وحلفائها في المنطقة والتي تعتبر المصدر الحقيقي للتهديدات على الأمن والسلام الدوليين».
وأضاف نيبينزيا: إن واشنطن تلقي اللوم على الآخرين وتوجه الاتهامات إليهم تقليدياً، ولا تعترف بمسؤوليتها عن التصعيد في شمال شرق آسيا، مجدداً التأكيد أن بلاده تدعم الأمن والسلام الدوليين.
ميدانياً، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية صباح أمس مسيرة أوكرانية في إحدى مناطق مقاطعة بيلغورود الروسية.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي أحبطت محاولة النظام الأوكراني لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرة من دون طيار على أهداف في روسيا، ودمرت المسيّرة المعادية فوق أراضي منطقة شيبيكينو بمنطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا.
وجاء ذلك بعد ساعات من إسقاط مسيرة أوكرانية في مقاطعة موسكو، وأقل من يوم على تدمير مسيرة أخرى فوق بيلغورود.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية تمكنت من صد وإفشال سبع هجمات للقوات الأوكرانية على محور كراسني ليمان.
وقال ألكسندر سافتشوك مدير المركز الإعلامي لمجموعة المركز التابعة للجيش الروسي في تصريح لوكالة «سبوتنيك»: إن القوات الروسية تمكنت من صد وإفشال هذه الهجمات بمساعدة ضربات جوية ونيران مدفعية من وحدات مجموعة المركز.
وأوضح سافتشوك أن الجيش الروسي كبد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة بلغت نحو 60 جندياً أوكرانياً، إضافة إلى تدمير مركبة مشاة قتالية ومركبة مدرعة وشاحنتين صغيرتين، وإصابة منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز (ستريلا 10).
في غضون ذلك، أجرى أسطول الشمال الروسي تدريبات في بحر بارنتس هذا الشهر على منع مرور السفن غير الحاصلة على تصاريح والسفن الأجنبية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن الخدمة الصحفية لأسطول الشمال أمس، أن المدمرة «فيتسا-أدميرال كولاكوف»، تدرّبت «على التصدي لتحركات سفينة دخيلة» في البحر في مياه المحيط القطبي الشمالي قبالة السواحل الشمالية للنرويج وروسيا.
وقالت الوكالة: إن التدريبات بدأت في العاشر من آب الجاري، من دون الإشارة إلى موعد انتهائها.
وأضافت: إن الأسطول يعتزم إجراء المزيد من التدريبات للدفاع عن المناطق الجزرية والقارية الروسية في القطب الشمالي، وكذلك لضمان سلامة الملاحة البحرية وأنشطة اقتصادية بحرية روسية أخرى في منطقة القطب الشمالي.
وقبل أيام، اعترضت مقاتلة روسية من طراز «ميغ 29»، طائرة حربية نرويجية من طراز «بوينغ بيه 8 بوسيدون» اقتربت من الحدود الإقليمية الروسية فوق بحر بارنتس الذي يقع إلى الشمال الشرقي من النرويج والجزء الأوروبي من روسيا، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.
كذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 14 آب الجاري، أن مقاتلة روسية اعترضت طائرة دورية نرويجية فوق بحر بارنتس في المحيط المتجمد الشمالي كانت متجهة نحو المجال الجوي الروسي، وأجبرتها على الاستدارة والعودة.
وفي الـ12 من الشهر ذاته، انطلقت سفن أسطول الشمال الروسي «فيتسا أدميرال كولاكوف» و«ألكسندر أوتراكوفسكي» وزورق القطر «ألتاي» والناقلة «سيرغي أوسيبوف» لتنفيذ مهام في منطقة القطب الشمالي في إطار تدريب قتالي.
وتفقّد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، حاميات القطب الشمالي النائية التابعة للأسطول الشمالي الروسي، كما حلّقت طائرته فوق حقل التدريب المركزي الروسي في أرخبيل نوفايا زيمليا، مع رئيس شركة «روساتوم»، أليكسي ليكاتشيف، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وأمام التوتر المتصاعد بين روسيا والغرب، زادت النرويج، بصورة كبيرة، في ميزانيتها الدفاعية وقدراتها الاستخبارية في أقصى الشمال، وفرضت عقوبات على موسكو.
وأكدت موسكو أكثر من مرّة أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي «ناتو» يكثفان أنشطتهما العسكرية في القطب الشمالي، حيث يعد القطب الشمالي منطقة صراع عسكري محتمل في الصراع الجيوسياسي بين القوى العظمى نظراً لما يضمه من ثروات طبيعية.
ووفقاً لقائد الأسطول الشمالي الروسي ألكسندر مويسيف، تمارس الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي حملات منتظمة فردية وجماعية من السفن الحربية في بحر بارنتس، إضافة إلى الحفاظ على «وجود دائم للغواصات النووية المتعددة الأغراض التابعة للبحرية الأميركية»، وهناك أيضاً «زيادة مطردة في كثافة» أنشطة التدريب القتالي.
في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة حالياً قاعدة «ثول» الجوية، الواقعة في شمال غرينلاند، وفي عام 2017، استثمرت واشنطن 40 مليون دولار لتحسين قاعدة «ثول» الجوية بسبب زيادة روسيا الوجود العسكري في المنطقة، ويعد موقع القاعدة الجوية إستراتيجياً، فريداً من نوعه، نظراً لوقوعه في منتصف المسافة تقريباً بين واشنطن العاصمة وموسكو.