مصادر لـ«الوطن»: تجميد الصراع على خطوط تماس الشرق السوري «مصلحة أميركية» … الجيش يرد هجوماً عنيفاً لـ«النصرة» على محور الملاجة- حزارين بريف إدلب
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
تصدى الجيش العربي السوري لهجوم عنيف نفذه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في محور الملاجة- حزارين بريف إدلب وأوقع عشرات القتلى في صفوف التنظيم واستهدف مواقع لـ«النصرة» رداً على تصعيد الأخير اعتداءاته وخروقاته في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، وذلك بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي الروسي غارات على مقار للتنظيم في محيط بلدة الفطيرة بجبل الزاوية.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات من الجيش خاضت أمس اشتباكات ضارية مع إرهابيي «النصرة» بريف إدلب الجنوبي، واستهدفت بنيران مدفعيتها وصواريخها مواقع لهم في محاور التماس بسهل الغاب وريف إدلب، وقضت على العديد من الإرهابيين.
وحسب المصدر فإن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب تصدت لهجوم عنيف شنه إرهابيو «النصرة» على مواقع للجيش في محور الملاجة – حزارين بريف إدلب الجنوبي، وخاضت اشتباكات عنيفة تكبد خلالها الإرهابيون خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، إذ سقط العشرات من مسلحي التنظيم قتلى.
ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش دكت بالمدفعية الثقيلة والصواريخ أيضاً، مواقع الإرهابيين في جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وفي الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وعين لاروز في جبل الزاوية، محققة فيها إصابات مباشرة، في حين استهدفت الوحدات العاملة بريف حماة بالمدفعية الثقيلة مواقع الإرهابيين في محيط قرى الحميمات والزيارة والمشيك والحميدية والسرمانية في سهل الغاب الشمالي الغربي، وذلك رداً على خرق «النصرة» اتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد اعتداءاته على نقاط عسكرية بمنطقة خفض التصعيد، وعلى قرى سهل الغاب.
في غضون ذلك وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حداً للتكهنات عن انفجار الصراع مجدداً في الشرق السوري لتغيير خريطة السيطرة لمصلحة جيش الاحتلال الأميركي في المنطقة الحيوية، عبر تصريح لمتحدث باسم الخارجية الأميركية قال فيه: «لا نخطط لأي تصعيد أو تحولات كبيرة»، في الشرق السوري، الهدف منها إغلاق الحدود السورية-العراقية.
مصادر ميدانية مطلعة عما يدور من تحركات عسكرية شرق وجنوب شرق سورية، حيث القواعد غير الشرعية للاحتلال الأميركي، رأت أن تصريحات المسؤولين الأميركيين الأخيرة المتعلقة بمجملها باحتمال فرض خريطة نفوذ جديدة، تصب باتجاه التهدئة وليس تأجيج الصراع في منطقة بالغة الحساسية إقليمياً ودولياً.
وأعربت المصادر لـ«الوطن» عن اعتقادها بأن واشنطن استهدفت من خلال تصريحات مسؤوليها، تهدئة المخاوف بشأن شن عملية عسكرية لجيش احتلالها شرق سورية و«ترطيب الأجواء» مع الدول الفاعلة في الملف السوري للحيلولة دون انطلاق شرارة تشعل فتيل مواجهة قد تنزلق نحو مواجهة عسكرية شاملة غير محسوبة العواقب للعاصمة الأميركية.
ورجحت لجوء إدارة بايدن إلى خيار الاحتفاظ بخريطة السيطرة الحالية والثابتة حدودها منذ نحو 4 سنوات، من جراء عدم تماسك تحالفها شرق الفرات مع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» ومع عشائر عربية وازنة في المنطقة، ما أدى إلى تراجع حظوظ تنفيذ أي عمل عسكري واسع النطاق، ولذلك استعرضت عضلات أسطولها الخامس بمقاتلاته المتطورة في المنطقة منعاً لفرض تحالف مسار «أستانا»، الذي يضم سورية وروسيا وإيران وتركيا، واقعاً ميدانياً جديداً يرغم قوات الاحتلال الأميركية على مغادرة الأراضي السورية.