سورية

المشاورات الروسية الأميركية: لحمل السوريين على التحضير لاستئناف عملية جنيف…موسكو لا تستبعد عقد مباحثات إضافية مع الدول الإقليمية حول الأزمة السورية

على وقع القلق المشترك الروسي الأميركي من تنامي الإرهاب في سورية والمنطقة، اختتمت المباحثات الروسية الأميركية بشأن سورية، والتي كشفت موسكو أنها تركزت حول سبل حمل السوريين على إجراء مشاورات تحضيراً لاستئناف عملية جنيف، والعمل مع الدول الإقليمية كي تلعب «دوراً بناء» وتستخدم تأثيرها على الأطراف السورية بما يحقق تلك الغاية، من دون أن تستبعد عقد مشاورات إضافية مع تلك الدول لدراسة الخطوات المحتملة لتسوية الأزمة. وبينما رأت أن استئناف العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية توفر «أسساً واضحة» وأكثر متانة لمكافحة الإرهاب بصورة فعالة، أعربت الدبلوماسية الأميركية عن «الحجة الملحة» إلى هزيمة التنظيمات المتطرفة عبر المزاوجة بين الخطوات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي.
وكان المبعوث الأميركي الخاص بسورية دانييل روبنشتاين وصل أول من أمس إلى موسكو، حيث أجرى مباحثات مع مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقية في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين حول سبل دفع التسوية السياسية للأزمة السورية. وتمت المباحثات وراء الأبواب المغلقة. وقال مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: إن المشاورات التي شارك فيها روبنشتاين، استمرت عدة ساعات «كانت بناءة، إذ تم الإقرار خلالها بوجود العزم المشترك على بناء تعاون وثيق بقدر أكبر بين روسيا والولايات المتحدة من أجل إيجاد رد مناسب على التحديات التي نواجهها في الشرق الأوسط»، وأشار إلى أن المشاورات شهدت بحث الوضع في سورية وحولها وما يجب القيام به من أجل تطبيق بيان جنيف بشكل «مفصل وصريح».
وأشار بوغدانوف إلى أن الجانب الأميركي أبدى اهتماماً باستئناف المشاورات الروسية الأميركية الدورية على مستوى الخبراء لتسوية الأزمة السورية. وتابع أن موسكو منفتحة على مثل هذا العمل دائماً، مشيراً إلى وجود قاعدة مبدئية مشتركة لذلك تتمثل في بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012. وأضاف: «نحن مستعدون للعمل بصورة نشطة وبناءة اعتماداً على هذا الأساس من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية في أقرب وقت».
وأوضح أن روسيا ترى ضرورة استئناف عملية جنيف لتسوية الأزمة السورية، علماً بأن هذه العملية تتطلب إجراء مفاوضات بين الحكومة السورية وأطياف المعارضة، وذلك برعاية الأمم المتحدة ودعم المجتمع الدولي. وأشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة تلعبان دوراً مميزاً في ذلك، بالإضافة إلى عدد من الدول الإقليمية، بما فيها السعودية وإيران وتركيا وإيران. إلا أنه أوضح أن المباحثات الروسية الأميركية «لم تبحث بشكل ملموس (مسألة عقد) «جنيف-3»، وأرجع ذلك إلى ضرورة «إعداد الصيغة لمثل هذا المؤتمر أولاً».
وأردف الدبلوماسي الروسي أن جولة المشاورات التي استضافتها موسكو، ركزت على سبل حمل السوريين أنفسهم على إجراء مشاورات تحضيراً لاستئناف عملية جنيف، كما أنها تناولت ضرورة العمل مع الدول الإقليمية لكي تلعب الأخيرة دوراً بناء وتستخدم تأثيرها على الأطراف السورية في هذا السياق.
ولم يستبعد بوغدانوف إجراء مشاورات إضافية بمشاركة الدول الإقليمية، لدراسة الخطوات المحتملة في سياق التسوية السورية، وذلك نظراً للوضع في هذا البلد، وفي العراق أيضاً، على خلفية انفلات الإرهاب في المنطقة، مؤكداً أن تفشي هذه الظاهرة يمثل خطراً شاملاً يهدد المجتمع الدولي برمته بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة. وقال: «يزداد قلقنا المشترك، وفي هذا السياق من الضروري استئناف العملية السياسية لتسوية النزاع السوري لكي تكون لنا أسس واضحة وأكثر متانة لمكافحة الإرهاب بصورة فعالة».
من جهة أخرى أكد روبنشتاين على «الحاجة الملحة» لهزيمة الجماعات المتطرفة من خلال كل من الخطوات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي، وأوضح إلى أي مدى تسبب استمرار وجود الرئيس بشار الأسد في تفاقم «الطائفية والتطرف» في سورية والمنطقة.
وغادر روبنشتاين موسكو إلى تركيا والسعودية لإجراء مباحثات حول سورية. وأفادت الخارجية الأميركية أنه سيتحدث خلال جولته عن ضرورة «انتقال سياسي ثابت في سورية على أساس اتفاقات جنيف، وكذلك عن استمرار التعاون مع قيادة المعارضة السورية المعتدلة».
يذكر أن وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري اتفقا خلال لقائهما في سوتشي مؤخراً على تفعيل العمل المشترك لدفع الحل السياسي للأزمة في سورية إلى الأمام بعدما أعلنا عن تقارب في المواقف حول سبل ذلك.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أكد أمس أن روسيا لن تجري أي تبادل أو تعقد صفقات جيوسياسية مع الولايات المتحدة في سياق البحث عن الحلول للأزمتين في سورية وأوكرانيا مشيراً إلى أن الموقف الروسي تجاههما «حازم وواضح وشفاف وليس انتهازيا أو عملة قابلة للتبادل أو ورقة للمساومة».
وأجرت سفن روسية وصينية مساء أول من أمس مناورات وتدريبات ليلية كجزء من المرحلة النشطة من تدريبات «التعاون البحري 2015» المشتركة بين البلدين التي تنتهي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» عن ايغور ديجالو من وزارة الدفاع الروسية قوله: «إن أربعة فرق عمل شاركت في المناورات حيث كانت مهمتها التدريب على طرق مختلفة لنقل الإشارات وتغيير التشكيلات في بيئتي الجو وعلى سطح البحر وذلك في المنطقة التي ستكون تحت مراقبة دائمة خلال المناورات».
(روسيا اليوم – سانا – سبوتينك)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن