الخبر الرئيسي

إغلاق مداخل الحسكة ومصدر عشائري لـ«الوطن»: ما يجري تصفية حسابات … اعتقال «الخبيل» يشعل مناطق سيطرة «قسد» واشتباكات عنيفة في ريف دير الزور

| الحسكة - دحام السلطان - دمشق - موفق محمد

تواصلت حالة التصعيد والاشتباكات العنيفة في مدن وبلدات ريف دير الزور الغربي بين مسلحي ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري» وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، على خلفية اعتقال الأخيرة ليل أول أمس للمدعو أحمد الخبيل الملقب «أبو خولة»، قائد «مجلس دير الزور العسكري» التابع لميليشيات «قسد».

مدينة الحسكة شهدت توتراً واستنفاراً كبيرين وإغلاقاً للمداخل والمعابر من جميع المنافذ، وتنفيذ عمليات دهم وتفتيش لمنازل وبيوت المدنيين في حي «النشوة – فيلات»، وذكر مراسل «الوطن» في الحسكة أن الاستنفار الذي ضم أعداداً كبيرة من مسلحي «قسد» المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة المتوسطة والعربات العسكرية المدرّعة شمل معظم الأحياء الخاضعة لسيطرة الميليشيات، حيث قامت خلالها بإلزام المدنيين عبر مكبرات الصوت بإغلاق محالهم التجارية وإجبارهم على البقاء في بيوتهم من دون ذكر الأسباب.

وأكدت مصادر محلية لـ«الوطن» أن «قسد» قامت باستدراج الخبيل، وقامت بدعوته أول من أمس إلى اجتماع مع قيادات من الميليشيات ترأسه قائدها المدعو مظلوم عبدي، وطالبته خلال الاجتماع بالإذعان والرضوخ إلى الأوامر والإملاءات الصادرة عن قيادات «قسد» في أرياف دير الزور، ووضع حد لحالات التمرد التي يقوم بها مسلحو «مجلس دير الزور العسكري» في المنطقة، ما أدى إلى إخفاق الاجتماع وإلقاء القبض على الخبيل ومن معه بشكل فوري، ومن ثم قامت بمحاصرة مقراته بحي «النشوة فيلات» جنوب مركز مدينة الحسكة» بمن فيها من عدة محاور، حيث استسلم جميع من فيها في الساعة الرابعة من فجر يوم أمس، ولاحقاً قامت «قسد» باعتقال جلال الخبيل شقيق قائد «مجلس دير الزور العسكري».

على خَطٍّ موازٍ قام أبناء عشيرة «البكيّر» الموجودين في بلدة «العزبة» بريف دير الزور إحدى عشائر قبيلة «العكَيدات» التي ينتمي إليها الخبيل، بإعلان حالة النفير العام وقاموا بقطع الطرقات ومهاجمة مسلحي «قسد»، كما قام مسلحون منهم باعتقال جميع مسلحي «قسد» في بلدة «الزر» وبقطع الطريق العام بشكل كامل، وسط ورود أنباء عن حدوث اشتباكات عنيفة بين الطرفين تجري في محيط منطقة «المعامل ومعيزيلة والبصيرة والصور وجديد عكَيدات» بريف دير الزور، استخدمت فيها جميع أصناف الأسلحة الرشاشة المتوسطة وقواذف «آر بي جي».

«مجلس دير الزور العسكري» أعلن في وقت لاحق أمس تعيين قائد مؤقت جديد ريثما يتم الإفراج عن قادته المعتقلين وهو أبو ليث خشام، وأعلن في بيان له أنه يرفض تلقي أي أوامر أو تعليمات من القادة المحتجزين لدى مليشيات «قسد» حتى يكونوا بوضع آمن.

وفي تصريحات له ناشد أبو الليث خشام التحالف الدولي بعدم التدخل ميدانياً والانحياز لأي طرف كان، ودعا جميع عناصر المجلس العسكري وأبناء العشائر الاستنفار والاستعداد لحالة الطوارئ.

إلى ذلك وصف مصدر عشائري رفيع المستوى في دير الزور عملية اعتقال الخبيل والاشتباكات الجارية إثر ذلك في ريف دير الزور بين أتباع الطرفين بأنها «تصفية حسابات داخلية».

وفي تصريح لـ«الوطن» قال المصدر: «الأمور التي تسير في غير مساراتها، حتماً ستولد خلافات، الآن يبدو أن هناك تصفية حسابات فيما بينهم، وهناك رفض أهلي في المنطقة لكلا الطرفين».

وأوضح أن حالة من الاستنفار العام تسود المنطقة، وإغلاق للمعابر وقطع للطرقات وشبه حظر تجوال في مناطق سيطرة «المجلس»، منوهاً إلى أن الأهالي يريدون الخلاص من «قسد» وأذنابها ويرفضون رفضاً قاطعاً أن يحكمها جماعة «أكراد جبل قنديل» شمال العراق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن