39 قتيلاً مع اشتداد المعارك في نيالا غرب البلاد … السيسي يؤكد وقوف مصر إلى جانب السودان والبرهان: نمر بمنعطف تاريخي
| وكالات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه في القاهرة اليوم رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوف مصر إلى جانب السودان ودعم أمنه واستقراره، في حين اعتبر الثاني أن بلاده تمر بمنعطف تاريخي، وأشاد بموقف القاهرة من الأحداث الجارية في السودان.
وقتل 39 شخصاً على الأقل في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور جراء قصف، طال منازل المواطنين في المعارك الدائرة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من أربعة أشهر، وفق شهود ومصدر طبي.
وحسب موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، استقبل السيسي البرهان أمس بمدينة العلمين الجديدة. وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي أكد خلال اللقاء اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، مؤكداً موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، وخاصةً خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، وآخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الإستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
البرهان أعرب من جانبه حسب فهمي عن تقديره البالغ للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، مشيداً بالمساندة المصرية الصادقة للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، وخاصةً من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين في مصر، ومعرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الإفريقية.
ووصل البرهان في وقت سابق أمس إلى مصر في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في منتصف نيسان الماضي.
وأفاد مجلس السيادة السوداني، في بيان، بأن البرهان سيجري خلال الزيارة مباحثات مع السيسي تتناول تطورات الأوضاع في السودان، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز دعمها وتطويرها بما يخدم شعبي البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وهذه أول جولة خارجية للبرهان منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخامس عشر من نيسان الماضي.
ووصل البرهان قبل يومين إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، استعداداً للقيام بأول جولة خارجية له منذ بداية الحرب في البلاد.
من جهة ثانية، نفى الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، أنباء متداولة بشأن إقالة قائد سلاح المدرعات في الجيش السوداني اللواء نصر الدين عبد الفتاح.
ونقلت صحيفة «التغيير» السودانية عن عبد اللـه أن «هذه الادعاءات عارية من الصحة، وتُعتبر أكاذيب ملفقة. وأضاف إن قادة القوات المسلحة وأفرادها يتميزون بالولاء والانضباط، ويحترمون قادتهم والقيادة بشكلٍ عام، مؤكداً أن القوات المسلحة في حالة تامة من الجاهزية والاستعداد لمواجهة العدو في جميع المواقع، وأن قائد سلاح المدرعات اللواء ركن نصر الدين يقوم بمهامه القيادية بكفاءة عالية وتنسيق مثالي مع القيادة والهيئة العسكرية.
جاءت تصريحات عبد اللـه بعد أنباء تناقلتها وسائل إعلام محلية تفيد بعزل قائد سلاح المدرعات وتعيين اللواء أيوب عبد القادر بدلاً منه. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن سبب هذا القرار يعود إلى «تصاعد الخلافات» بين البرهان وعبد الفتاح فيما يتعلق بإدارة معركة سلاح المدرعات ضد قوات الدعم السريع التي تعتبر قوة شبه عسكرية.
على الأرض في السودان، اشتدت وتيرة المعارك في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حيث قُتل 39 شخصاً على الأقل جراء قصف طال منازل، حسب ما أفاد شهود ومصدر طبي لوكالة «فرانس برس».
وقالت المصادر «أدى سقوط قذائف على منازل مدنيين في حي السكة الحديد بنيالا إلى مقتل 39 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.. وبينهم أسرة قُتل كل أفرادها».
ووصف الناشط الحقوقي السوداني أحمد قوجا عبر حسابه على موقع «إكس» (تويتر سابقاً) ما حدث في نيالا بأنه «مجزرة.. راح ضحيتها 39 طفلاً وامرأة ورجلاً في لحظات قليلة».
والأسبوع الماضي، أعلن الجيش السوداني مقتل قائد فرقة المشاة بنيالا. وذكرت الأمم المتحدة في تقرير أن المعارك في نيالا خلّفت منذ 11 آب الجاري «60 قتيلاً و250 جريحاً و50 ألف نازح».
وأسفرت الحرب منذ اندلاعها عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية، لكن الحصيلة الفعلية مرشحة لأن تكون أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تماماً، وليس في الإمكان التنقّل ومعاينة الوضع على الأرض، ويتعذّر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.