الأتمتة الإلكترونية عنصر أساسي في تحسين الشفافية والمساءلة، حيث إن النظام الإلكتروني يعمل على توثيق وتتبع جميع العمليات وتسجيل البيانات بطرق شفافة وموثوقة، ما يسهل كل العمليات المطلوبة ويعزز عوامل الثقة والمساءلة.
من هنا دول سارعت وأخذت بناصية الأتمتة الإلكترونية ونجحت وطورت نماذج وأنماط أعمالها وأنشطتها، ودول لا تزال تحلم وخطواتها قاصرة، صحيح هي تنادي بأهمية التوجه للنظام الإلكتروني إلا أنه لا واقع ملموساً حصل، وبقيت في طور المناشدة وإظهار النيات.
نظريا وكأهداف مبتغاة هكذا نظام إن تم بكل خطواتها فإنه يمكن المواطن من الحصول على خدمات حكومية مرنة ومتاحة عبر الإنترنت، ما يسهم في توفير الوقت والجهد عند إجراء المعاملات، فالأتمتة الإلكترونية هي الضمانة الفاعلة في تقليل التدخلات البيروقراطية من خلال تسهيل العمليات الحكومية وتبسيط كل المعاملات، وهي تعزز الابتكار والتطوير ضمن الأنشطة والتعاملات في الدوائر والمؤسسات الرسمية، وهذا ليس بجديد على أحد، كل الأهداف إن تحققت فإنها تنعكس نفعاً كبيراً على الأنشطة الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية، وتالياً تبني أوصالاً وخيوطاً متينة بين المواطن وصاحب الخدمة ومؤسسات الدولة.
صحيح سارعت الحكومة غير مرة في اتخاذ بعض الإجراءات نحو أتمتة بعض خدماتها المقدمة للمواطن،لكن لم تصل لدرجة تعزز من أهمية هذا التوجه المهم بعد، هناك تأخير كبير في العمليات وتكاملها، هناك نواقص كثيرة وما إن يتم الأخذ بأي إجراء فسرعان ما يتم التراجع عنه، كل ذلك يؤشر أن لا أتمتة كاملة ستحصل وستظل قاصرة كقصور الإصلاح الإداري، بوقت تتناسى الجهات المعنية أن البدء الكامل والجدي والمضي بكل الخطوات إحدى الركائز الأساسية في عملية الإصلاح الإداري.
لم تعد حالات تعثر أو خروج خدمة ما ليوم أو ليومين أمراً مستهجنا لدينا.. فإصدار ورقة خاصة يلزمها انتظار ساعات وأحياناً أكثر من مشوار ودفع العملة للظفر بها، والطامة الكبرى نتغنى بالأتمتة والسرعة بمراسلاتنا.. فكيف إذا كانت معاملة زواج يلزمها تأشيرات بسيطة فقط «تحصيل حاصل» تبقى أشهرا على الرفوف..!
حكومتنا الرشيدة.. لا يخفى على أحد مدى السلوك البيروقراطي السلبي الذي «يعشعش» في جسد القطاع العام وغيره أيضاً، والذي يصعب التخلص منه ضمن ظروف ونمطية عمل الإدارات الرسمية السائدة، «فبعبع» الترهل الإداري والإنتاجية السلبية هي المفضلة وهي المسعى الذي تعمل عليه الإدارات من خلال تعزيز وجود القوى المعطلة للأعمال باستخدام الأتمتة الإلكترونية.
تغنت بعض الوزارات بالمنصات وأتمتة أعمالها.. فكيف هي مخرجات ونتائج ذلك..؟ هل أتت بنتائج مريحة للمواطن وللجهة الرسمية..؟ لم تفلح أي جهة بعد بنجاح الأتمتة كما يجب، فخدماتها لا تزال تشوبها الأخطاء والتقصير والتأخير والتأثر بكل الظروف، نجاح عمليات الأتمتة الحكومية يجب أن يكون على رأس أولويات عمليات الإصلاح الإداري، فهي تقلل العمل اليدوي والأخطاء البشرية، ما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات وتقليل التأخير والتكاليف الزائدة.