رياضة

في المواسم الستة الأخيرة من الدوري الكروي الممتاز2/2 … الفتوة وجبلة ثبتا الأقدام وفرق تبحث عن الأضواء

| ناصر النجار

أنهينا في الحلقة الماضية مسيرة الفرق الثمانية التي حافظت على وجودها في الدوري الكروي الممتاز منذ أن استقر على وضعه الأخير بعد الدوري التصنيفي، وأخذ الدوري شكله هذا منذ موسم 2017-2018 وعند موسمه الأول كان فريقا الفتوة وجبلة بين الغياب الفتوة عاد بعد موسمين وجبلة انضم إلى الممتاز بعد موسم واحد.

المجد والنواعير ينطبق عليهما لقب الفريقين الصاعدين الهابطين وهناك فرق هبطت وانتهت وفرق أخرى هبطت ولم تستطع العودة، فرق بصمت وفرق خرجت بخفي حنين لدرجة أنها لم تحقق أي انتصار في الدوري.

الهدف من هذا السرد كله أننا وصلنا إلى قناعة أن كرتنا مختصرة بهذه الفرق العشرة وبقية الفرق ليست إلا ضيوفاً على الدوري قد تمضي فيه موسماً أو أكثر ثم تعود من حيث أتت لأن الدوري الممتاز بحاجة إلى مقومات وإمكانيات وعراقة.

ولاحظنا أن الإمكانيات وحدها قد لا تكفي للصمود والبقاء، فها هو نادي حرجلة الذي توفرت له إمكانيات كبيرة في زمن ما استطاع الصعود إلى الممتاز لكنه فشل في البقاء في الموسم الثاني لأنه لا يملك مقومات كرة القدم فالمال وحده لا يكفي.

واليوم الخوف على فريق الفتوة لأنه يعتمد على أحد الداعمين، ولو انقطع هذا الدعم لما بقي من الفتوة شيء لأنه في الوقت الحاضر بلا مقومات، ومقومات الوجود هم أبناء النادي، فالإدارة الحالية، اعتمدت على لاعبين مسبقي الصنع وتناست بناء كرتها وقواعدها ولا يوجد اليوم من أبناء النادي إلا القليل القليل من اللاعبين، وشباب النادي في الدرجة الأولى لا يلقون العون والدعم، لذلك لابد من التوجه إلى البناء بعيداً عن البطولات المعلبة، فالبناء أساس النجاح والديمومة.

من الملاحظ أيضاً أن هناك فرقاً استطاب لها المقام في دوري الظل من مبدأ هذه حدودنا وحدود إمكانياتنا ورحم الله أمرأ عرف قدره فوقف عنده.

من هنا فإن الدعوة إلى رفع عدد أندية الدرجة الممتازة إلى 14 فريقاً هي دعوة لا تصب في الاتجاه الصحيح، لأن فرقنا في وضع لا تحسد عليه من الإمكانيات المالية، وعلى العكس لو تم تقليص الدوري إلى ثمانية فرق ولعبت الفرق من أربع مراحل لكان أجدى لكرتنا، حتى تتمكن فرقنا من إعادة بناء كرتها وتأمين الموارد الثابتة فالدعم الفردي هو حالة مؤقتة لا تدوم ونخشى أن نصل يوماً إلى وقت لا نجد فيه من يدفع مئة ورقة للفريق.

أنديتنا تقف على رجل واحدة، وكما نعلم أن ناديي جبلة وتشرين خسرا العديد من لاعبيهما لأن الدعم والداعمين تأخروا، والكرامة والوثبة والطليعة ساروا على النحو ذاته، ونادي أهلي حلب مديون والحرية دخل الدوري بإمكانياته المتاحة ومثله الساحل، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن: إلى متى ستعيش أنديتنا على الهبات؟ وهل سيتيسر لها في كل موسم دعم وداعمون؟

لذلك فإن الفكر الذي يقود أنديتنا وكرتنا قاصر، ورياضتنا لا تمتلك الثقافة الاحترافية وعلى ضوء ذلك فإن الآمال بتطور كروي قادم تبدو صعبة المنال.

نعود إلى المربع الأول ونبدأ بجبلة والفتوة وقد احتلا المركزين (10 و11) على التوالي، ثم نستعرض مشاركة بقية الفرق، مع العلم أن الشرطة جاء في المركز التاسع بالتصنيف.

انتظار موسم

جبلة لم ينجح في الدوري التصنيفي وانتظر موسماً كاملاً تأهل فيه من الدرجة الأولى إلى الدرجة الممتازة، في الموسمين الأولين لم يتأقلم مع الدوري وكان فيهما على شفا الهبوط ثم انتقل ليتوسط الترتيب ودخل في الموسم الماضي أجواء المنافسة.

احتل المركز 12 موسم 2018- 2019 والمركز 11 موسم 2019- 2020 والمركز السابع موسمي (2020-2021، 2021-2022) وجاء ثالث الترتيب موسم 2022-2023.

لعب 124 مباراة فاز في 33 وتعادل في 48 وخسر في 43، سجل 135 هدفاً ودخل مرماه 154 ونسبته (-19) ونال 147 نقطة.

خسر العديد من اللاعبين المهمين في هذا الموسم وعلى رأسهم الهداف محمود البحر، وحاول قدر الإمكان تعويض فراغ الغائبين والاعتماد على أبناء النادي المبرزين، ويرفع جبلة شعار المنافسة كهدف لا يمكن الرجوع عنه.

بطل الدوري

الفتوة بطل الدوري دخل الدوري الممتاز بعد موسمين ابتداء من موسم 2019-2020 وعانى من خطر الهبوط في المواسم الثلاثة الأولى، وتحول فجأة من مهدد إلى بطل.

وكل ذلك بفضل ضخ المال، حيث اشترى رئيس النادي أكثر من عشرين لاعباً من خيرة لاعبي الدوري دخل بهم الموسم وحاز فيه اللقب.

في موسم 2019-2020 حلّ في المركز العاشر، وفي موسم 2020-2021 جاء في المركز الحادي عشر، وفي موسم 2021-2022 جاء في المركز التاسع، ونال بطولة الدوري في الموسم الماضي.

لعب 98 مباراة فاز في 33 وتعادل في 26 وخسر 39 سجل 105 أهداف ودخل مرماه 128 هدفاً والنسبة (-23) وله 125 نقطة.

الموسم الجديد يماثل الموسم الماضي، فتعاقدت إدارة النادي مع لاعبين جدد بعد أن غربلت فريقها، كما تعاقدت مع محترف أجنبي وستدخل بطولة الاتحاد الآسيوي لأول مرة، ومن الطبيعي أن تدخل المسابقات الرسمية من باب المنافس الأول والأكبر.

في الظلمات

الشرطة أحد أركان الكرة السورية وصاحب الإنجازات والبطولات غرق في الموسم الماضي في دوري كرة الظل ولم يستطع الخروج منه وربما أوضاعه الإدارية ساهمت في ذلك، ومع الإدارة الجديدة نلمس جدية العودة وقد تكون وقد لا تكون لأن ذلك مرهون بتوفير المال اللازم لذلك.

الشرطة شارك في خمسة مواسم وغاب في الموسم الماضي وسيغيب في الموسم الجديد أفضل مركز حققه الشرطة كان المركز الخامس في موسم 2017-2018 ثم تراجع فنال المركز الثامن موسم 2019-2020 والمركز التاسع موسمي (2018- 2019، 2020-2021) والمركز الحادي عشر موسم 2021- 2022 وهبط إلى الدرجة الأولى.

لعب 130 مباراة فاز في 42 وتعادل في 39 وخسر في 49 مباراة، سجل 133 هدفاً ودخل مرماه 152 والنسبة (-19) وله 165 نقطة.

النواعير من الفرق العريقة التي اجتهدت في العقدين الماضيين وكان حضورها جيداً، وتجاوزت الدوري التصنيفي وصعدت مع الكبار إلى الدوري الممتاز، لكن النادي لم يستطع الصمود كثيراً فهبط إلى الدرجة الأولى مرتين في المواسم الستة السابقة، ولم يفلح في موسمين متتاليين بالعودة إلى الممتاز، وربما إمكانيات النادي المالية تحول دون ذلك، وقد يبقى النواعير في ظلمات الدرجة الأولى كثيراً إن لم تتوفر لإدارة النادي المقومات والركائز التي تعينه على الإقلاع، ومع ذلك يمكننا الإشارة إلى أن قواعد النادي بخير وقد صدّر العديد من المواهب إلى الأندية الأخرى.

أفضل مركز حققه النواعير المركز السابع موسم 2017- 2018 وحقق المركز 11 في موسم 2018-2019 وجاء في المركز 13 في موسم 2019-2020 وهبط إلى الدرجة الأولى، عاد موسم 2021-2022 واحتل المركز 13 وغادر إلى الدرجة الأولى وما زال فيها، لعب في الممتاز 104 مباريات، فاز في 22 مباراة وتعادل في 29 مباراة وخسر 53 مباراة، سجل 102 هدف ودخل مرماه 15 هدفاً ونسبة ما له وما عليه (-57) هدفاً، وله 94 نقطة.

عودة حميدة

الساحل يأتي في المركز الثالث عشر من حيث التصنيف صعد إلى الدرجة الممتازة موسم 2018- 2019 وحافظ على وجوده ثلاثة مواسم ثم هبط، وعاد من جديد في هذا الموسم.

في المواسم الثلاثة صارع لبقائه في الدوري فجاء في المركز العاشر في أول موسم والثاني عشر في موسم 2019-2020 والثالث عشر في موسم 2020-2021 وهبط وبالتالي لم يحقق أي شيء، هذا الموسم أعدت إدارة النادي فريقها ليكون بارزاً بعيداً عن صراع الهبوط وهدفها الثبات في الممتاز.

لعب 78 مباراة فاز في 15 مباراة وتعادل في 24 مباراة وخسر 39 مباراة، سجل 61 هدفاً ودخل مرماه 118 ونسبته (-57) هدفاً وله 69 نقطة.

الوافد الثاني إلى الدوري الممتاز فريق الحرية زار الدوري الممتاز موسماً واحداً وهبط بعد أن احتل المركز الأخير 2020-2021، عراقة نادي الحرية تدفعه ليدافع هذا الموسم عن اسمه وتاريخه وقد استعد لذلك ضمن إمكاناته المتاحة، في التصنيف يحتل الحرية المركز 18.

لعب 26 مباراة، فاز في ثلاث مباريات وتعادل في ستٍ وخسر 17 مباراة، وسجل 16 هدفاً ودخل مرماه 43 هدفاً ونسبته (-27) وله 15 نقطة.

الهابطان

المجد في التصنيف 14، لعب في الممتاز ثلاثة مواسم، صعد من الدوري التصنيفي ولم يثبت وجوده، في الموسم 2017-2018 جاء عاشراً والموسم الذي يليه في المركز 13 وهبط ثم عاد في الموسم الماضي واحتل المركز 11 وهبط.

يلزمه الكثير من الإمكانات الإدارية والمالية وهبوطه فرصة لإعادة ترتيب أوراقه من جديد.

لعب 72 مباراة، فاز في 15 وتعادل في 19 وخسر 38 مباراة، سجل 66 هدفاً، ودخل مرماه 107 أهداف بنسبة (-41) وله 64 نقطة.

الجزيرة الهابط الثاني زار الدوري الممتاز موسم 2019-2020 وحل في المركز الأخير وهبط وعاد مرة أخرى الموسم الماضي ولم يلتزم فتم شطبه وهبط، تصنيفه 20، لعب 26 مباراة، فاز في مباراة وتعادل في أربع وخسر 21 مباراة، له 15 هدفاً وعليه 57 بنسبة (-42) وله سبع نقاط.

ضيوف شرف

حرجلة في التصنيف 15 زار الدوري الممتاز موسمي 2020-2021 و2021-2022 وجاء فيهما بالمركز 12 وهبط وإمكاناته الحالية لا تؤهله للعودة إلى الممتاز، لعب 52 مباراة، وقد فاز في 12 وتعادل في 14 وخسر 26 مباراة، سجل 48 هدفاً ودخل مرماه 72 والنسبة (-24) وله خمسون نقطة.

حرفيو حلب في التصنيف 16 زار الدوري موسمي 2017-2018 و2018-2019 احتل المركز 11 وفي الثاني المركز الأخير وهبط وتراجع وهو في الدرجة الثانية، لعب 52 مباراة، فاز في تسع وتعادل في 12 وخسر 31 مباراة، له 39 هدفاً وعليه 91 والنسبة (-52) وله 39 نقطة.

المحافظة صعد من الدوري التصنيفي إلى الممتاز وهبط في موسمه الأول بعدما جاء في المركز 13، فاز في ست مباريات وتعادل في خمس وخسر 15 مباراة، سجل 27 هدفاً ودخل مرماه 47 هدفاً بنسبة (-20) وله 23 نقطة وتصنيفه 17.

بالموسم ذاته صعد الجهاد وهبط بعد أن جاء في المركز الأخير، فاز في مباراتين وتعادل في ثلاث وخسر 21 مباراة، له 21 هدفاً وعليه 57 بنسبة (-36) وله تسع نقاط وتصنيفه 19.

آخر الفرق التي زارت الدرجة الممتازة في المواسم الستة الأخيرة فريق عفرين وقد صعد إلى الممتاز موسم 2021-2022 واحتل المركز الأخير ولم يحقق أي فوز وتعادل خمس مرات وخسر 21 مباراة سجل 18 هدفاً ودخل مرماه 65 هدفاً ونسبة ما له وما عليه من الأهداف (-47) وله خمس نقاط وترتيبه بالتصنيف 21 الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن