توعدت برد صارم في حال عدم إصدار واشنطن تأشيرات للصحفيين الروس … موسكو: الاتفاقيات حول الضمانات الغربية لكييف من دون مراعاة شروطنا غير قابلة للتطبيق

أعلنت روسيا أمس الأربعاء أن أي اتفاقيات يناقشها الغرب بشأن الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا لن تكون قابلة للتطبيق من دون الأخذ في الاعتبار المخاوف الروسية، محذرة من جانب آخر واشنطن من رد صارم في حال عدم إصدار تأشيرات للصحفيين الروس لتغطية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أن أي اتفاقيات يناقشها الغرب بشأن الضمانات الأمنية المحتملة لأوكرانيا لن تكون قابلة للتطبيق من دون الأخذ في الاعتبار المخاوف الروسية.
وقال بيسكوف في مؤتمر صحفي أمس: تم توقيع عدد من الاتفاقيات. في هذا السياق لم نسمع عن أي ذكر أو حتى إشارة إلى المخاوف الأمنية التي عبّرت عنها بلادنا، مضيفاً: ليس من الواضح ما هو شكل الضمانات التي يدور الحديث عنها، لكننا نتابع هذه المعلومات عن كثب، وسنواصل متابعتها، ومن المفهوم أن مثل هذه العمليات من دون أي ذكر لأمننا لا يمكن أن تكون قابلة للتطبيق.
وتبنت مجموعة السبع الكبرى «جي 7» على هامش قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في تموز الماضي، بياناً بشأن الضمانات الأمنية طويلة الأجل لأوكرانيا, وتنص الوثيقة على أن كييف يجب أن تحصل على إمكانات عسكرية كبيرة، وتأمل السلطات الأوكرانية بإبرام أول الاتفاقيات الثنائية مع الدول الأوروبية بحلول نهاية العام الجاري. وتجري أوكرانيا حالياً محادثات مع الولايات المتحدة وفرنسا، كما تتم مناقشة شكل الضمانات مع ألمانيا. وعبرت كييف عن أملها في إشراك طوكيو في هذه العملية أيضاً.
في غضون ذلك، حذرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، واشنطن من رد صارم في حالة عدم إصدار تأشيرات للصحفيين الروس لتغطية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
وحسب وكالة «نوفوستي»، قالت زاخاروفا في مؤتمر صحفي، أمس: إننا مضطرون مرة أخرى للتذكير أن هناك إساءة استخدام واضحة للامتياز الذي تتمتع به الولايات المتحدة لاستضافة مقر المنظمة، والتلاعب الفادح بالتأشيرات لممارسة الضغط على دول أخرى، حيث تحدد الإدارة (الأميركية) بشكل تعسفي تقريباً من يحق له المشاركة في الفعاليات الأممية ومن لا يحق، وفي حال تكرار الوضع حول عدم إصدار تأشيرات لصحفيينا، لن يبقى ذلك دون رد فعل صارم.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، سابقاً، أن روسيا جاهزة لأي تطور الأحداث فيما يخص إصدار تأشيرات أميركية لأعضاء الوفد الروسي والصحفيين للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا توجد هناك حتى الآن أي إشارات إلى احتمال وقوع أي إخفاق في هذا المجال.
من جانب آخر، أكد أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن استقلالية روسيا تتطلب ضمان عدم تبعيتها للمستوردات الأجنبية في جميع المجالات، وعلى وجه الخصوص في المجالات الدفاعية.
وقال باتروشيف خلال اجتماع أمس في مدينة سان بطرسبورغ حول مساهمة الجامعات الروسية في ضمان استقلالية البلاد التكنولوجية: إن نظام التقييدات والعقوبات الغربية على مدار سنوات كثيرة وزيادتها مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا أظهر أن أحد الأهداف والمهمات الأساسية للحفاظ على استقلالية وسيادة روسيا تتمثل بعدم التبعية للمستوردات في جميع فروع الاقتصاد، ولاسيما في المجمع الصناعي الدفاعي.
من جانب آخر، اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس جاءت رداً حاسماً على عدوان حلف الـ«ناتو» ضد روسيا.
ونقلت وكالة «تاس» عن ناريشكين قوله في مراسم افتتاح معرض مخصص لعرض آثار عدوان «ناتو» ضد يوغوسلافيا، في دار المجتمع التاريخي الروسي بموسكو أمس: إن المنظمين الخارجيين لجريمة الحرب هذه المتمثلة بعدوان «ناتو» ضد يوغوسلافيا لم يتعلموا أي درس أخلاقي مما فعلوه، مشدداً على أن روسيا ستواصل عمليتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها.
يذكر أن حلف الـ«ناتو» شن في العام 1999 عدواناً على يوغوسلافيا ذهب ضحيته أكثر من ألفي شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين ودمر الكثير من المنشآت.