الموسيقار حسام بريمو الحاضر الغائب في أوبرا دمشق … عدنان فتح الله لـ«الوطن»: حاولنا في هذه الأمسية تقديم تحية تليق بهذا الإنسان الذي زرع المحبة والوفاء
| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني
بعد عام على رحيله المؤلم كان الموسيقار حسام بريمو الحاضر الغائب على خشبة مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون في أمسية أقامتها الدار مساء الخميس تحيةً إلى روحه في الذكرى السنوية الأولى لرحيله بالمشاركة مع المعهد العالي للموسيقا، قادها كل من المايسترو عدنان فتح الله، والمايسترو ميساك باغبودريان.
وأحيا هذا الحفل كورال «لونا للغناء الجماعي» بفروعه المختلفة «ورد، ألوان، قوس قزح» الذي كان واحداً من أهم وأعظم إنجازات الراحل الموسيقية، أسسه على الطيب والمحبة تاركاً أثراً لا يمحوه الزمن بين جميع أفراده الذين جسدوا في هذه الأمسية أسمى معاني الوفاء والتقدير لمعلمهم الراحل، حيث نسجوا بأصواتهم أجمل الذكريات والمحطات التي رافقهم بها المايسترو حسام خطوة بخطوة بابتسامته الحنون التي لم تفارقه يوماً.
بصمة خاصة
وفي كلمة ألقاها بين مدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون أندريه معلولي أن الراحل حسام بريمو ماثل أمامنا من خلال طلابه ومحبيه الذين يبكونه حتى الآن رغم مرور عام على غيابه.
وأكد أن العلاقة الخاصة التي بناها بريمو مع الأطفال تركت أثراً كبيراً وبصمة خاصة، منوهاً بأن مسيرة الإنسان في هذه الحياة لا ترتبط بعدد سنوات عمره بل بطريقة استغلالها واستثمارها ليكون مؤثراً في الناس والمجتمع.
وأعرب عن أمله بأن تستمر المؤسسة الكورالية التي أسسها الراحل وجميع الجوقات المتفرعة عنها بالصعود على المسارح ومتابعة المسيرة لأن حسام بريمو أراد من خلالها أن يبقى اسمه ويستمر مشروعه.
وفاء ومحبة
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال المايسترو عدنان فتح الله: «حاولنا في هذه الأمسية تقديم تحية تليق بهذا الإنسان الذي زرع المحبة والوفاء والانتماء في نفوس الأطفال من خلال الأغنيات وعمله معهم في هذا المشروع الضخم مؤسسة لونا للغناء الجماعي التي آمن بها».
وأوضح أن هذه الأمسية كانت بمبادرة منه ومن المايسترو ميساك من أجل إعادة هذا الكورال إلى خشبة المسرح، منوهاً بأن دار الأوبرا والمعهد العالي للموسيقا كانت جهودهما مشتركة لتقديم هذا العمل عربون وفاء ومحبة للأستاذ حسام الدين بريمو رحمه الله لأنه كان بالفعل شخصاً مؤثراً.
قدم الكثير
وبين المايسترو ميساك باغبودريان أن «ما فعلناه اليوم هو واجبنا تجاه شخص قدم الكثير لسورية وللحركة الموسيقية والاجتماعية من خلال عمله مع الأطفال واليافعين والكبار بجميع مراحلهم العمرية، واستطاع بجهوده الشخصية أن يزرع الحب ويجعل الأطفال يغنون من قلبهم».
وأكد أنه عندما نتحدث عن ذكرى شخص نكون في البداية نتحدث عن أنفسنا وعن مدى محبتنا له وتأثرنا به، مشيراً إلى أنه من واجبهم إعطاء كل ذي حق حقه بالحديث عنه وعن إنجازاته التي ستبقى حية في ذاكرة المجتمع والوطن.
تحية وسلام
وقالت المغنية والإدارية في جوقات لونا للغناء الجماعي كنانة محاحي: «هذه الأمسية تعني الكثير لكل فرد في لونا، ففي داخل كل شخص منا رسالة يريد إيصالها للأستاذ حسام بريمو وهي أشبه بالتحية والسلام ولكنها أكثر عمقاً، فمنذ لحظة مرضه حتى اليوم ونحن نشعر بأن هناك شيئاً ما يضيع منا ونريد إخباره بكل ما يحصل معنا».
وأضافت: «هذا التكريم والتحية يعنيان لنا الكثير وغيابه كان جارحاً جداً بشكل يصعب تصديقه، ففي اللحظة التي علمنا بها بمرضه كنا بحالة ضياع حقيقي وعندما ذهب أصبحنا في حالة نكران للواقع وبقيت الجروح تنزف».
خليط من المشاعر
وأكدت المغنية في كورال قوس قزح مروة بوبس أن هذه الليلة كانت من أصعب المرات التي صعدنا فيها إلى المسرح وغنينا مقطوعات من أعمال المايسترو الراحل حسام بريمو حيث كنا نغني بخليط من المشاعر المتضاربة بين الحزن والفخر.
وأشارت إلى أن كورال قوس قزح افتتح الحفل من خلال «أبانا الذي» باللغة الآرامية، وقدم ميدلي «فوق النخل» الذي كان من توزيع الأستاذ حسام، إضافة إلى مقطوعتين مشتركتين مع كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا، كما غنوا مقطوعة اسمها «نفيكة» و«طالعة من بيت أبوها» باللغة الآرامية، واختتموا الحفل بـفوك دمشقي من تأليف حسام بريمو.
الحزن كبير
وقال المغني في كورال قوس قزح مازن الياس: «مشاعرنا في هذا اليوم صعبة جداً لأننا نلتقي اليوم جميع أعضاء الكورال الذي أسسه المايسترو حسام بعد رحيله والمشاعر مختلطة بسبب فرحتنا بلقائنا من جديد لنؤدي أغنيات اعتدناها لكن الحزن كبير لغياب أستاذنا».