لم تمر ساعات على رحيل الشاعر كريم العراقي، حتى غيّب الموت الفنان ياس خضر الملقب بـ«صوت الأرض» مساء الجمعة الماضي عن عمر ناهز 85 عاماً.
ونعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان خضر الذي توفي في بغداد بعد صراع مع المرض، وقالت: «ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل «صوت الأرض» الفنان ياس خضر، الذي وافته المنية مساء هذا اليوم (الجمعة) في بغداد إثر مرض عضال».
وقبل أيام، تراجع الوضع الصحي للمطرب العراقي الذي كان يرقد في المشفى منذ حوالى الأسبوعين، حيث تم نقله من مشفى «ابن سينا» المختص بأمراض القلب في العاصمة بغداد إلى مشفى «مدينة الطب» ببغداد أيضاً، حيث تم وضعه على الفور في غرفة الإنعاش، لأنه يعاني صعوبة بالغة في التنفس من دون أجهزة طبية.
ويعد المطرب الراحل ركيزة قوية من ركائز الأغنية العراقية الأصيلة وواحداً من رموز الغناء العراقي، وله المئات من الأغاني التي لحنها ملحنون عراقيون وعرب، وتعد معظم أغانيه من روائع الغناء العراقي الأصيل، لأنه كان يحرص على غناء الأغاني الطربية، الأمر الذي جعلها تحظى بشهرة كبيرة داخل وخارج العراق، وهو حتى قبل دخوله إلى المشفى خلال أزمته الصحية الأخيرة كان يتهيأ لتسجيل 3 أغان جديدة.
وتميز بتعاونه مع الملحنين الشباب، حيث يحب التنوع في أعماله الغنائية.
من هو؟
ياس بن خضر بن علي القزويني الحسيني، مطرب عراقي من مواليد مدينة النجف عام 1938، يعتبر أحد أبرز مطربي جيل السبعينيات من القرن الماضي في العراق.
وينتمي الراحل إلى أسرة دينية معروفة، لأن والده خضر القزويني معروف جداً في محافظة النجف الأشرف، حيث لم يكن يقصد أن يكون مغنياً، فقد لعبت المصادفة دورها حين شارك بمناسبة «ختان»، وقدّم فيها أغنية «الهدل». وصادف أن كان هناك برنامج خاص لوزارة الزراعة يبث من خلال الإذاعة، فسجلوا الجلسة وبثوها، فلما سمعتها الناس أعجبوا بها ورددوها وكانت هذه أغنيته الأولى التي حققت له شهرةً واسعة.
نقلته الكبيرة من الأغنيات الريفية إلى المدنية كانت في أغنية «المكيّر»، للملحن الراحل كمال السيد عام 1969، وكلمات الشاعر زامل سعيد فتاح.
تتلمذ على يد الموسيقار جميل بشير الذي أضافت له مرافقته الكثير من المعرفة وقوة الأداء والشخصية، وحين أدى أغنية «إعزاز» إلى لجنة فحص النصوص في الإذاعة والتلفزيون، منحتها إجازة التقديم. لكن بعد تسجيلها تم منعها لأنه أضاف إليها بشكلٍ ارتجالي كلمة «والله إعزاز» وهذا خارج النص المكتوب، ولكن بعد عدة لقاءات مع رئاسة اللجنة وتوضيح الأمر سمحوا لها بالظهور.
وظل خضر ينتقل من ملحن إلى آخر، فتعاون مع الملحن نامق أديب ليلحن له أغنية «تايبين» ولاقت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً.
لم ينته مشوار ياس خضر في العراق فقط، بل امتد إلى أستراليا ولندن وأميركا، وذلك بعدما صارت له جماهيرية كبيرة ومعجبون ومحبون في جميع دول الخليج العربي ما جعله أحد نجوم الغناء العراقي.
قدّم العديد من الألبومات الغنائية الناجحة، وكان آخر ألبوماته «ليل الوداع» عام ٢٠١٠.
من أشهر أغانيه: «البنفسج، مرينا بيكم حمد، مسافرين عام 1988، عزاز، تايبين عام 2014، يا حسافة، وداعاً يا حزن عام 2016، مجروحين، أجمل يوم عام 2018، حن وأنا حن عام 2015، آه يا ليل، أنا دليت نار الحب عام 2019».
الجوائز والتكريمات
حصل الفنان الراحل على العديد من الجوائز طوال مسيرته الفنية، ومنها جائزة الدولة العراقية وجائزة الهرم الذهبي، وجائزة الموريكس دور.
كُرّم في مهرجان الدوحة السادس عام 2005 من الفنان العراقي كاظم الساهر، وكُرّم في حفل «نجوم الخليج» عام 2008 ومنح له الدرع التكريمي من قبل شبكة قنوات النجوم الفضائية، قدمها له الفنان العراقي رضا العبد الله بالنيابة عن إدارة القناة.
وكُرّم في الملتقى الإذاعي والتلفزيوني عام 2015 وتم إعطاؤه الهدايا ووسام الإبداع، وتم تكريمه من سفيرة النيات الحسنة رفيف الياسري في بيروت يوم 14 آذار عام 2018.