رياضة

مشروع بناء وتطوير الكرة السورية … نجاح في حلب والأهداف تتحقق تباعاً

| حلب- عبد الله مروح

حقق منتخبا حلب للأشبال والناشئين بكرة القدم الأهداف المطلوبة من المشاركة في مشروع بناء وتطوير الكرة السورية، وذلك مع انتهاء مرحلة الذهاب من المشروع الذي قدم فيه المنتخبان أداءً متطوراً ولافتاً للنظر قدما من خلاله كرة قدم سهلة تعتمد البناء عبر الخطوط الثلاثة، وتتسم بسهولة نقل الكرة بين اللاعبين عبر تلك الخطوط وتموين المناطق الأمامية، وتتميز بالسرعة والنشاط والحركة المستمرة مع أو دون كرة، وتخلو تماماً من الأسلوب التجاري الذي يهدف إلى تحقيق الفوز بأي وسيلة كانت.

هذا الأداء الجيد للمنتخبين كان نتيجة عمل وجهد كبيرين قام بهما الكادر الإداري والفني حين أجادوا الانتقاء وفق معايير اللجنة المنظمة لاسيما من حيث التقيد بالنسب المطلوبة للأعمار الصغيرة، ومن ثم حسن تنظيم العملية الإدارية والسيطرة واحتواء المشكلات التي طرأت لاسيما من أهالي اللاعبين الذين لم يتم انتقاؤهم في المرحلة النهائية.

المشروع أفرز إيجابيات كثيرة نجدها في حديث الفنيين والإداريين، كما ظهرت بعض السلبيات التي لابد أن تظهر مع أي عمل جديد. وهي بالمجمل قابلة للحل وللتلافي في الإياب وفي النسخة القادمة، وأهم السلبيات تركزت في نفقات المشروع وضرورة إيجاد داعمين له، وكذلك تلافي بعض الثغرات التي ظهرت أثناء العمل لاسيما نظام البطولة الذي يصر على مشاركة جميع اللاعبين، بينما وجدت بعض الكوادر الثغرات للالتفاف على النظام الأساسي وبالتالي تحقيق مكاسب على حساب الهدف الرئيس.

النتائج

مسيرة فريق الناشئين بدأت بتعادل مرتبك مع حماة في حلب بهدفين ملعوبين، بينما تلقت شباكه هدفين من كرتين ثابتتين.

أتبع ذلك بفوز صريح على إدلب بثلاثة أهداف نظيفة ثم تعادل مثير مع الرقة 4/4 بعد التأخر بالشوط الأول بثلاثية بيضاء، ثم الفوز الأهم على حمص بهدف ثم على طرطوس بأربعة أهداف لهدف، ثم الخسارة الأخيرة أمام اللاذقية بهدفين، ورغم قوة ناشئي اللاذقية إلا أن منتخب حلب أهدر في المباراة فرصاً كثيرة محققة للتسجيل منها ركلة جزاء.

أما مسيرة الأشبال، فقد بدأت بالخسارة المفاجئة مع حماة بأربعة أهداف ثم الفوز على إدلب ثم الرقة ثم التعادل مع حمص فالفوز على طرطوس واللاذقية.

كنا درع حماية للمدربين

محمد ياسر قضيب البان مشرف منتخب حلب أكد لـ«الوطن» أهمية المشروع لاسيما أنه أتاح الفرصة لهذه الشريحة من اللاعبين للتنافس الحقيقي وخوض 12 مباراة بالحد الأدنى لكل لاعب، وهو ما كانت تفتقده هذه الفئات العمرية وأضاف: وفرنا كل مستلزمات الدعم اللوجستي للمنتخبين بالتعاون مع اللجنة الفنية واللجنة التنفيذية بحلب لاسيما تأمين الحصص التدريبية الدائمة في ملعب السابع من نيسان المتميز بأرضيته ومرافقه، وراعينا إعطاء الحرية الكاملة للكادر الفني بانتقاء اللاعبين الأساسيين الـ23 والاحتياطيين السبعة لكل منتخب، ودافعنا عن خيارات المدربين وأمنا لهم الحماية وأبعدناهم بالكامل عن مشاكل الأهالي.

وتابع: لقد حقق المشروع غايته في حلب ونأمل أن يستمر وأن تستكمل مرحلة الإياب بالسرعة الممكنة ليتسنى لنا استكمال الأدوار المتقدمة قبل انشغال الكوادر بالدوري وقبل انشغال الطلاب بالمدارس.

المشروع نجح في أهدافه

محمود صيادي إداري منتخب حلب أوضح أن تسجيل 60 لاعباً من كل محافظة من مواليد 2008-2009، 2010-2011 أعطى لاتحاد الكرة وللجنة المنتخبات فرصة ذهبية لا تقدر بثمن، حيث قدم لهم هذا المشروع البنية الأساسية لمنتخبي الأشبال والناشئين، وأصبحت لديهم قاعدة بيانات ذهبية لأفضل لاعبي الوطن، حيث تم انتقاء أفضل 660 لاعباً من كل المحافظات منهم 66 حارساً للمرمى تم اختيارهم بعناية وتدريبهم بظروف مقبولة، هذا إضافة إلى توفير قاعدة بيانات ضخمة عن الكوادر العاملة في المشروع من 140 عاملاً من مختلف التخصصات، حيث تم تحضير 14 مشرفاً و14 إدارياً تمرسوا في العمل وكذلك 56 مدرباً ومدرباً مساعداً و14 مدرباً للحراس ومثلهم من المعالجين وضعفهم من الإعلاميين والمصورين.

هدفنا التطوير والبناء

إدريس ماردنلي مدرب منتخب الناشئين اعتبر أن المشروع مفيد جداً للاعبين، حيث قدم لهم فرصة الاحتكاك مع منافسين مباشرين في بطولة تنافسية، وكذلك قدم لهم فرصة التدرب مع مدربين جدد.

وقال لـ«الوطن»: حاولنا بجد واجتهاد انتقاء الخامات الأفضل التي تلبي هدف المشروع وفقاً للأعمار المطلوبة، وعملنا خلال الفترة الماضية على تطوير الأداء الفني للاعبين وتنمية مهارات الأداء الجماعي، لاكتشاف الخامات القابلة للتطور.

وأضاف: لقد كان هدفنا الأساسي هو البناء والتطوير من أجل تحقيق الانتصار، وليس العكس، وهو الأمر الذي أثر على نتائجنا في بعض المباريات من خلال إصرارنا مع المدرب المساعد أيمن حبال على تقديم كرة قدم جميلة وفق أسس علمية وسليمة، ورغم تأخرنا في بعض المباريات إلا أننا لم نعتمد الأسلوب التجاري وكان هدفنا نجاح المشروع.

المشروع بذرة بحاجة لرعاية

المدرب عمار أيوبي مدرب الأشبال أشاد بالتجربة والفكرة التي التحق بها متأخراً في فترة التنافس وبعد اعتذار المدرب السابق وقال في تصريحه لـ«الوطن»: لقد أمن لي زميلي أليكسان حكيميان صورة كاملة عن الفريق قبل يوم واحد من المنافسات وهذا ساعدني كثيراً على التعرف على اللاعبين والدخول في الأجواء سريعاً.

وأضاف: المشروع فرصة ممتازة للاعبي الأشبال الذين لم يعتادوا اللعب مسبقاً على ملعب كبير ولم يخوضوا مباريات تنافسية مع منافسين أقوياء خارج محافظاتهم، لقد كفل لهم هذا المشروع اكتشاف موهبتهم وتنميتها ووضعها على الطريق الصحيح.

أتمنى أن تستأنف مرحلة الإياب بسرعة وأن يحظى اللاعبون بعدد مباريات أكبر وأن ينتقل أكثر من فريقين إلى الدور النهائي لزيادة الفائدة وتحقيق فرصة الاحتكاك للاعبين الصغار فهم الأمل والمستقبل.

حراسة المرمى بخير

أمير نجار مدرب حراس المرمى في المنتخب أكد أن الفرصة لحراس المرمى بالتطور كبيرة لاسيما أنها الفرصة الأولى لهم للاحتكاك ولعب شوط واحد بشكل كامل في كل مرحلة، وهو ما لم يتح لهم من قبل فالعدد الكبير لحراس المرمى في المشروع سيفرز الخامات الأفضل للمنتخبات والتي لولا المشروع لما تمكن أحد من رؤيتها واكتشافها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن